تحت شعار "نضال من أجل التحرر"،نظمت وزارة الثقافة والفنون الملتقى الدولي حول "المقاومة الثقافية في الجزائر خلال الثورة التحريرية"  يومي ال 05 و 06 جوان 2023، بالمركز الدولي للمؤتمرات  عبد اللطيف رحال. 

نزيهة سعودي 

حضر التظاهرة كل من ضيوف الجزائر من الدول الشقيقة على غرار مصر وتونس والأردن وفلسطين وقطر ونيجيريا وصربيا وإيطاليا، كما عرف برنامج الملتقى خمسة جلسات علمية تخللتها مداخلات عديدة من طرف الأساتذة و المفكرين و باحثين و مؤرخين وكذا فنانين. 

كانت البداية مع عبد الحميد بورايو أستاذ محاضر بجامعة الجزائر 2 قدم مداخلته حول دور رواة القصص الشعبي المحترفين المداحين في التحريض على الثورة و محاربة الثقافة الاستعمارية، مشيرا إلى الأدب الشعبي المتداول بين الفئات البسيطة التي يتشكل منها الشعب الجزائري

وأضاف أن الثقافة الشعبية الجزائرية عرفت ظاهرة الرواية المحترفة وهي  فئة أطلق عليها المداحين في الجزائر لها تسميات مختلفة في العالم العربي و هم اللذين يقيمون حلقات يمارسون فيها القصص و الروايات، فيما قدم محمد نعيم فرحات الأمين العام للجمعية العربية للعلم و الإجتماع مداخلة عن كيف قاومت  الثقافة و صاغت مقولاتها قراءة في التجربة الجزائرية المعاصرة.

الملتقى يجمع العديد من الدول 

و على هامش التظاهرة صرح لبركة نيوز تجاني تامة مدير الكتاب و المطالعة العمومية بوزارة الثقافة و الفنون بأن الهدف من هذا الملتقى هو إبراز الدور الذي لعبته الثقافة و الفنون في الثورة التحريرية ثم محاولة تأسيس رصيد علمي و فكري  خلال الثورة و مختلف النضالات التي قادها الجزائريون.

كما يندرج هذا الملتقى يضيف محدثنا ضمن برنامج العام للاحتفال بالذكرى ال60 للاستقلال الذي انطلق منذ 5 جويلية 2022، حيث ارتأت وزارة الثقافة على أن يكون تتويج هذا المسار من الأنشطة بهذا الملتقى الدولي المميز الذي يجمع بين العديد من الدول كمصر و إيطاليا و تونس و الأردن و نيجيريا وغيرها من الدول التي تشارك بالاحتفال بالذكرى ال62 و كشهادة منهم على الدور الذي قامت به الثقافة و الحركة المسرحية و الفنية و الكتاب و المثقفين خلال فترة التحرير.

"رضا حوحو" أحد أعلام الجزائر قاد المقاومة الثقافية

كما أوضح أسامة حوحو رئيس قسم البحوث المرتبطة بالمجموعات الثقافية بالمتحف الوطني للمجاهد  و حفيد المرحوم رضا حوحو بأن الهدف من  الملتقى هو التعريف برجال الجزائر و أعلامها في مختلف المجالات خصوصا مجال المقاومة.

و تابع حديثه بالقول أن البعض يعتقد بأن المقاومة هي سلاح فقط لكن من خلال هذا الملتقى عرفنا نوع آخر من المقاومة وهي المقاومة الثقافية، مبرزا أن الجزائريين خلال الإحتلال الفرنسي قاوموا بالسلاح لكن بدون جدوى فحاولوا المقاومة عن طريق منع أبنائهم الالتحاق بالمدارس الفرنسية و عزوفهم عن التعامل مع المحاكم الفرنسية، كما قاوموا من خلال الشعر و المسرح و الغناء و الإعلام.

و في نفس الصدد أشار أسامة حوحو المقاومة الثقافية قادها  رجال منهم رضا حوحو الذي و للأسف لا يعرفه الكثيرين و منهم من يعرفه كأديب أو رجل مسرح أو من خلال مقالات التي نشرها في العديد من الصحف، وثمن هذا التكريم الذي جاء بإسمه مبينا اهتمامه بإعادة نشرأعمال رضا حوحو لتطلع عليه الأجيال التي لا تعرفه كونه أحد أعلام الجزائر .

ترسيخ نوعية الثقافة

و من جانبه تحدث لخضر بركة محمد أستاذ إنجليزية بجامعة وهران 2 و باحث  في مركز البحث الاجتماعي و الثقافي  على مرونة الذاكرة الثقافية في سرد القصص و دورها في حرب التحرير الجزائرية، مشيرا إلى التقليد الشفوي في الثقافة الشعبية و دوره في المقاومة ضد الاستعمار، موضحا أن الهدف من هذا الملتقى هو ترسيخ نوعية الثقافة و تخصص في الدراسات الثقافية بكافة أنواعها في الجزائر لتعرف الأجيال القادمة تاريخ الثقافة الجزائرية.