أحيت ولاية توقرت، الذكرى الرابعة والثمانين (84) لليوم الوطني للكشافة الإسلامية الجزائرية، في احتفالية ولائية مميزة ترحّمت على روح مؤسسها الشهيد القائد محمد بوراس، واستحضرت مسيرته النضالية والكشفية الخالدة في سبيل الوطن والتربية الوطنية.

 محمد الحسان رمون

وقد أشرف عثمان عبد العزيز والي ولاية توقرت على فعاليات الاحتفال الرسمي، بحضور كل من رئيس المجلس الشعبي الولائي، أعضاء اللجنة الأمنية، المندوب المحلي لوسيط الجمهورية، رئيس دائرة توقرت، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية تبسبست، أعضاء الهيئة التنفيذية، المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية، عضو المجلس الأعلى للشباب ، الأسرة الثورية، الأسرة الإعلامية ، ممثلي المجتمع المدني.

بدأت التظاهرة بمسيرة كشفية انطلقت من مقر البريد بحي عياد تبسبست، مرورا بشارع المحكمة، لتصل إلى مسجد ابن باديس ثم مقر بلدية تبسبست، وسط أجواء من الحماس والاعتزاز الراسخ بالانتماء الوطني والكشفي.

عند وصول الوفد الرسمي ، تم تفقد واستعراض الوحدات الكشفية، قبل مباشرة مراسيم رفع العلم الوطني ووضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحماً على أرواح الشهداء الأبرار، فضلا عن دقيقة صمت و وقار إجلالاً لتضحياتهم الخالدة.

ليتوجه الوفد إلى المنصة الرسمية حيث شهد عروضاً كشفية ورياضية، عكست مدى جاهزية وانضباط الفرق الكشفية، وتنوعها من حيث اللباس التاريخي، تنظيم المربعات ، والفرقة النحاسية الولائية.

ليتم بعدها زيارة للمعرض المقام بالمناسبة ، يعرض مسيرة الكشافة الإسلامية الجزائرية بتوقرت ، و كذا مختلف الكتب التي غاضت في تاريخ الكشافة الإسلامية .

و مواصلة لفعاليات إحياء الذكرى 84 لتأسيس الكشافة الإسلامية ، إحتضنت قاعة المحاضرات لبلدية تبسبست البرنامج الرسمي بحضور والي الولاية رفقة الوفد المرافق له ، أين أفتتحت الفعاليات بقراءة آيات من الذكر الحكيم، تلتها النشيد الوطني الجزائري والنشيد الكشفي، ليقدم رئيس المجلس الشعبي البلدي" بن عقة معمر " كلمة ترحيبية عبر فيها عن اعتزاز سكان تبسبست باستضافة هذه المناسبة الغالية ، مبرزا الدور الهام الذي لعبته الكشافة الإسلامية الجزائرية في ترسيخ الوطنية و التضحيات ، كما أكد ان الكشافة هي مدرسة للمواطنة، وغرس القيم، وحب الوطن، والانضباط، والعمل التطوعي  .

وفي كلمته بالمناسبة، أكد عثمان عبد العزيز والي توقرت ، على البعد التربوي والوطني العميق الذي تحمله الكشافة الإسلامية الجزائرية، مشيداً بدورها الفعّال في إعداد الناشئة على مبادئ حب الوطن والتضحية والانتماء، مبرزاً أن الكشافة تظل مدرسة للمواطنة الفعالة والعمل الجماعي والتطوعي، وهي رافد أساسي لتعزيز قيم الجمهورية.

شهدت القاعة تقديم أنشودة ترحيبية من أداء أحد الأفواج الكشفية، ثم عرضاً مفصلاً لنشاطات المحافظة الولائية، ليلي ذلك مداخلة تاريخية للدكتور الساسي النوي بعنوان "الكشافة الإسلامية في وادي ريغ - توفرت نموذجاً". سلط فيها الضوء على الأدوار التي لعبتها الكشافة في التكوين الوطني والنهضوي للمجتمع المحلي في مختلف محطاته.

وتميّز الحفل أيضاً بعرض ملحمة تاريخية بعنوان "رائد الحركة الكشفية الشهيد محمد بوراس"، جسّد من خلالها الكشافة مشاهد من حياته وتضحياته في سبيل تحرير الجزائر وبناء جيل ملتزم وواعٍ.

كما تم بالمناسبة إبرام اتفاقية تعاون بين المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية ومندوبية الأمن في الطرقات، وذلك بهدف تعزيز ثقافة السلامة المرورية وسط الشباب الكشفي، وتوسيع نطاق التعاون في حملات التوعية والتحسيس.

و اختتم الحفل بتكريمات رمزية ومستحقة شملت ، الرواد والعمداء عرفاناً بدورهم الريادي في تطوير العمل الكشفي ، فضلا عن الأفواج الكشفية المتطوعة في مبادرات الإفطار الجماعي خلال رمضان ، و الأوائل في المسابقات الوطنية والمحلية ، و كذا مدربي الفرقة النحاسية الولائية، إلى جانب عرض موسيقي عزفته الفرقة نفسها وسط تفاعل كبير من الحضور.

شكل هذا الاحتفال مناسبة لتجديد العهد على مواصلة المشوار التربوي، الوطني، والإنساني الذي اختطه الشهيد محمد بوراس، وهو ما أكده كل المتدخلين من مسؤولين ومشاركين، معتبرين أن الكشافة الإسلامية الجزائرية ستظل رافعة أساسية لبناء أجيال واعدة، محافظة على هوية الوطن وتاريخه المجيد.