لقد خرج الجزائريون كغيرهم لإحتفال بإنتهاء الحرب وإستسلام المانيا وطالب الشعب الجزائري فرنسا بتنفيد وعودها التي أبرمتها للشعب الجزائري قبل بداية الحرب والمتمثلة في منح حقوق لشعب الجزائري، بينما يقول بعض المؤرخين أن الشعب الجزائري إتفق مع فرنسا على الإستقلال ليفاجئ الجزائريون بمجازر رهيبة بدأت بقتل حامل العلم الجزائري الشاب بوزيد شعال ذو الستة عشرة سنة .

ولتبدأ بعدها مجازر في كل من سطيف، ڨالمة، خراطة قتلتهم فرنسا بمختلف الأسلحة ، حيث سقط خلالها 45الف شهيد ، وهنا فهم الشعب الجزائري أن ما أخد بالبقوة لا يسترجع إلا بالقوة وأدرك عقم النضال السياسي و أنه لا مجال للحوار مع فرنسا، لتبدأ بعدها  مرحلة التحضير للثورة، بدأت بتأسيس المنظمة الخاصة التي كانت ارضية خصبة لانطلاق الثورة التحررية اول نوفمبر1954.

 إن مجازر 8ماي عمقت الهوى بين فرنسا والشعب الجزائري ولهذا حاولت فرنسا إمتصاص غضب الجزائريين بإصدار العفو العام سنة 1946 والسماح بإعادة تشكيل الحركة الوطنية وايضا أصدرت دستور 1947وسمحت للجزائريين بالمشاركة في الانتخابات الفرنسية في بلدية والبرلمان.

وبعودة المجندين الجزائريين بدأ التحضير للثورة المسلحة في مختلف مناطق الوطن وكانت الشرارة من منطقة الأوراس وبهذا تنطلق أعظم ثورة  بتاريخ 1نوفمبر 1954،وهي ثورة شاملة لكل مناطق الوطن وبعد سنوات من الكفاح نالت الجزائر إستقلالها في 5جويلية 1962ليكون 5جويلية 1830 هو يوم دخول فرنسا و5جويلية 1962هو يوم خروجها مهزومة مطرودة .

هذا وتعد مجازر 8ماي المنطلق الاساسي الذي جعل الشعب يدرك أن فرنسا لن توفي بوعدها فبدا التحضير لثورة المسلحة وخاصة بعد عودة المجندين الجزائريين من الحرب العالمية الثانية فبدا التدريب وشراء الاسلحة وإنشاء المخابئ والقيام بعمليات فدائية ضد الاستعمار الفرنسي ، لتأسس بعدها المنظمة الخاصة في فيفري 1947 برئاسة كل من محمد بلوزداد وأيت أحمد وبن بلة، ثم اكتشف  أمرها في مارس 1950 لتنفجر بعدها أزمة حزب الشعب فتأسس اللجنة الثورية للوحدة والعمل ويعقد بعدها إجتماع القادة 22، ثم اجتماع القادة الستة لتنفجر الثورة في 1نوفمبر 1954. وبعد سنوات من كفاح تأسست الحكومة الجزائرية المؤقتة وبعدها تنال الجزائر إستقلالها في 5 جويلية 1962وتؤسس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.