453
0
المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام يبرز إنجازات القطاع في آخر إصدار

"قطاع الإتصال 60 سنة من الإنجازات"، كتاب أصدره المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام،يعرض مسيرة إعلامية مميزة لعبت فيها الصحف دورا بارزا في نشر الثقافة والوعي وتنمية الروح الوطنية ومقاومة الغزو الثقافي الإستعماري.
زهور بن عياد
احتوى الكتاب على 158 صفحة مقسمة على 14 فصل تم التطرق فيه للإعلام الجزائري قبل الثورة التحريرية وأثنائها ، كما تم عرض أولى الصحف الصادرة في الجزائر على غرار "المنتخب"و"الحق"و"النصيح"،رغم محاربة المستعمر لها وتعرضها لحملة شرسة من قبل الصحافة الكولونيالية.
ولكن مع بداية ثلاثينات القرن الماضي انتعشت الصحافة الجزائرية لتصل سنة 1956إلى50 عنوان،وذلك بفضل تنامي الوعي الوطني وتداخل عدة عوامل داخلية وخارجية، كما ساهمت جمعية العلماء المسلمين مساهمة فعالة في بلورة القضية الوطنية من خلال صحفها التي برزت بشكل قوي في تنمية الوعي القومي.
الإعلام أحد الأسلحة الفعالة
أدرك قادة الثورة التحريرية منذ إندلاعها أن الإعلام أحد الأسلحة الفعالة في العصر الحديث،فكان بيان أول نوفمبر مدون في منشور يتم توزيعه بشكل واسع كما تم الإستعانة بوسائل الإعلام اأإجنبية للتعريف بالثورة، ليتم في فترة لاحقة إصدار صحيفة سرية حملت عنوان "الوطني".
كما تم إصدار العديد من النشريات كالوطن والجبل والنهضة وغيرها، لتكون جريدة المجاهد اللسان المركزي والرسمي للثورة والتي استمرت إلى غاية استعادة السيادة الوطنية والإستقلال، كما ساهمت مكاتب الإعلام الخارجي في إيصال القضية الجزائرية في المحافل الدولية.
وعلى صعيد أخر لعبت الإذاعة السرية الجزائرية إبان الثورة التحريرية دورا بارزالنقل صوت جبهة التحرير الوطني والصورة الحقيقية للثورة بعيدا عن التزييف والدعاية الإستعمارية، وقد ضمّت طاقما من الأسماء البارزة أمثال عيسى مسعودي والهاشمي تجيني وغيرهم.
تركيز الجهود على انعاش القطاع
أما في مرحلة الإستقلال فقد استرجعت الدولة الجزائرية سيادتها على قطاع النشر والإعلام وبقيت الجرائد تعمل في إطار مبادئ الحزب الواحد والتوجه الإشتراكي، وبقيت الصحافة المكتوبة تغلب على المشهد الإعلامي بالإضافة الى مؤستسة التلفزيون العمومي والإذاعة الوطنية إلى غاية سنة 1989.
لتبدأ مرحلة جديدة عرفت فيها الصحافة بعد صدور قانون الإعلام 1990 انتعاشا كبيرا فأصبحت الساحة الوطنية تعج بالصحف على اختلاف توجهاتها وتنوع مضامينها، كما تم استحداث الإذاعات الجهوية وأصبح المشهد الإعلامي الجزائري يعيش مرحلته الذهبية.
وعلى صعيد آخر ومواكبة للتطور الرقمي تم دخول مجال الصحافة الإلكترونية بداية من سنة 1997 حين أصدرت جريدة الوطن نسختها الإلكترونية ثم تلتها عدة جرائد ليفتح اليوم المجال للصحافة الرقمية باعتباره أحد أهم رهانات الإعلام الحالي.
ومن الجانب التشريعي ذكر الكتاب مختلف المراسيم والقوانين الصادرة منذ أول قانون سنة 1982، إلى أهم القوانين ويتعلق الأمر بقانون 1990 ليليه قانون 2012، ثم مشروع القانون الجديد الذي تمت المصادقة علية مؤخرا.
ليعرض الكتاب في الأخير أهم خطوات الدولة الجزائرية في تشجيع الصحافة لكي تتبوأ مكانتها المرموقة كالمسابقة السنوية الخاصة برئيس الجمهورية للصحفي المحترف،واختتم الإصدار بعرض قائمة وزراء الاتصال منذ تشكيل الحكومة المؤقتة الى يومنا هذا