عرفت الجزائر منذ بداية الألفية الجديدة الى غاية اليوم محطات جديدة و تحولات جذرية في المجال الاقتصادي و الصناعي على حد سواء ، نتيجة ارتفاع سعر المحروقات التي جعلت من الجزائر بلد استراتيجي و أرض خصبة للاستثمار فيها من خلال تطوير استراتيجيات القطاع الصناعي وتحقيق التنويع الاقتصادي الذي سمح بظهور مؤسسات و شركات صناعية كبيرة تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية و توسيع الرقعة الصناعية .

شيماء منصور بوناب

وبعد هذه القفزة النوعية في مجال الاستثمار الاقتصادي و الصناعي ، عمدت الدولة الجزائرية على دعم أصحاب الاستثمارات في المنحى الذي يساعدهم على بسط مشارعهم كشركات و مؤسسات إنتاجية على أرض الواقع حسب ما تفرضه السوق الوطنية ، و الأهم من ذلك تجاوزالنظرة الكلاسيكية التي تعتمد على المحروقات فقط كمصدر للدخل.

الثبات على نفس الخطى.... استراتيجية حاسمة لحفظ الصورة و السمعة المؤسساتية

وفي هذا الصدد كان لقاؤنا مع الممثلة التجارية لمؤسسة سيمو ديكو مريم موش ، للتعرف على احدى الشركات الوطنية التي عززت قيمة الاقتصاد المحلي الوطني بمنتجات نوعية مختصة في الأثاث.

وفي ذلك أفادت محدثتنا ،بأن شركة سيمو ديكو انطلقت في مشاريعها بصفة رسمية من رحم السوق الوطنية سنة 2010 كمؤسسة جزائرية ناشئة و مختصة في صناعة الأثاث بمواد رفيعة حققت الازدواجية التكاملية بين ما هو محلي وطني و ما هو مستورد من الخارج.

وأضافت موضحة بأن ما تعتمده المؤسسة من مواد صناعية و تقنيات يصب كله في قالب بلاستيكي أو خشبي و حتى الزجاجي و الحديدي، وذلك حسب ما يقتضيه المنتج المصنع بما فيه الأثاث الخاص بالمقاهي و المطاعم و المدارس بالدرجة الأولى وكذا مستلزمات مرافق الترفيه "الحدائق و الشواطئ"...

أما عن ما يميز العلامة التجارية سيمو ديكو فهي العصرنة و الجودة المتوفرة في منتجاتها ، وفي ذلك أكدت ذات المتحدثة، أن اللمسة العصرية النوعية التي تحظى بها منتجات الشركة هو ما أهلها للاكتساب اسم ثقيل في السوق الوطنية إضافة لصورتها الحسنة التي عززت ثقة مستهلكيها .

و للحفاظ على هذه الثقة و الجودة تقوم المؤسسة في كل مرة بتعديل و تحسين خدماتها و ما تقدمه من منتجات ،من خلال مراجعة ردود أفعال زبائنها ثم دراسة متطلبات السوق الوطنية بنظرة جديدة يغلب عليها الطابع الحديث سواء في الشكل أو في الفكرة التي تصيغها في تلك المنتجات ، بجانب ذلك تركز على ملائمة المنتج مع السعر المفروض عليها و الذي يراعي جيب المستهلك الجزائري بالدرجة الأولى.

وفيما يخص نطاق نشاطها كشركة محلية ، فهي تعرف حركية واسعة بين الصناعيين في 58 ولاية ، رغم تمركزها في ولاية تيبازة ، حيث تتخذ من ممثليها في الولايات واجهة لتسيير معاملاتها و الترويج لمنتجاتها وكذا كسب شركاء فعليين في مجال الاستثمار الصناعي.

سيمو ديكو ..... من الاستيراد إلى التصدير

عرفت سيمو ديكو في فترة ذروتها بالضبط سنة2014 حركية مميزة في مجال الاستثمار الصناعي، حين خطت نحو التصدير لأول مرة إلى الخارج بمنتجات عالية الجودة تحت عنوان "منتجات جزائرية نوعية "،نافست بها علامات تجارية كبرى في السوق الأوروبية على وجه الخصوص، وذلك حسب ما أشارت اليه محدثتنا .

 فالتصدير نحو الأسواق الخارجية اكسب الشركة ثقة و اسما صعب منافسته محليا نظرا للاحترافية التي تعمل بها في مجال صناعة الأثاث رغم صعوبة تحصيلها للمواد الأولية التي غالبا ما تكون مستوردة من بعض الدول في الخارج و كذا صعوبة الثبات على نفس المنهج و الاستراتيجية التي تحفظ بها خصوصيتها كعلامة وطنية محلية تمثل الجزائر في السوق العالمية .

و بالحديث عن استراتيجياتها كشركة جزائرية تدفع بالاقتصاد الوطني و ترتقي بالقطاع الصناعي ، أشارت الممثلة التجارية لنقطة التحفيز التي لعبت دورا كبيرا في حث عاملي الشركة للدفع نحو تقديم الأفضل ، يضاف اليها الامتيازات التي قدمتها الدولة للقطاع الصناعي و للمؤسسات الناشئة في سبيل ترقية الاقتصاد و تحطيم الأرقام القياسية في مجال الاستثمارات.

وفي ذات المنحى وحسب ما أفادته تلك الأخيرة في ختام لقائنا ، فان الشركة ضمن سياستها و أهدافها تسعى للرفع من معدل القدرة الإنتاجية بما يتماشى و احتياجات السوق الوطنية خاصة بعد فتحها لمجال الشغل امام اليد العاملة الشابة التي ساعدتها على كسر سقف الارادات بطاقة دخل تفوق حجم احتمالاتها المسطرة، وفي ذلك قالت "ان الاستثمار في اليد العاملة الشابة الجزائرية ساعد الشركة على الدخول للأسواق الوطنية والخارجية من أوسع أبوابها".