870
0
في ذكرى يوم الطالب ...فرصة لتجديد الروح النضالية و تحمل مسؤوليات جديدة
في الوقت الذي واجهت فيها القوة الاستعمارية الثورة التحريرية الكبرى وسخرت كل إمكانياتها للقضاء عليها، انتفضت حركة جديدة في صفوف الثورة ، تقودها النخبة المثقفة من تلاميذ الثانويات وطلبة الجامعات الذين استجابوا لنداء الواجب للإنخراط في العمل المسلح.
شيماء منصور بوناب ، مريم بوطرة
وفي خطوة هامة في مسار الكفاح و الثورة ، غادر المئات من الجامعيين والثانويين وطلبة المتوسطات مقاعد الدراسة ، ليحولوا نضالهم العلمي بالقلم بالكفاح المسلح الثوري تحت شعار " نعيش للجزائر و نموت من أجلها"، وعلى ذلك اجتمع الطلبة الجزائريين في تكتل واحد لم شملهم،فكان الاضراب العام في 19 ماي 1956 اعلانا رسميا لتضامنهم و اصرارهم على ملازمة الثورة لآخر نفس لهم.
طلبة الجزائر يستجيبون لنداء الواجب الوطني.
وفي ذات الصدد أكد الدكتور أحمد بن يغزر المتخصص في التاريخ من جامعة خميس مليانة، أنه في سبيل تحقيق مطالبهم الثورية ندد الطلبة في العديد من الاحتجاجات و المظاهرات ، بالممارسات العنصرية الاستعمارية لفرنسا رغم تلقيهم العديد من التضييقيات والممارسات اللاإنسانية المرتكبة في حقهم ، ومع ذلك فقد كانت التفاتهم الشعبية إضافة نوعية للثورة الجزائرية التي حققت التكامل الاجتماعي و السياسي حين تدعمت صفوفها بالنخبة العلمية المثقفة التي تظهر مدى وعي الشعب الجزائري بقيمة النضال و التضحية.
وفي ذلك ذكّر فارس مختاري، مدير جامعة الجزائر 1 بن يوسف بن خدة، بالتضحيات الكبيرة التي قدمها الطلبة في سبيل الحرية والاستقلال، حيث تعرض العديد منهم للإعدام والتعذيب من أجل تحقيق هذه الغاية ومن ثم أبرز نجاح الإضرابات في دعم الثورة بالإطارات العلمية، ومساهمتها المباشرة في تحقيق الاستقلال.
وهوما ثمنه الأستاذ محجوب برضوان حين اظهر أن نشاط الطلبة الجزائريين ابان الثورة كان مختلف جدا عن أي نشاط سبقه بحكم ان الوعي الثوري بدأت بوادره تتجلى في تاريخ سابق يعود لفترة ابن باديس و مصالي الحاج الذي أسس اول حزب جزائري تحت مسمى " نجم الشمال الافريقي" الذي عزز مكاسب الشباب دينيا و ثوريا.
ومن كلمة الوزير السابق "بلعيد عبد السلام رحمة الله عليه حين قال" كلمة الميم صعبة جدا " ، كشف برضوان ان مفهوم التنظيم الثوري تعدى القيم البسيطة و المبادئ السطحية حين أسس لنفسه اجندة جديدة احتضنها الطلبة الجزائريين و المهاجرين تحت لواء الجمعية العامة للطلبة التي اضيف لها ثقل الميم بكلمة " المسلمين لتصبح " الجمعية العامة للطلبة المسلمين" الذين وقفوا كالسد المنيع بجانب حزب جبهة التحرير و جيش التحرير الوطني لغاية تحقيق النصر والحرية.
وبالنظر إلى أهمية يوم الطالب، الذي شكّل منعرجًا تاريخيًا في مسار الثورة الجزائرية، استحضر مختاري الذاكرة الوطنية بانتفاضة الطلبة في هذا اليوم التاريخي حيث أكد بأن هذا التاريخ مثّل لحظة محورية في مسيرة الثورة، حيث تجلت إرادة الشباب الجزائري في المشاركة الفعّالة في ميدان الكفاح، مظهرين استعدادهم الجدي للتضحية والتصدي للظلم والاستبداد.
وفي استذكاره لمقولة احد سفراء دولة فلسطين الشقيقة بالجزائر ، قال برضوان "ان الجزائر لا تحتاج إلى أسلحة نووية ومتقدمة لمواجهة أي قوى استدمارية لأنها تملك في مقدمتها ما يزيد عن عشرة ملايين طالب جزائري يمثلون قوي الوعي .
وفي مقارنة بسيطة بين عدد الطلبة الجزائريين اليوم في زمن الحرية، والامس في فترة تفجير الثورة ، يظهر جليا حسب ما أكده الدكتور بن يغزر أن العدد قليل جدا باعتبارأن التعليم كان محتكرا على فرنسا فقط ، ولكن ذلك لم ينفي وجود إرادة سياسية نضالية اظهرها الطلبة في اضرابهم الشهير يوم 19ماي.
ووفقا لذلك، دعا مختاري طلاب جيل الاستقلال للمساهمة بفاعلية في مسار البناء والتطوير في الجزائر الجديدة، ويرى أنه من الواجب اليوم عليهم الانخراط في عالم الابتكار لتطوير الاقتصاد الوطني، مستفيدين من إمكانيات الجامعة الجزائرية.
حقيقية أن الطلبة الجزائريون يجهلون ماضيهم و يتخوفون من مستقبلهم
الحديث عن الطلبة اليوم كفئة اجتماعية شبانيه ترتبط بالطموح و الجرأة والرغبة في الإنجاز يفتح باب السؤال حول " هل حقيقة يعيش أبناء اليوم شرخ تاريخي يستدعي الرجوع للسياق الثوري في التعليم البيداغوجي؟". من هذا المنطلق أوضحت الأستاذة سهام كاريش من جامعة الجزائر 01، أن بناء مستقبل الجزائر الجديدة مسؤولية اجتماعية يقودها الطلبة من خلال العودة للخلفية التاريخية من منظور اعتزاز واقتداء بالمبادئ السامية لرجال الثورة من امثالهم من الطلبة دون العيش على الاطلال.
وتابعت مشيرة، لأسباب الشرخ الذي يعيشه المجتمع في تحديد دور الجزائري تجاه وطنه ، والذي يرجع بالأساس لضعف مستوى الثقافة لدى الطلبة الذين يفتقرون لأبسط المعارف و المراجع التي تكشف ما قدمه اعلام الجزائر سابقا أمثال مالك بن نبي و الطيب العقبي الذي يجهل اعمالهم الكثير من الطلبة اليوم وفيهم من لا حتى يعرف سيرتهم .
من جهته ، نوه بن يغزر بما تعيشه الجزائر مؤخرا بناء على تعداد الجامعات و الطلبة مقارنة مع تراجع المسؤوليات تجاه القضايا الوطنية ، الذي كانت بمثابة تحصيل حاصل لنقص الوعي والاهتمام بالمجالات الديناميكية للمجتمع على غرار التكوين الجامعي الذي بات مسقط الاهتمام دون غيره من قبل الطلبة الذين فقدوا مسؤولياتهم في الوقت الذي يفرض ابراز قدراتهم في دفع الجزائر اقتصاديا و اجتماعيا و دبلوماسيا بما يواكب تطلعات الوقت الراهن.
وفي ذلك أشار ذات المتحدث ، أن نخبة الطلبة تعيش فترة التطلع والاستطلاع ، فليس من المفروض عليها ان تحصر اهتمامها في التلقي فقط أو في استجماع عناصر المعرفة و التكوين انما عليها اظهار قدرتها في تحريك في الدينامكيات الاجتماعية عبر استشعار ادوارها و مسؤولياتها التي تعطي الدفع الحقيقي في بناء المستقبل .
وفي هذا الصدد أوصى برضوان الطلبة الجزائريين ، بالاقتداء بسيرة و مسيرة الأساتذة الباحثين و المثقفين أمثال " يوسف منتالشتة" الذي كان من بين الطلبة المناهضين الداعيين للاستقلال والحرية ، فقد كان اول من أسس مدرسة الإعلام الآلي سنة 1968 بتشجيع خاص من الرئيس الراحل هواري بومدين.
وفي موضوع خدمة الوطن على نهج ما سلف ، قال برضوان مقولة العلامة البشير الابراهمي أيام مكوثه في مكة و المدينة لتدريس الائمة الذين استغربوا من إصراره للعودة للجزائر فقال " لابد علي أن أعود للجزائر حتى يبقى حرف الالف قائما". وفي ذلك اسقاطا لرغبته في خدمة وطنه، وتذكير لبعض الطلبة اليوم الذين يفضلون الهجرة وتقديم خبراتهم لبلدان أخرى دون اعتبار لواجبهم الوطني.
من جهته، أوضح يحيى جعفري، مدير جامعة التكوين المتواصل، أن الشباب يمثل مرحلة قوة بين ضعفين، ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة وبناء على هذا القول أشاد بضرورة تسليح الشباب بالعلم والمعرفة، فهي قوة بالإضافة إلى القوة الذاتية تجعلهم دائمًا في الطليعة وعلى رأس المشهد في كافة الأصعدة التي تخدم وطنهم.
وأوضحت بوتكرابت ليندة مديرة المدرسة الوطنية العليا لعلوم البحر وتهيئة الساحل،أن المدرسة تتحمل مسؤولية كبيرة في تأهيل الطلاب، حيث توفر لهم المعرفة والمهارات الضرورية في مختلف المجالات، ليكونوا على قدر المسؤولية ، و أكدت على أهمية تنمية قيم المواطنة وحب الوطن لدى الطلاب قبل تخرجهم، بالإضافة إلى تطوير الكفاءات اللازمة التي تمكنهم من تلبية احتياجات الوطن في جميع الميادين.
وبهذا الشكل، حسب ذات المديرة يستطيع الطلاب أداء دورهم بكفاءة وفعالية، سواء داخل الوطن أو خارجه كسفراء لوطنهم، وهو ما يعكس الاهتمام بتلك القيم والمبادئ، خاصة عندما يكونون في مرحلة تكوينهم الأكاديمي، سواء في إطار الدراسات العليا أو في مجالات التخصص.
بين المسؤوليات و الأدوار .... تطلعات جديدة تنتظر الطلبة
في هذا الصدد اكدت بوتكرابت أنه بات من الواجب على المدارس أن تلعب دورًا فعّالًا في ترسيخ هذه القيم وتعزيزها لدى الطلبة، خاصة من خلال تعليم التاريخ، الذي يساعد في بناء الولاء للوطن وفهم المسؤولية المجتمعية فمن خلال فهم التاريخ، يمكن للشباب الجزائري أن يكتشف قيم الوحدة والبناء، ويساهموا بشكل فعّال في تطوير البلاد.
وهو ما دعمه جعفري في قوله ، أن الطلبة يظهرون وعيًا واستعدادًا تامًا لتحمل مسؤوليات تجاه الوطن وأوضح أن الطالب شهد وعيًا مستمرًا وتفهمًا للمسؤولية في مختلف المراحل التاريخية للجزائر، مشيرًا إلى أنه يرى في الجزائر الجديدة تطلعات متزايدة تجاه الابتكار وروح المقاولاتية، والتي ستسهم في خلق فرص عمل للشباب.
كما أشار إلى أن مسار الطالب الجزائري يحمل تاريخًا مشرفًا، سواء كان ذلك في إطار الحركة الوطنية أو النشاط الطلابي، حيث شهد دورًا بارزًا خلال فترة الثورة التحريرية وما بعدها، مع استمرارهم في المشاركة وتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقهم.
طلبة الجزائر يتسابقون مع التكنولوجيا الرقمية ويستجيبون لرهاناتها
في مقاربة نوعية تظهر مدى استجابة الطلبة لرهانات مجتمعهم ، افاد محجوب محمد ماليك عميد كلية العلوم بجامعة الجزائر01 يوسف بن خدة، أنه في كل مرة و مرحلة تتعاقب عليها الجزائر يظهر استعداد نخبتها و تجندهم في مواكبة المستجدات بما فيها النضال السياسي في فترة 1956 أيام اضراب الطلبة ، و اليوم أيضا اثناء دعمهم لسياسة الجزائر الجديدة القائمة على الابتكار الرقمي و التكنولوجي .
وواصل حديثه مبرزا أهمية التسابق مع العولة و الاستفادة منها بما يعزز مكاسب الجامعة الجزائرية من خلال تسخير كل الإمكانيات الاليات و الوسائل أمام الطلبة عبر توسيع رواق التطور التكنولوجي الذي فرض انشاء حاضنات الاعمال لإستعاب الطاقة الابتكارية الشبابية التي تعكس كفاءتهم و مجال ابداعهم ليكونوا قوة انتاج اقتصادي .
وفي هذا السياق، أكد رواسكي، مدير جامعة الجزائر 3، ابراهيم سلطان شيبوط ،أن الجامعة بتطلعاتها الجديدة تهدف إلى تحفيز الطلبة لالتحاق بالثورة التكنولوجية الجديدة، وتحقيق التطلعات المستقبلية كالاهتمام بمجالات الإبداع والابتكار و الرقمنة ، التي تساعد على تطوير قدرات الطلبة بما يؤهلها بأن تكون جامعة الجيل الرابع، وهو ما تعمل عليه الوزارة الوصية من خلال ورشاتها تاركة الطلبة يسلكون خطى طلبة الأمس الذين ساهموا في الثورة الجزائرية.
وبالحديث عن ابرز انجازات الوزارة الوصية في مسارها نحو الرقمنة والمقاولاتية ، أكد أنها قد انجزت المرحلتين الأولى والثانية من عملية الرقمنة، والتي تتمثل في رقمنة العمل البيداغوجي والإداري، وفي الوقت الحالي، نحن في المرحلة الثالثة، وهي مرحلة حاسمة تشمل رقمنة الهياكل البيداغوجية ، بما في ذلك الهياكل الرياضية بكافة تشكيلاتها.
وأشار رواسكي أيضًا إلى أن جامعة الجزائر 3 كانت رائدة في هذا المجال، حيث تم إطلاق أول معهد رقمي في مجال التربية البدنية، والذي يتمتع بكافة المواصفات العالمية بنسبة 100٪. وقد أتاح هذا التطور فرصة لتحسين تجربة الطلاب ومسار العمل للأساتذة بشكل عام، وخلق أجواء عمل مريحة للطاقم الإداري والبيداغوجي ويتم العمل على نشر هذه التجربة في جميع كلياتها لتعميم الفائدة على نطاق واسع.
ووفقًا للديناميكية الجديدة التي تعمل عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في خلق جوًا مريحًا للابتكار والمساهمة في مجال البحث العلمي كشف رواسكي عن مشروع الذي يهدف إلى تحقيق رقمنة شاملة بنسبة 100٪ لكلية الإعلام والاتصال خلال الدخول الجامعي القادم، وذلك وفق معايير دولية تمثل هدفًا استراتيجيًا مهمًا.
وأضاف أنه سيتم العمل على رقمنة بعض الملحقات في كلية العلوم الاقتصادية والتجارية، بينما يتم انتظار استلام مشروع 4000 مقعد بيداغوجي في كلية العلوم السياسية، والذي سيكون أيضًا رقميًا بالكامل.
وفي ظل التطور التكنولوجي والرقمنة، يتبادر إلى الذهن الحديث عن دور الطلبة في تعزيز الأنشطة الثقافية والعلمية بنهج ابتكاري أشار رواسكي إلى أهمية هذا الدور، حيث يرى أن مساهمة الطلبة في ترقية الأنشطة الثقافية والعلمية تمثل جزءًا أساسيًا من رحلة التطور التي تسعى إليها الجامعة في الوقت الحالي.
بخصوص اسهامات الطلبة في ترقية الأنشطة الثقافية والعلمية بنظرة أكاديمية، أوضحت بوتكرابت أن اهتماماتها تتمحور حول تطوير النوادي الطلابية، حيث قامت بتحفيز الطلبة بفتح ثلاث نوادي ثقافية، وتضمنت برامج ثرية تساعد الإدارة في توجيه الطلبة الجدد لاختيار الاختصاصات المناسبة لهم.
مشيرة إلى أن جميع أنشطتهم تركز على التوعية بالقضايا البيئية واستخدام التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك رقمنة مشاريع الطلبة، كما أكدت على أهمية تعزيز تعلم اللغة الإنجليزية، التي من شأنها أن تمكّن الجزائر من تحقيق مكاسب أكبر في مجال البحث العلمي والتفوق على الصعيد العالمي.
وهو ما يتماشى مع أهداف الجامعة وتطلعاتها لتحقيق تطوير شامل يجعلها جامعة جزائرية رقمية بامتياز. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أكد رواسكي أنه لا بد من استكمال ورشة الرقمنة وورشة التكوين؛ بإعتبار أنعملية الرقمنة تتطلب تدريب الكفاءات التي ستدير هذا التوجه التكنولوجي .
وهو الحال في جامعة التكوين المتواصل، التي بذلت قصارى جهدها لتلبية احتياجات الطلبة سواء بيداغوجيًا أو اجتماعيًا، وهو ما يتجلى في التحسن الملحوظ في العملية التعليمية والاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بالرقمنة والإبداع. فالانفتاح الذي أظهرته الجامعة على المحيط الاقتصادي والاجتماعي شجع الطلبة على الابتكار وأتاح لهم الفرصة للتعبير عن قدراتهم بشكل كامل، سواء من خلال ريادة الأعمال والابتكار الذاتي، أو من خلال المشاريع والأبحاث المسجلة في جميع مستويات التعليم في الجامعة _حسب ما أفاده جعفري .
كما أشار جعفري إلى أن القطاع نجح في التغلب على معظم التحديات الموجودة، بل يمكن القول إنه تمكن من التصدي لكل الصعوبات، كما يُظهر ذلك بوضوح في الجانب البيداغوجي، حيث تم تحقيق تطور كبير، فقد شهد القطاع تحولًا جذريًا حيث أصبحت معظم الخدمات متاحة بشكل رقمي، بما في ذلك التسجيل في الجامعات وتقديم الطعون وغيرها من الخدمات.
وبالإشارة إلى الخصائص الفريدة التي تميز جامعة التكوين المتواصل، أوضح المدير أنها جزء لا يتجزأ من نظام التخصصات المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي حيث تم تجهيز الجامعة لتقديم برامج دراسية عن بُعد في مراحل الليسانس والماستر، مما يسمح لها بمنح شهادات معترف بها مثل باقي الجامعات.
وأكد على استعداد الجامعة لاستيعاب احتياجات المواطنين الذين يسعون لتحسين مستواهم العلمي والمعرفي ومواصلة تعليمهم بشكل متواصل ،مشيرا إلى أن جامعة التكوين المتواصل تهتم أيضًا بظروف الطلاب الصحية والاجتماعية التي قد تمنعهم من متابعة تعليمهم، مما يتيح لهم العودة إلى الجامعة في أي وقت يرونه مناسبًا، وبالتالي، فهي توفر بيئة تعليمية مفتوحة ومناسبة لجميع الفئات العمرية والظروف المختلفة.
وأضاف قائلاً إنها الجامعة الوحيدة التي تبادر بالتعليم إلى المتعلمين، مقارنة بالجامعات الأخرى التي يجب على المتعلمين الحضور إليها، ويتم ذلك من خلال نظام التعليم عن بُعد عبرالأرضيات التعليمية الرقمية، حيث يمكن للطلاب الوصول إلى المحتوى البيداغوجي المطلوب والتقدم في الدراسة حتى الحصول على الشهادة، مع الاعتماد على التفاعل المباشر في بعض الحالات.
مجانية التعليم... ميزة تذلل التحديات البيداغوجية
وبخصوص الصعوبات التي تواجه طالب اليوم ، ركزت الأستاذة كاريش على المسار البيداغوجي الذي ينقصه اجتهادات الطلبة بسبب اعتمادهم على المنصات الرقمية في مراجعة الاعمال التوجيهية دون مراعاة شرح الأستاذ ، كما نجد غياب الاهتمام بمجال التخصص الذي يعطي نظرة عن اهداف الطالب مستقبلا يضاف اليه الاستهتار بالتكوين الجامعي ودوره في اكتساب الفرد مكانة علمية قيمة في مجتمعه .
وتابعت " على غرار ذلك نجد القلة من الطلبة أصحاب الأهداف و التوجه المحدد يملكون نظرة مستقبلية استطلاعية لمجتمعهم تمكنهم من بناء وطنهم وفق ما تمليه افاق مشاريعهم الابتكارية".
وفي سياق الحديث عن التحديات التي يواجهها طلبة اليوم في مسارهم البيداغوجي والاجتماعي، خاصة باعتبارهم قوة قرار ورأي، تظهر الميزة التي تقدمها الدولة الجزائرية والتي قل ما تجدها في دول أخرى وهي مجانية التعليم التي تفرض على الطلبة تقدير جهود الدولة في توفير التسهيلات والإمكانيات البيداغوجية والعلمية التي جاءت بعد تضحيات جسام للطلبة الذين شاركوا في الكفاح.
احياء ذكرى يوم الطالب .. فرصة لتجديد الروح النضالية لدى الطلبة الجزائريين
في هذا المسعى نوهت نسيمة سحنون، دكتوره من جامعة الجزائر 3، بأهمية إحياء الذكرى السنوية ليوم الطالب، حيث أن الطلبة يسعون إلى تجسيد هذه الروح التضامنية والوطنية من خلال تنظيم ورشات تكوينية وندوات علمية، معتبرة هذه الذكرى فرصة لتجديد الروح النضالية للطلبة الجزائريين وتذكيرهم بدورهم البطولي في ثورة التحرير.
وقالت أن هذه الفعالية تشكل انعكاسًا للالتزام المستمرمن قِبل الجامعة بتعزيز التعليم والثقافة، وتنمية الشباب ليكونوا جزءًا فعّالًا في بناء مستقبل واعد للجزائر.
وتحاول الجامعة تشجيع الطلبة على التفاعل والابتكار، وخلق حلقة تواصل بين الطلبة والأساتذة لتعزيزالإبداع والتطوير. وتأمل سحنون بصفتها رئيسة منتدى الكفاءات والنخب، في استمرار دعم الجامعة للطلبة وتوفير الفرص والموارد لتحقيق طموحاتهم وتطويرهم كقادة ومبدعين في مختلف المجالات.
وبالمقابل اعتبر عثمان حماد، أستاذ في جامعة الجزائر 3، إضراب 19 مايو 1956 حدثاً بارزاً في تاريخ الحركة الوطنية وعليه يعتقد أن الجامعات الجزائرية ينبغي أن تقوم بتوعية الطلاب وتوحيد صفوفهم، وتبرز شجاعة أبطال الجزائر في هذا العيد الوطني، لتعزيز الوصايا والتضحيات وتحفيز الطلاب للعمل من أجل التنمية المستدامة وازدهار الوطن، حيث يُعتبرون "المشغل الخالد لصناع الحياة مستقبلاً".
وبحديثنا مع خالد جعفر، طالب دكتوراه في جامعة الجزائر 3، دعا جميع الطلاب الجزائريين في كافة المستويات إلى مواصلة العمل والالتزام بأمانة الشهداء ووحدة التراب الوطني، والدفاع عن قيمنا، وحث على الاستمرار في نهج الطلبة خلال فترة الثورة التحريرية، من خلال إضرابهم الوطني والانخراط في العمل السياسي والثوري ضد الاحتلال الفرنسي.
رسالة إلى الطالب الجزائري
وفي ضوء الدور المهم والحيوي الذي تلعبه الجامعة في صياغة المستقبل، أشار رواسكي إلى أنها تعتبر خزانًا للكفاءات الوطنية، حيث يُعتبر خريجوها من الإطارات الجزائرية الفاعلين في مسيرة البنا، وفي هذا السياق، يرى رواسكي أن الجامعة تسيرعلى المسار الصحيح، مقدمة إسهامًا قويًا في عملية التنمية وتعزيز الحياة السياسية والاجتماعية بشكل عام، بهدف تحسين مستوى التعليم العالي والبحث العلمي وكذلك تحسين الحياة وخدمة المجتمع بشكل أفضل.
مؤكدا أن الطالب اليوم ملزم بالمساهمة في بناء الجزائر الجديدة والانخراط في جهود التنمية والمشاركة الفعّالة في كافة جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد، إذ يمثل ركيزة أساسية لعملية البناء التي تسعى إليها الدولة في الوقت الحاضر.
وفي رسالة من طالب الى طالب " قال هني وليد من ولاية تيارت طاب في السنة الثالثة اعلام الي، " ان النجاح و التميز مرهون بالعناية الدائمة لمجال التخصص سواء من ناحية تنظيم الوقت او إعطاء مساحة للأفكار التي تبنى المعطيات المستقبلية وتعطي نتائج مسبقة خدمة للمصالح الذاتية و الاجتماعية ".
وفي ختام كلمتها، قدمت بوتكرابت التهنئة للطلبة بهذه المناسبة، معربة عن ثقتها بمستقبل واعد للجزائر بفضلهم قائله :" الجزائر ستكون بخير بكم ونحن هنا من أجلكم وبفضلكم لمرافقتكم لبناء مجتمع أفضل " .