في تطور خطير يعكس حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، أطلقت كل من منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، نداءات عاجلة للمجتمع الدولي، دعت فيها إلى حماية المنشآت الصحية وتكثيف التدخلات الإنسانية لإنقاذ أرواح المدنيين المحاصرين.

ماريا لعجال 

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن "المستشفيات الرئيسية والميدانية في غزة يجب أن تحظى بالحماية الفورية"، مشيرة إلى أن أكثر من 300 شخص بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل خارج القطاع، في ظل انهيار النظام الصحي وعجز المرافق الطبية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى والمرضى.

من جهتها، أطلقت الأونروا تصريحات وصفت بالـ"مؤلمة"، أكدت فيها أن "كل شيء ينفد بالنسبة لسكان غزة: الوقت، الطعام، الدواء، وحتى الأماكن الآمنة لم تعد موجودة". وأضافت أن "نظام توزيع المساعدات الحالي أهان عائلات جائعة وخائفة ومصابة ومنهكة، وجردها من إنسانيتها".

وشددت الوكالة على أن الجوع بلغ مستويات غير مسبوقة، حيث يُغمى على الناس في الشوارع بسبب النقص الحاد في الغذاء، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في العصر الحديث.

وتأتي هذه النداءات في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الصهيوني عملياتها العسكرية المكثفة في مختلف مناطق القطاع، وسط تدهور مريع في الأوضاع المعيشية والصحية، وغياب شبه كامل لأية ممرات إنسانية آمنة.

المجتمع الدولي مطالب بتحرك عاجل

وحذّرت منظمات دولية عدة من أن الصمت الدولي أو بطئ الاستجابة الإنسانية سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، والانهيار الكامل للبنية التحتية في غزة، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة.

ويعيش أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في القطاع تحت وطأة الحصار والقصف، وسط نقص حاد في جميع مقومات الحياة الأساسية، ما يجعل الوضع في غزة واحداً من أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحاً في العالم اليوم.