أثبتت البحوث العلمية دور بذور الكتان الفعال في الوقاية وفي علاج العديد من الأمراض التنكسية، كما كشفت الدراسات العلمية بأن تناول بذور الكتان بشكل منتظم يمكن أن يساعد على الحد من مستويات الكولسترول السيئة بفضل محتواها العالي من الألياف القابلة للذوبان.

مريم بوطرة

تعتبر بذور الكتان غذاء مفيدا للجسم حيث تحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والألياف التي تقلل من خطر الإصابة بعدة أمراض، بالإضافة لكونها تقوي المناعة وتقي من الشيخوخة الخلوية حيث تحتوي بذور الكتان على البروتينات والألياف الغذائية والأحماض الدهنية غير المشبعة (أوميغا 3 وأوميغا 6)

فوائد بذور الكتان

يمكن استخدام بذور الكتان في الزبادي والسلطات والعصائر كما يمكن مزجها مع الحبوب الأخرى والكعك والمعجنات والخبز ويمكن استخدامها أيضا كبديل للزيت أو الدهون المستخدمة في الوصفات. على سبيل المثال، إذا كان التحضير يتطلب 1/3 كوب من الزيت، يمكن تعويضه بملعقة كبيرة من بذور الكتان.

وفقا للدراسات العلمية، تزيد بذور الكتان تدريجيا الحيوية والطاقة كما تحفز عملية التمثيل الغذائي والكفاءة في إنتاج الطاقة الخلوية وتجل العضلات تتعافى بشكل أفضل بعد إرهاق التمرين.

تعتبر بذور الكتان ممتازة للحد من السمنة نظرا لمحتواها العالي من الألياف الغذائية (خمسة أضعاف الشوفان) كما تساعد على تخفيف الشهية وتقليل الكوليسترول، لذلك ينصح كل من يرغب في خفض الوزن بتناول ملعقة إضافية من بذور الكتان في فترة ما بعد الظهر.

علاج أنواع مختلفة من السرطان

تحتوي بذور الكتان على 27 مكونا مضادًا للسرطان بما في ذلك اللجنين حيث توفر بذور الكتان نسبة من اللجنين أكبر ب 100 مرة من الحبوب الكاملة كما لم يعرف للآن نبات آخر مع خصائص مماثلة.

يقي اللجنين من تكون الأورام، أما في حالة السرطان، فيوصى بدمج بذور الكتان المطحونة مع جبنة منزلية منخفضة السعرات الحرارية.

كما يصبح الجلد أكثر ليونة مع الاستهلاك المنتظم لبذور الكتان كما تعد بذور الكتان مثالية للبشرة الجافة والحساسة لأشعة الشمس كما تساعد على علاج الصدفية ومشاكل الأكزيما.

ينصح باستخدام بذور الكتان كقناع للوجه للتطهير الشامل حيث يساعد على القضاء على البقع البيضاء وحب الشباب والبثور كما تعد ممتازة لعلاج الصلع وتساقط الشعر ولتغذية الشعر.

أما بالنسبة  للجهاز الهضمي،تعتبر بذور الكتان ملينا طبيعيا يقي من تكون الرتوج في جدار الأمعاء كما يساهم في القضاء على السموم ويساعد على تزييت وتجديد النباتات المعوية. تعتبر بذور الكتان عنصرا مثاليا للوقاية ولعلاج الإمساك والحموضة كما يساعد على طرد غازات المعدة.

كما لوحظ  أن كل من تناول بذور الكتان بانتظام  عرف انخفاض حاد في التوتر العصبي واحساسا عاليا بالهدوء، لذلك ينصح كل من يعاني من الضغط بتناول بذور الكتان، كما تتميز بذور الكتان بالقدرة على تحسين المشاكل السلوكية الفصامية والمشاكل العقلية لكبار السن حيث تعتبر جرعة من الطاقة للدماغ نظرا لكونها تحتوي على مغذيات للناقلات العص

ويقي تناول الكتان من جميع الأمراض الالتهابية مثل التهاب المعدة والتهاب الكبد والتهاب المفاصل والتهاب القولون والتهاب اللوزتين والتهاب السحايا وغيرها،كما يساعد تناول بذور الكتان بشكل منتظم الكلى على تحفيز إفراز الماء والصوديوم. يرتبط احتجاز السوائل بتورم الكاحلين والسمنة ومتلازمة ما قبل الحيض وجميع مراحل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.

تخفف بذور الكتان الحساسية وتعد فعالة في علاج مرض الذئبة نظرا لاحتوائها على أوميجا 3 وأوميجا 6 وأوميجا 9 ومغذيات أخرى كما تساعد الجسم على مقاومة الأمراض بما في ذلك أمراض القلب، تعد بذور الكتان مثالية لعلاج تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الشريان التاجي والجلطة وعدم انتظام ضربات القلب كما تزيد عدد الصفائح الدموية التي تقي من الجلطات الدموية كما تعد ممتازة لتعديل الكولسترول.

الكمية الموصى بها من بذور الكتان

يوصي الخبراء بتناول ملعقة من بذور الكتان يوميا وهو ما يساوي 10 غرامات. هذه الكمية تكفي للحصول على كميات هامة من حمض ألفا لينوليك الضروري، ومع ذلك من الممكن تناول أكثر من ذلك بقليل بشرط ألا يتجاوز 20 جرام حيث يمكن أن تتسبب الكميات الكبيرة من الألياف في عدم الراحة.

من الممكن سحق البذور في الخلاط لبضع دقائق دون تحويلها إلى مسحوق حيث تحتوي القوقعة على نسبة عالية من البروتينات والفيتامينات والمعادن ولكن نظرا لكونها قاسية للغاية، لا تستطيع المعدة هضمها بشكل صحيح وهو ما يجعل من دقيق بذور الكتان أكثر فائدة.

يمكن تخزين بذور الكتان في الثلاجة في زجاجة نظيفة وجافة ومغلقة بإحكام ولكن يجب أن تستخدم في حوالي أسبوع.

من الممكن تناول ملعقة يوميا في أي وقت، ولكن لتحفيز الوظيفة المعوية من المستحسن تناولها على معدة فارغة مع الماء أو مع أي سائل مفضل.

و لتحسين وظيفة الأمعاء، يتم وضع ملعقة طعام من بذور الكتان في 1 كوب من الماء في الليل وتترك لمدة 12 ساعة ومن ثم يتم تناولها مع الماء على معدة فارغة كما يمكن أيضا إضافتها إلى الأطعمة الأخرى.

تساعد إضافة ملعقة طعام من بذور الكتان يوميا (يفضل دقيق بذور الكتان لوجبات الطعام على الحد من ارتفاع الكولسترول وعلى التخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الحيض. لا ينصح بتعريض البذور لعمليات التسخين الحراري.

توضع ملعقتين كبيرتين من بذور الكتان في الخلاط ومن ثم تمزج بالماء أو العصير ويتم تناوله خلال اليوم، كما يمكن أيضا خلط ملعقة طعام من دقيق بذور الكتان مع ثلاثة أكواب من الماء في وعاء صغير. يترك المزيج لمدة دقيقتين فقط كي لا يصبح كثيفًا جدًا. يمكن أيضا إضافة بذور الكتان مباشرة إلى جميع الأطعمة.

الفرق بين الكتان الذهبي والكتان البني

تتميز بذور الكتان الذهبية بمحتواها العالي من أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 وأوميغا 9 في حين تحتوي بذور الكتان البني على أحماض أوميغا 3 الدهنية فقط كما تزرع بذور الكتان الذهبية بطريقة عضوية دون استخدام أي مبيدات حشرية. ولكن يعد الاثنان متشابهان من ناحية التركيبة الغذائية. أوميغا 3 وأوميغا 6 في بذور الكتان.

تعد دهون أوميغا 3 وأوميغا 6 ممتازة للقلب حيث تساعد على الحد من مستويات الكولسترول السيئ المسؤولة عن سد الشرايين كما تساعد أحماض أوميغا 3 الدهنية على الوقاية من الإلتهابات بالإضافة لكونها تساعد الجسم على تخزين كمية أقل من الدهون كما تسد الشهية وتقي من شيخوخة الجلد.

أضرار وموانع استخدام بذور الكتان

لا ينصح باستخدام بذور الكتان من قبل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر نظرا لمحتواه العالي من الألياف ولأن جهازهم الهضمي لا يعد فعالا. ويمكن أن يتسبب استخدام بذور الكتان في عدم الراحة بالنسبة لمن يعاني من مشاكل معوية.

قد يسبب تناول أكثر من ملعقتين من بذور الكتان في عدم الراحة أثناء عملية امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء وهو ما يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من الغازات بالإضافة لكونها يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن نظرا لكونها تحتوي على سعرات حرارية.

 يمكن أن تتسبب بذور الكتان في انسداد المريء أو الأمعاء إذا ما تم تناولها بجرعات كبيرة أو بدون سوائل كافية،

كماتمت دراسة آثار الجرعات الزائدة من بذور الكتان حيث شملت الأعراض ضيقا في التنفس وصعوبة في المشي.

يمكن أن تتسبب بذور الكتان بتأثيرات مشابهة للإستروجين لذلك يمكن أن تحدث  تغيرات في الدورة الشهرية لدى النساء، يجب على النساء الحوامل عدم تناول مكملات بذور الكتان حيث يمكن أن يحفز الدورة الشهرية أو يسبب تأثيرات هرمونية أخرى قد تكون ضارة على الطفل.

يمكن أن تسبب الأحماض الدهنية أوميغا 3 في زيادة مستويات السكر في الدم، لذلك يجب على مرضى السكري توخي الحذر عند استخدام بذورالكتان.

يمكن أيضا أن تزيد بذور الكتان من خطر النزيف المفرط من خلال تقليل تجلط الدم، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النزيف أو من يتناولون الأدوية أو المكملات المضادة للتخثر عدم استخدام مكملات بذور الكتان.

وهناك حالة صحية أخرى تستحق الحذر عند تناول بذور الكتان هي اضطراب ثنائي القطب لأنه يمكن أن يسبب الهوس لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب.

ختامًا قد ذكرنا بأن فوائد بذر الكتان متعددة وكثيرة جدًا، وأن لها مميزات متعددة لعلاج العديد من الأمراض، والحفاظ على البشرة من خلال تحويل المواد الدهنية لزيوت مفيدة كما لها أثار جانبية ينبغي أخذها بعين الإعتبار.