الميرمية تعد  أحد الأعشاب التقليدية المعروفة منذ القدم نظرا لاستخداماتها العلاجية والطبية المختلفة كما تعتبر من التوابل ذات القيمة العالية ،وهي نبات شبه شجيري قزمي صغير يصل ارتفاعها إلى 70 سم جذوره ليفية بنية اللون وسيقانه زغبية تحمل اوراق متقابلة وهي نبات معمرة متفرعة كثيرا وتصبح خشبية في الجزء الاساسي والتي تشكل السيقان منها فروعا مستقيمة وشعرية رباعية الزوايا لها أوراقا متقابلة سميكة ذات اللون الرمادي والاخضر يسبب الزغب القطني على الجانب السفلي .

مريم بوطرة

تمثل الميرمية أحد الأنواع النموذجية لمنطقة حوض البحر المتوسط يرجع موطنها الأصلي الى شمال ووسط إسبانيا وجنوب فرنسا وغرب البلقان، كما تنتشر في مناطق جنوب اوروبا من اسبانيا حتى دول البلقان و تزرع الميرامية في جميع انحاء أوروبا تقريبا حتى ايرلندا وجنوب اسكندنافيا بالإضافة إلى الولايات المتحدة الامريكية خاصة كاليفورنيا وواشنطن وذلك بغرض التجارة، أفضل نوعية من السالفيا تتواجد في منطقة الأدرياتيكي اليوغسلافية، يوجد عدة اصناف زراعية للميرامية تختلف فيما بينها من حيث طبيعة النمو، حجم الأوراق وتركيبها، ونظام الشعيرات بها لونها وأطوال أعناقها.

أنواع الميرامية

2النوع الاول .sage ) Salvia officinalis L) وهو نبات طبي يستعمل أوراقه في الطب وهو كثير التفرع يصل الى ارتفاع 80 سم، أما  النوع الثاني  salvia sclarea (clary sage)  هو عشب معمر بأوراق مثلثية بيضية زعابية بكثافة الازهار فيها تكون سنبلة متباعدة والشفة العلوية أرجوانية والسفلى تميل للبياض والنبات كله له رائحة قوية ترجع اإلى الزيت الطيار فيه، يسمى هذا النوع القويسة القاسية يستخدم كمكون رئيسي في الأدخنة نظرا لخصائصه ورائحته المميزة، كم يستخدم كذلك في نكهة المواد الغذائية.

الاستخدامات العلاجية

تستخدم أوراق المريمية كتوابل بعد تجفيفها وسحقها تضاف لبعض الاطعمة لتحسين مذاقها وتعتبر كذلك منبهة ومقوية ومنشطة ومنظمة داخليا عن طريق تنشيط القلب والجهاز العصبي ومنشطة للغدد الجنسية حيث تنظم الدورة الشهرية عند النساء في حالة انقطاع الدورة اذ تحث الحيض أو في ندرة ونقص الاخصاب حيث تزيد التروية الدموية الحوضية، ولا يفضل اعطائها للحوامل والمرضعات وتعالج العقم ،كما أنها مضادة للتعرق الغزير عند النساء .

هذا ونجدها تساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتنبيه ومقوية ومنبهة للجهاز الهضمي ولعلاج اضطرابات الاعصاب والدوخة ومضادة للسمنة والسكري ومدرة للصفراء، هاضمة حيث تنبه الافرازات المعدية، و تقي من الأمراض العصبية الحثرية حيث أن لها تأثير مضادا للتخثر اذ تستعمل في حالة الشلل الناجم عن تخثر الدم في الدماغ، وتدرس اليوم فائدتها في معالجة سرطانات الدم وتعالج الرجفة في اليدين وتقوي الذاكرة وتنشط الذهن خاصة عند الطلاب اثناء الفحوص حيث تستعمل مع الشاي او المليسة وذلك بفضل تأثيرها في زيادة التروية الدموية .

 تعتبر مطهرة قابضة ومضادة للفطريات حيث تعالج كل انواع الالتهابات الحلقية تقريبا (التهاب اللوزات البلعوم لعلاج الربو، مسكنة لسعال والتهاب القصبات. . تعالج الزفة اللثة حيث تستخدم أوراق المريمية الغصة على نطاق واسع في سوائل الغرغرة (قروح الفم واللثة)

تستعمل في بعض الاستعمالات الظاهرية مثل: لدغات الحشرات في حالة التوتر والارهاق حيث يفيد تدليك الجسم بزيت الميرمية في رحاء والتجديد النشاط كما يكسب الجسم دفنا ملحوظا ولزيت خاصية مضادة 86 – sur 42 على ازالة الالتهابات الجلدية بصفة عامة وان جنس  الميرمية الصلبة تستعمل أوراقها وازهارها لاستخراج مادة linalol التي تشكل نسبة 80% من الزيت المستحصل منها لاستخدامه مثبتا في صناعة العطور .

 هل نبات الميرامية خالي من أي خطر؟

التأثير السلبي أو السمي لنبات الميرامية على صحة الانسان يظل الطلب على العلاج بالنباتات الطبية مرتفع للغاية ويضل الاستخدام لها قائما جزئيا على فكرة ان النباتات الطبية هي وسيلة علاج طبيعية خالية من اي مخاطر ومع ذلك يمكن ان يكون النبات مفيدا او ساما في نفس الوقت.

 فيكون ساما عند الجرعات العالية ومفيدا عند إحترام الجرعة المناسبة، فالمواد التي تحتويها النباتات عند الافراط في الجرعة تؤدي الى السمية، حيث كشفت الدراسات لتأثير السمي لنبات المريمية لاحتوائها على مادة التوجون، حيث يؤدي الإفراط في الجرعة منها الى حدوث تشنجات عضلية والصرع وتدميرأنسجة الكبد والجهاز العصبي، وتشمل التاثيرات الاخرى على سكر الدم  وفقدان التوازن، وعدم انتظام دقات القلب، واضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها من المشاكل المتعلقة بالجهاز العصبي.

أما عن تأثيرها السمي على الجهاز العصبي اثبت الدراسات ان امراة تبلغ من العمر 54 عاما ليس لديها عوامل خطر للإصابة بالصرع عند تناولها جرعة من الميرامية اسبوعيا لعدة سنوات كعلاج مفترض لفرط شحم الدم حيث بعد فترة وجيزة، عانت من عدة اعراض حرقان المعدة، وشعور مفاجيء بالإغماء ، التعرق الغزير والدوخة وتسارع التنفس، انحصرت الأعراض بعد 10 دقائق بعد يوم واحد من تناول جرعة أعلى عن طريق الخطأ، حيث كانت هذه الآثار ضارة وطويلة المدى بشكل خاص ومرتبطة بحركة اللسان اللاارادية بعد 30 د اصيبت بنوبة صرع توترية وضلت فاقدة الوعي لمدة ساعة حيث بعد التوقف عن استخدام الدواء ظلت خالية من النوبات لاكثر من 3 سنوات.

المهتم بزراعة  المريمية وكيفية نموها

قد تستغرق عملية زراعة المريمية بداية من البذور وقتًا طويلاً لأنك ستضطر إلى الانتظار لمدة .15عام حتى ينضج النبات وحتى تنمو وتتكون العديد من الأوراق،ومع ذلك إذا قررت زراعة المريمية من البذور ، فإنك ستحتاج إلى الحصول على تربة الأصايص المعقمة .

من المهم شراء خليط تربة الأصايص لأن الأنواع الأخرى من التربة قد تحتوي على بذور من الحشائش غير المرغوب فيها ويمر الوقت وتظن أنك قمت بزراعة ونمو نبات المريمية وتفاجئ بأن أن الشتلات الناشئة هي مجرد حشائش، لذلك قد تحتاج بعض البذور التي تشتريها من الحضانة إلى معالجة خاصة أجل كسر سكون البذرة.

 سكون البذور هو حالة لن تنبت فيها البذور ما لم تستوف شروطًا بيئية معينة (اطلب من البائع أو أحد المهندسين الزراعيين المتخصصين فى منطقتك الحصول على مزيد من الإرشادات)، من الأفضل أن تنثر أو تزرع  بذور مريمية لكل وعاء فردي ويروى الوعاء أو الحاوية كل يوم، بعد حوالي 25 يومًا وبشرط مرور الصقيع الأخير ، يمكننا نقل وزرع الشتلات في مواقعها النهائية.

وللإشارة المريمية  كانت تستخدم من قبل الرومان في الاحتفالات المقدسة ، لأنهم يعتقدون أنها يمكن تزيد في  العمر كما أن الاسم العلمي " Salvia " مشتق من الكلمة اللاتينية "الخلاص" و "أن تكون بصحة جيدة" و "salveo" التي تعني"أمان" و "شفاء".

 المريمية تأتي من منطقة البحر الأبيض المتوسط ، – ولانه نبات جيد التحمل فقد انتشر في جميع أنحاء العالم وهی نبات ذو جذور عميقة  وتعتبر المريمية نبات طارد جيد للقوارض تستخدم المريمية كمُكوّن في محاليل غسول الفم، وهي نبات دائم  ويمكن أن تعطي محصول جيد لمدة 6-10 سنوات أو أكثر إذا تم الاهتمام به بشكل مناسب. يستخدم زيت المريمية الأساسي لتحسين نوعية الدهون واللحوم.