في سابقة من نوعها تحصل الملتقى الدولي حول تأثير تكنولوجيا المعلومات على مستوى كفاءة أسواق الأوراق المالية في ظل الأزمات الراهنة، الملتقى نظمته جامعة الجزائر 03 تحت إشراف مدير الجامعة خالد رواسكي، اليوم الاثنين، على 191 مداخلة من داخل وخارج الجزائر، تمت تصفيتها من طرف لجنة علمية بعد التقييم تم فرز 158مداخلة مقبولة سوف تنشر في كتاب مستقبلا وذلك بجامعة دالي ابراهيم.

 

مريم بوطرة

 

وأصبحت تكنولوجيا المعلومات تمثل الملاذ الرئيسي لتحقيق الأهداف الاقتصادية، فتكنولوجيا المعلومات ترتبط بالذكاء الاصطناعي، سواء الوسائل التكنولوجية المتعامل بها أو غيرها، لذا سلط المشاركون الضوء على كيفية استعمال هذه التكنولوجيا ليس في سلبياتها وإنما في إيجابياتها من أجل الرفع من كفاءة أسواق الأوراق المالية والتمويل بحسب الأصول أو حسب رغبات المستثمرين، وتم التطرق إلى بعض الوسائل التي بالإمكان التعامل بها من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية.

وفي هذا الصدد ،أوضحت رئيسة الملتقى والأستاذة بجامعة الجزائر 03 نجاة عيسى، أن فكرة الملتقى تبلورت بعد ملاحظتهم أن العالم كله يتجه نحو تحقيق التنمية الاقتصادية في ظل الأزمات، وبالتالي يبحث عن مصادر تمويل مختلفة، هذه المصادر تتطلب منه. أن يحصل عليها حسب رغبات المستثمرين، باعتبار هناك مستثمرين متخوفين من الخوض في التمويل الربوي.

 

التمويل الإسلامي وكفاءة الأسواق المالية في الامة العربية والإسلامية

 

وأضافت "يفضلون أن يكون لديهم تمويل في طابع إسلامي خالي من الأمور التي يرفضها ديننا الإسلامي وشريعتنا الإسلامية"، في هذا الصدد كشفت عيسى أن الهدف من هذا الملتقى هو التعرف على بعض طرق التمويل التي في ديننا وشريعتنا الإسلامية محللة ومسموح بها، وهي التمويل حسب الأوراق المالية بصفة عامة، نستثني بعض الأوراق التي لا يجوز التعامل بها.

ركزت خلال هذا الملتقى على الأوراق التي يجوز التعامل بها، كالأسهم ، السندات أو الصكوك الإسلامية، سواء من البنوك أو من البورصات، وبالتالي هذا الموضوع جاء  للربط بين ثلاث متغيرات، المتغير الأول هو تكنولوجيا المعلومات، وكفاءة أسواق الأوراق المالية وكذا الأزمات الراهنة، وهذا الربط سيحدث قيمة مضافة للاقتصاد في الأمة العربية والإسلامية، وفي الجزائر خاصة  حسب ما أكدته ذات المتحدثة.

 

وفي ذات السياق، تقول رئيسة الملتقى أن هدية هذا الاخير هو أنهم قاموا بدراسة قياسية لفلسطين الحبيبة من إعدادها وبمشاركة طلبة دكتوراه تمثلت في معرفة مدى تأثير أزمة طوفان الأقصى على سوق الأوراق المالية الفلسطيني، الذي أغلق تماما، وجدوا في الدراسة بعد القياس أن التأثير كان بشكل كبير في شهر نوفمبر، حيث أخذت الإحصائيات الأسبوعية التي تم من خلالها القياس الاقتصادي.

 توصلت الدراسة إلى أن السوق الفلسطيني الإقتصادي تأثر وأغلق تماما، وهذا كان من بين أهداف العدو الغاشم وهو غلق الاقتصاد الفلسطيني، واوضحت قائلة أن هذه النتائج  كانت من خلال تكنولوجيا المعلومات، كما اشارت في دراستها إلى الأسواق المجاورة لفلسطين ومدى تأثرها وهل تأثرت بنفس الكيفية وجدت أن الأردن هي كذلك لكن ليس بنفس الدرجة، ولكن مصر لم تتأثر، هذا يندرج في محاولة فهم تأثير الأزمات السياسية على الاقتصاديات المدروسة.

تحليل كفاءة أسواق رأس المال في إطار الاقتصاد الإسلامي

وفي شق آخر ، ركز أستاذ التمويل والاقتصاد في جامعة إسطنبول، أشرف محمد دوابة، خلال إحاطته بموضوع كفاءة أسواق رأس المال من منظور الاقتصاد الإسلامي، على تحليل التنظيمات المالية بما يتفق مع مبادئ الاقتصاد الإسلامي والذي اهتم بفهم الفوائد والتحديات التي تطرأ عند تطبيق مفاهيم الربا والتمويل الإسلامي في أسواق رأس المال، وأضاف إلى النقاش حول كفاءة هذه الأسواق وتأثيرها على الاقتصاد الإسلامي بشكل عام.

ومن جهته، قدم الأستاذ عثمان حماد إلى جانب مسينيسا أمزيان من جامعة الجزائر 03 مداخلة بعنوان" التكنولوجيا المالية وقرارات الاستثمار في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط المستشارون الآليون والعملات المشفرة " سلطت دراستهم الضوء على تأثير المستشارين الآليين والعملات المشفرة على قرارات الاستثمار في الأسواق المالية.

وفي عرض قدمه أمزيان أبرز دور الشركات التكنولوجية المالية مثل Wahed-Invest في توفير خدمات مالية رقمية متوافقة مع الشريعة.

كما تناولوا فوائد المستشارين الآليين مثل إمكانية الوصول والتكلفة المنخفضة وتقليل الجانب العاطفي للاستثمار. وأشاروا إلى مخاطر محتملة مثل الافتقار إلى التخصيص واعتماد الخوارزميات.

خلصت مداخلتهم إلى توصيات تتضمن الاستثمار في التعليم والتدريب لتطوير المهارات الضرورية للاقتصاد الرقمي وضرورة وجود إطار تنظيمي واضح للعملات المشفرة والمستشارين الآليين لضمان حماية المستهلكين وتشجيع الإبداع.

وفي باقي المداخلات، تم تناول تأثير تكنولوجيا المعلومات على كفاءة الأسواق المالية الخليجية، حيث تم التأكيد على الأثر الإيجابي البارز الذي تمثله تكنولوجيا المعلومات في تحسين أداء وفعالية أسواق المال في منطقة الخليج.

وتمت مناقشة تفاصيل دراسة حالة تشمل بورصة أبو ظبي، دبي، السعودية، والكويت، مسلطة الضوء على التحولات والتحسينات الملحوظة.

كما نوه الأساتذة بدور التقنيات الرقمية في تعزيز الشمول المالي وتمت مناقشة كيف يمكن للتقنيات الرقمية أن تلعب دورًا رئيسيًا في تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية، وتعزيز المشاركة في النظام المالي.