لَمَّا حلَّ علينا رَمَضَانُ اسْتَقْبَلَهُ البَعْضُ بِحَفَاوَةٍ وَتَرْحِيبٍ، وتعاملوا معه على اعتباره ضَيْفًا حَبِيبًا؛ أمّا البَعْضُ الآخَرُ فقد استقبلوه بِجَفَافٍ شَدِيد وَكَأَنَّ...

لو أمعنا النظر في هذا الشهر المبارك إلى الصائمين من خلال تصرفاتهم، فإنه يمكننا أن نقسمهم إلى ثلاثة أصناف:

شهر الرحمة الشهر الفضيل الشهر الكريم... ودعوت أخرى نظلِقُهَا عَلَى هَذَا الشهر المبارك، وجميعها تلامس الجانب الروحي الناس في رمضان.

مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى بِعِبَادِهِ أَنْ جَعَلَ لَهُمْ مَحَطَّاتٍ فِي حَيَاتِهِمْ يَتَطَهَّرُونَ فِيهِا مِنْ الذُّنُوبِ وَالخَطَايَا، وَيتَزَوَّدُونَ فِيهَا بِالأعْمَالِ الصَّ...

إخواني الصائمين، أخواتي الصائمات.... لقد مر من رمضان ثلثهُ وَزِيادَة، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَقُلْ مِنَ الثلثين....

شَهْرُ رَمَضَان شَهْرٌ تَجُودُ فِيهِ بِالعَطَاءِ وَالبَذْلِ أَيْدِي المُحْسِنِينَ... وهو شَهْرُ التَّوَاصُلِ وَالتَّكَافُلِ... لأنّه شَهْرٌ تَغْمُرُ فِيهِ الرَّحْمَةُ قُلُوبَ المُؤ...

الصَّائِمُونَ أَكْثَرَ النَّاسِ ذِكْرًا للّه عَزَّ وَجَلَّ... تَسْبِيحًا وَتَهْلِيلًا وَتَكْبِيرًا وَاِسْتِغْفَارًا...

هل شهر الصّيام شهر للطّعام وما لذّ وطاب؟!

نقرأ ونسمع قوله تبارك وتعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تشرفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ المشرفين". فالإسراف في كل شيء مذموم ومنهي عنه، لا سيما في الطعام والشراب.

قَدْ يَتَسَاءَلُ أَحَدُكُمْ – إِخْوَتِي-: "مَا مَعْنَى تَصْفِيد الشَّيَاطِين في رمضان" وَنحن نرى بعض النَّاسِ يَقَعُونَ فِي الذُّنُوبِ وَالمَعَاصِي في نهار رمضان؟!

ثَمْرَةُ الصِّيَام هِيَ تَقْوَى الله؛ وعَلاَقَةُ الصِّيَامِ بِالتَّقْوَى تظْهَرُ مِنْ وُجُوهَ كَثِيرَةٍ...

الأَكْلُ وَالشُّرْبُ لِلْبَطْنِ، وَالتَّقْوَى مَكَانُه القَلْبُ. فَمَا دَخْلُ هَذَا بِهَذَا؟

كيف نصوم رمضا؟ وكيف نقوم لياليه لنجد ما وجد أولئك الرّجال من السّلف الصّالح؟

وإذا كان اهتمامنا في نهار رمضان مركّزا على الجوع والتفكير في لحظة أذان الإفطار... فمن الأولى أن نهتمّ بالرّوح...