47
0
جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة تدخل يومها الـ730 وسط صمت دولي وتفاقم المجاعة

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد المدنيين في قطاع غزة، لليوم الـ730 على التوالي، في ظل تفاقم كارثي للأوضاع الإنسانية واستمرار الحصار الخانق، حسب ما أكدته الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) في بيانها الصادر اليوم.
وقالت الهيئة إنّ العدوان الإسرائيلي المتواصل يأتي رغم الإعلان عن خطة ترامب لوقف الحرب على غزة، إلا أن قوات الاحتلال تواصل تصعيدها الدموي والممنهج ضد مختلف مناطق القطاع، خاصة مدينة غزة التي شهدت مجازر متتالية كان آخرها قصف مربع سكني لعائلة عبد العال في شارع يافا بحي التفاح، ما أدى إلى استشهاد 20 مدنيًا بينهم 7 أطفال، وإصابة أكثر من 40 آخرين، فيما لا تزال فرق الدفاع المدني تبحث عن عشرات المفقودين تحت الأنقاض.
وأشار البيان إلى أنّ الاحتلال يستخدم أسلحة محرّمة دوليًا في قصف الأحياء السكنية والمنشآت المدنية، مستهدفًا الجامعات والمدارس والمراكز الطبية والإنسانية، من بينها مركز النور للمكفوفين التابع للأونروا وصيدلية يافا وجامعة الأزهر، ضمن سياسة ممنهجة لتدمير مقومات الحياة في القطاع.
وفي حصيلة جديدة، أوضحت “حشد” أن عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 بلغ أكثر من 67,180 شهيدًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 169,700، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الركام، في وقت تتواصل فيه المجازر بحق العائلات والنازحين. وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط شنّ الاحتلال أكثر من 300 غارة جوية بمعدل يزيد عن 100 غارة يومياً، ما أدى إلى استشهاد 215 مدنياً بينهم 61 خلال 24 ساعة الماضية.
وفي سياق متصل، أدانت الهيئة استمرار استهداف الاحتلال المدنيين المنتظرين للمساعدات الإنسانية أمام مراكز التوزيع، ما أدى إلى استشهاد 15 مدنياً خلال الأيام الأخيرة، في وقت لا تتجاوز فيه المساعدات الإنسانية الواردة إلى القطاع 15% من الاحتياجات الفعلية، وسط تعطيل ممنهج لعمل وكالة الأونروا والمنظمات الدولية.
وحذّرت “حشد” من أنّ أكثر من 2.3 مليون إنسان في غزة يعيشون حالة مجاعة حقيقية، حيث سُجلت وفاة 471 شخصًا جراء الجوع وسوء التغذية ونقص الأدوية، من بينهم 157 طفلًا و79 امرأة، مع انتشار واسع للأمراض المعدية بسبب تلوث المياه وانهيار المنظومة الصحية.
وأكدت الهيئة أنّ الاحتلال يواصل استهداف المرافق الطبية والمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، مشيرةً إلى وفاة عشرات المرضى والجرحى يومياً، بينهم مرضى فشل كلوي وأطفال في الحاضنات، نتيجة انعدام الأدوية والمستلزمات الطبية ومنع دخول الإمدادات العاجلة. كما وثّقت الهيئة اختطاف الممرضة تنسيم الهمص من مكان عملها واحتجازها في سجن عسقلان، في جريمة ترقى إلى الاختفاء القسري.
وفي الضفة الغربية، قالت الهيئة نقلاً عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إنّ الاحتلال والمستوطنين نفذوا أكثر من 38 ألف اعتداء منذ أكتوبر 2023، وأقاموا 117 بؤرة استيطانية جديدة، وصادروا 55 ألف دونم من الأراضي، وسط تصعيد واسع للاستيطان في بيت لحم والقدس والخليل.
كما دانت “حشد” جريمة القرصنة البحرية التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد أسطول الصمود المتجه إلى غزة، والذي ضم 42 سفينة و443 ناشطًا وصحفيًا من 47 دولة، حيث تم اعتراض السفن في المياه الدولية واعتقال النشطاء، من بينهم الناشطة السويدية غريتا تونبرغ التي تعرضت للاعتداء والإهانة، وفق شهادات الناجين.
ورحبت الهيئة بالتحركات الشعبية والدبلوماسية الدولية المتنامية الداعية لوقف الحرب، وثمنت الشكوى التي قدمتها البرازيل وسبعون دولة للأمم المتحدة ضد الجرائم الإسرائيلية، مؤكدة ضرورة ترجمة هذه المواقف إلى إجراءات عملية تفرض العقوبات وتُنهي سياسة الإفلات من العقاب.
واختتمت “حشد” بيانها بالتأكيد على أنّ استمرار الإبادة الجماعية وتوسّع الاستيطان يقوّضان الأمن والسلم الإقليمي والدولي، داعيةً الأمم المتحدة والدول الحرة إلى التحرك العاجل لوقف العدوان، ورفع الحصار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والإفراج الفوري عن نشطاء أسطول الصمود، ومحاسبة قادة الاحتلال أمام القضاء الدولي على جرائمهم المتواصلة بحق الإنسانية جمعاء.