أعربت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) عن بالغ قلقها واستنكارها للأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها مدينة غزة خلال الساعات الماضية، والتي أسفرت عن سقوط ضحايا من أفراد الأجهزة الأمنية والمدنيين، من بينهم الصحفي صالح الجعفراوي.

ماريا لعجال 

وقالت الهيئة، في بيان صدر اليوم، إن ما جرى يمثل مشهدًا يدعو للأسى العميق ويثير القلق من احتمالات انزلاق الأوضاع نحو فوضى أمنية تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي في قطاع غزة، الذي أنهكته سنوات الحرب والحصار والدمار.

 

وأكدت الهيئة إدانتها المطلقة لاستخدام السلاح في فضّ النزاعات الداخلية تحت أي مبرر، محذّرة من خطورة انتشار التشكيلات المسلحة والعصابات المنفلتة التي نشطت خلال الحرب خارج إطار القانون، سواء بغطاء مباشر أو غير مباشر من سلطات الاحتلال.

 

وشددت "حشد" على أن مواجهة هذه الظواهر يجب أن تتم من خلال فرض سيادة القانون وضمان المساءلة العادلة لكل من يثبت تورطه، بعيداً عن منطق الانتقام أو العنف المضاد، وبما يضمن حماية المدنيين والعاملين في الإغاثة والصحفيين واستمرار جهود إعادة الإعمار.

 

كما دعت الهيئة إلى أن يكون فرض النظام العام مستندًا إلى مبادئ العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان، وليس إلى ممارسات أو تصفيات ذات طابع عشائري أو فصائلي، محذّرة من أن ذلك قد يؤدي إلى اشتعال اقتتال داخلي كارثي يهدد وحدة المجتمع ومستقبله.

 

وطالبت "حشد" جميع الجهات الحكومية والفصائل الوطنية والإسلامية والوجهاء ومؤسسات المجتمع المدني إلى التحرك العاجل والمسؤول لاحتواء التوترات بالحوار الوطني، ومنع أي جهة من أخذ القانون بيدها أو تنفيذ أعمال انتقامية، مع ضمان حماية أرواح المدنيين والنازحين والصحفيين.

 

وختمت الهيئة بيانها بالتأكيد على أن الحفاظ على السلم الأهلي واستقرار الجبهة الداخلية في غزة يمثل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا ومجتمعيًا جامعًا، وهو المدخل الأساس لصون كرامة الإنسان الفلسطيني وتعزيز مناعته واستكمال مسار التعافي وإعادة الإعمار.