انطلقت مؤخرا التجهيزات والتحضيرات لاستقبال شهر رمضان المبارك من الجانب الروحاني والديني والجسدي أيضا، الذي يختار له عادة الافراد نظام غذائي متنوع ومكثف يختلف عن نظامهم في الأيام العادية، رغبة منهم في تجربة نوعية جديدة من الأطعمة التي يشتهون اكلها في فترة الصيام، وهو ما يجعلهم يقعون في مشكلة صحية جهلا منهم بخطورة الوضع الغذائي الذي يتبعونه.

شيماء منصور بوناب 

وفي ظل الوضع الصحي الراهن، ترتفع خطورة الإصابة بالعديد  الأمراض المزمنة و التي تحدث خلل كبير في نظام الحياة للفرد، بمجرد انتهاج نظام غذائي غير متكافئ في الشهر الفضيل ،وعلى ذلك تظهر أهمية تحقيق التوازن السليم في الغذاء بشكل منطقي منذ بداية السحور إلى غاية الإفطار.

وفي هذا الشأن جمعنا اللقاء بالدكتورة كريمة سعودي مختصة في التغذية العلاجية، للحديث عن كيفية الاستعداد السليم لرمضان الذي  يفرض حسب ما افادته، وضع افضل استراتيجيات التوعية الصحية ليتم تعميمها و مشاركتها على نطاق واسع  مع على ضرورة رفع الوعي بتغيير العادات السلبية في الاكل و الإفطار.

وفي هذا الصدد قالت ان رمضان باعتباره شهر الغفران و شهر التقرب الى الله عز وجل ، في الوقت ذاته هو  شهر تطهير اجسادنا و تنظيف ارواحنا ، من خلال اتباع برنامج غذائي صحي مقرون بالالتزام بالرياضة ، وبين قوسين الرياضة مرتبطة أيضا بالعبادات كالصلاة .

ومنه فإن إيجاد وسيلة او خطة ذكية للاستثمار في رمضان من الجانب الصحي، تفرض اتباع بعض الخطوات الغذائية البسيطة التي مع الأسف نجد ان المجتمع الجزائري مخطأ في فهمها نظرا لبعض العادات المتوارثة مجتمعيا.

 ومن بين الأليات التي تعزز الصحة الجسدية في رمضان،  اكدت على  انتهاج الصيام الجاف التي اثبت الدراسات فعاليته ، لأنه في غياب الماء يكون هناك آلية جديدة رائعة يسموها آلية الاتهام الذاتي التي تساعد بالدرجة الأولى النساء اللواتي  يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية  او من يعانون من مسمار  في الأرجل  كما تساعد على تنظيف الكبد  من خلال التخلص من الزوائد.

 مركزة على  أن شهر رمضان المعظم هو فرصة للاستثمار الصحي عبر التقليل من اللحوم لأنها  عبارة عن  دهون ، فمئة غرام من اللحم  نجد فيها قرابة عشرين غرام فقط من اللحم و الباقي ألياف وماء ودهون التي تعتبر المصدر الثاني للطاقة المضاعفة، وفي رمضان يتغير النظام من تخزين الطاقة الى البحث عن الطاقة في الزوائد الموجودة في الجسم مسبقا.

 ومن بين الخطوات الصحية في رمضان ، تعويض بعض المواد بمواد أخرى كالفرينة  بديلها القمح الكامل مع التخلص من الخميرة وأيضا التنويع في السلطات واضافة العديد من الخضر اليها و البقوليات كالحمص.

واهم خطوة في الإفطار هو البدء بكأسين من الماء دافئ على الريق مع حبة تمر لتحفيز الجسم على استعادة الطاقة ثم تناول الشربة التي يفضل ان نستعمل فيها  الشعير الذي يعد علاج فعال للأشخاص الذين يعانون من  الالتهابات  كما يساعد مرضى السكرى على التقليل من نسبة السكر في الدم."حسب ذات المتحدثة"

وأضافت، و بما ان المجتمع الجزائري يتناول طبق " الحميس" بكثرة في رمضان، فمن الأفضل تغيير طريقة تحضيره من خلال شوائه في الفرن بدل الموقد على النار مباشرة لان الاحتكاك الذي يحدث بين الفلفل و النار ينتج مادة سامة مضرة بالجسم.

وبالعودة للسلطة ، اشارت  المختصة  لعدم الاكثار من سلطة الخس لأنها تحتوي على البكتيريا ، وعلى ذلك حبذا ولو يتوجه الانسان في برنامجه الغذائي الى تناول السلطات المشبعة بمصادر البروتينات و مضادات الاكسدة .

وبالنسبة للماء، فهو امر مهم شددت عليه محدثتنا،  من حيث الاستفادة منه في الفواكه او السلطات او العصائر خاصة العصير الصحي الأخضر الذي يحتوي على  عشبة المعدنوس مع التفاح و الليمون و الماء، يصبح مزيج متكامل منعش للجسم و غني بالفيتامينات.