نظّم، ليلة البارحة، شباب حي مرماد العريق ببلدية غرداية وبمساهمة المحسنين من الأكارم، زفافاً جماعياً في طبعته الثالثة والعشرين لثمانية فرسانٍ بالاضافة إلى تكريم حافظين اثنين لكتاب الله بالساحة الرئيسية لابتدائية الأستاذ "قباني محمد"، وذلك استمرارا للسنة الحميدة التي تركها الشيوخ وأعيان المالكية واعتاد عليها الناس خلال كل عــام.

 

 

فبعد استعراضٍ لفانتازيا الخيول العربية الأصيلة، دخل العرسان الثمانية وحفاظ الكتاب ساحة حفل الزفاف كالفرسان حاملين السيوف وحقيبة اللباس التقليدي الذي دأب عليه المجتمع الغرداوي في تقليده للمتزوّجين أول مرة، وقُدّر عدد الحاضرين في عشاء هذا الزواج الجماعي بحوالي ألفين وخمسمئة مواطن (425 جلسة)، أشرف على خدمتهم 120 منظّماً ومؤطّراً وحارساً من جمعيات خيرية تتقدمهم "بادر بالخير" من سيدي اعباز، وقد حضر هاته الوليمة أئمة المساجد وضيوف مدعوين وجمع غفير من المواطنين.

وفي مبادرة استثنائية تضامنية مع أهلنا في قطاع غزة المكلوم، أرسل المشرفون على تنظيم هاته الاحتفالية نصف المصاريف والتكاليف والتبرعات إلى شمال القطاع من أجل التخفيف من معاناة إخواننا هناك، وتعبيرا على الدعم والمساندة من الشعب الجزائري وبأننا لن ننسى آلامكم وحاجاتكم حتى في أفراحنا، وهو ما تم عرضه من خلال تقرير مصوّر يفصّل في مراحل التحضير والطبخ وعملية توزيع الوجبة على السكان هناك، شاهده الجميع.

للعلم، وعلى غير العادة، اختصر المنظّمون للحفل على افتتاح المناسبة بآيات بينات من الذكر الحكيم، ثم موعظة دينية ألقاها الشيخ "عبد القادر صيتي" ليُختتم برنامج العرس بتتويج سلاطين الليلة بالتاج المسجّى وبرنوس الرجولة ومنحهم الهدايا الرمزية، مع الدعاء لهم بالرفاه والبنين.