860
0
مرضى القصور الكبدي يعانون في صمت

يعد فشل الكبد من أخطر الأمراض، لأن مضاعفاته قد تكون مهددة للحياة ، ولخطورة هذا المرض إرتئت جريدة بركة نيوز إلى تسليط الضوء على هذا الموضوع الذي بات يهدد سلامة مرضى الجزائر فكانت الجمعية الوطنية لمساعدة مرضى زرع الكبد وجهتنا للحديث عن هذا الموضوع وذلك بهدف معرفة أهم إنشغالات المرضى والتوعية للحد من هذا المرض.
مريم بوطرة
في البداية قامت رئيسة الجمعية الوطنية لمساعدة مرضى زرع الكبد " بكة زهية" بالتعريف بالجمعية، مشيرة إلى أنها جمعية معتمدة من وزارة الداخلية ذات طابع إنساني تأسست وضمت مجموعة من المرضى و موظفي الصحة، وتم إنشاء الجمعية نظرا لغياب جراحين في مجال زراعة الكبد، وكذا لمرضى تليف والقصور الكبدي.
مرضى القصور الكبدي يموتون في صمت
وأوضحت ذات المتحدثة أن مرضى القصور الكبدي يموتون في صمت، وفي سنة 2003 قام جراح من أصل جزائري بزيارة الجزائر حيث قام هذا الجراح بإجراء بعض العمليات في البيار" ماري كوري" مع الطاقم الطبي الذي كان ذاك الوقت يشرف عليه البروفسور" قرابة" و كانت العمليات ناجحة لبعض الحالات المستعصية لعدم وجود إمكانيات .
وكشفت أنه بعد تقاعد البروفسور "قرابة "خلف مكانه البروفسور "بن تباك " في الوقت ذاته كان البروفسور "بوجمعة "يقوم بإجراء العمليات مع" بن تباك " في المستشفى العسكري بقسنطينة من حين إلى حين كمتطوع.
غياب مخطط وطني لزراعة الكبد في الجزائر سبب في موت المرضى
وأرجحت سبب موت المرضى هو غياب مخطط وطني لزراعة الكبد في الجزائر و لعدم وجود الإمكانيات و كذا عدم وجود الجراحين المؤهلين في هذا المجال، مما يجعل الأمر أكثر تعقيدا وغير واضح قائلة " لا برنامج مسطر عبر القطر الوطني ولا تكوين في هذا المجال وعليه قمنا بتأسيس هذه الجمعية"
التحضير المعنوي والبسيكولوجي للمتبرع بالكبد عامل مهم في نجاح العملية
وعن أهداف الجمعية قالت "بكة" أنها تهدف أساسا إلى المساهمة في التكفل بالمرضى المصابين بالتليف والقصور الكبدي، بالإضافة إلى العمل على التحضير المعنوي والبسيكولوجي للمتبرع بالكبد قبل إجراء العملية والسهر على توعية المريض المستفيد من زرع الكبد من ناحية التربية الصحية، نمط التغذية ووضع هيئات تهتم بمرضى زراعة الكبد من حيث الإستقبال، المعالجة والمتابعة.
مؤكدة ضرورة القيام بالفحوصات والتحاليل الطبية، ومعرفة طرق أخذ الأدوية والمساهمة في ترقية وتكوين الطاقم الطبي والشبه الطبي العامل في هذا المجال وكذلك العمل بالتنسيق مع المصالح المتخصصة لتقديم الخبرات.
التنسيق بين الجمعيات الوطنية والمنظمات المتخصصة سبب في تطوير زراعة الكبد
ونوهت لضرورة العمل بالتنسيق مع الجمعيات الوطنية والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية المتخصصة في هذا المجال من أجل ترقية وتطوير مجال زراعة الكبد، وذلك وفق القوانين السارية المفعول إضافة إلى تنظيم أيام دراسية تحسيسية حول الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مرض التليف والقصور الكبدي إلى جانب المشاركة في النشر العلمي والتوعية بالأمراض التي تؤدي لزرع الكبد وذلك من خلال المنشورات والمجلات العلمية.
البرامج المسطرة للجمعية
وبالحديث عن أهم البرامج التي تسعى وتركز عليها الجمعية قالت رئيسة الجمعية أنها تسعى لأخذ هذا الملف بعين الاعتبار من طرف السلطات المعنية لتسطير مخطط وطني لزرع الكبد في الجزائر.
مرضى القصور الكبدي ليس لهم علاج نهائي
وعن سبب إختيار فئة مرضى القصور الكبدي عن غيرهم من المرضى أوضحت أن سبب إختيارهم يتمثل بكونهم مرضى ليس لهم علاج نهائي، وعلاجهم هو زرع فص من الكبد من متطوع حي او كبد كامل من متوفي دماغيا.
وعن مدى إستجابة الجهات الوصية لطلب الجمعية، أوضحت "بكة زهية " أنه بعد كل الاتصالات و المراسلات إلى الجهات المعنية لم نتلقى جواب حتى الآن.
وبخصوص إنشغالات المرضى أشارت رئيسة الجمعية إلى ضرورة التحرك وعدم الإستهزاء وذلك لأنهم في الحالات الأخيرة يأخذون علاج للتخفيف عنهم في وقف النزيف من دوالي المريء و هذا لازالة الماء من بطونهم .
بالإضافة إلى ضرورة إنشاء على الأقل 03 مراكز في الجزائر لزراعة الكبد موزعة شرقا وغربا وفي الوسط وذلك على إعتبار أن كل ولاية من ولايات الوطن فيها 5 حالات على الأقل يوميا يتصلون بالجمعية أملا في الجديد.
نقص العتاد في المستشفى الجزائري
وقالت محدثتنا أنه رغم كل هذه المعاناة لا يوجد حتى العتاد لربط الدوالي ويقوم المريض بشرائه بثمن باهض 24000 دج للجلسة الواحدة على الاقل يستفيد من 6 جلسات حسب الحالة و اذا كانت الحالة لا تستجب للربط يجب إستعمال colle biologique ، لوقف النزيف الكبير و هذا لا يوجد في المستشفيات ولا في الصيدليات يقوم المريض بجلبه من الخارج بثمن باهض 50000دج.
عقد شراكة عن طريق توأمة مع خبراء في الخارج
وعن الإقتراح المقدم أفادت أن أول اقتراح هو عقد شراكة عن طريق توأمة مع خبراء في الخارج في إطار التكوين والتكفل في نفس الوقت بالمرضى لإجراء عمليات زرع الكبد في الجزائر بمساهمة الصندوق الضمان الاجتماعي، كما أنها قد قدمت بطلب إلى وزارة الصحة لتنصيب خلية إصغاء وتنسيق، لطرح إنشغالات المرضى.
وركزت ذات المتحدثة أن الجمعية تسعى لتنظيم أيام تحسيسية و توعوية لتفادي بعض الأمراض و الوقاية منها مثل الالتهابات الفيروسية و الكبد الدهني الذي يتطلب نظام غذائي سليم ، كما أن الإفراط في بعض الأدوية مثل براستمول يكون سبب في إلتهاب حاد خطيرو قد يؤدي إلى زراعة كبد مستعجل وكذلك أخذ الكحول والمخدرات لها أثارها على الكبد و تؤدي إلى وقفه.
الحواجز التي تعترض عمل الجمعية
وبالحديث عن أبرز الحواجز التي تعترض عمل الجمعية أبرزت "بكة زهية " أهمها وقالت أن:" الحواجز موجودة أولها هي السلطات المعنية وذلك لعدم تواصلها معنا لمعرفة الخطوات و الإجراءات في هذا الملف الذي قدمناه للوزارة المعنية " مضيفة " نحن كمجتمع مدني نريد المشاركة والحضور لمعرفة مستجدات النشاطات التي تم التوصل إليها للتفكير في الحلول".
و في الاخير وجهت "بكة " الشكر للمنسقة الوطنية للوكالة الوطنية لزرع الأعضاء " الطبيبة سوالمية" كونها الأولى التي تسعى لأخذ المرضى للتكفل بهم بحضور البروفسور" كريم بوجمعة "و لقد قدمت الجمعية قائمة المرضى ،حيث أن الوكالة تظم 30 مريضا للأسف توفيا منهم اثنين و النداءات مستمرة لنقص الخبراء في هذا المجال.