أحداث 11 دسيمبر 1960 التي اعتبرها الكثير من المؤرخين منعطفا حاسما في تاريخ الثورة المجيدة،لا تزال الجزائر تستذكرها كل سنة من خلال نشاطات متنوعة تصب ضمن المحافظة على ذاكرة الأمة والوقوف وقفة إجلال  وعرفان لما قدمه الشهداء والمجاهدين من تضحيات عظيمة.

زهور بن عياد

ومن النشاطات البارزة التي ينفرد بها المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والاعلا م، تنظيم معارض تضم مختلف الصور التي تعبر عن معانات الشعب الجزائري إبان الحقبة الإستعمارية، وقد شمل المعرض ست محطات في مختلف المراكز الثقافية في العاصمة على غرار المركز الثقافي مصطفى كاتب ومحمد تمام وعيشة حداد،بالإضافة إلى معرض بالمجلس الشعبي الوطني وآخر بقصر مفدي زكرياء، ودار الصحافة عبد القادر سفير.

وعن محتويات المعارض أفادت المسؤولة بذات المركز السيدة حياة حيدب، أن الصور المعروضة التي تعتبر رصيدا ثمينا يملكه المركز تمحورت حول جرائم فرنسا ضد الطفولة والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، والتي تتماثل حسبها بما يحدث في فلسطين،مؤكدة أن الإعلام اليوم كشف وحشية الإحتلال الصهيوني، كما كشفت الصور بشاعة الإستعمار الفرنسي.

كما تم عرض صور تعبر عن مشاركة الطفل في الثورة الجزائرية والذي لم تفرق فرنسا بينه وبين المجاهدين مستخدمة كل أساليب القمع الوحشي، منتهكة بذلك مختلف المواثيق الدولية.

وفي ذات السياق تم عرض صور تبرز معانات هذه الفئة الهشة على جميع الاصعدة سواء الصحية أو حرمانها من التعليم وتعرضها للتجهيل والفقر.

وبخصوص الجرائم المنفذة في الصحراء الجزائرية من خلال التفجيرات النووية التي كان ضحيتها ألاف الجزائريين ولا يزالون يولدون بتشوهات خلقية تقول مسؤولة المعارض "عرضنا صور حية تظهر بشاعة المستعمر وما ارتكبه في رقان، حيث استخدم الصغار والكبار كفئران تجارب نووية".

وعن الهدف من هذه المبادرة أكدت أنها تندرج ضمن المحافظة على الذاكرة الوطنية وايصال رسالة قوية للشباب مفادها أن الحرية والاستقلال ليس هدية من فرنسا بل الثمن كان باهضا ولا يزال أهل المناطق المعرضة للتفجيرات يعاني من جرائم المستعمر.