في إطار البرنامج المسطّر من طرف مديرية البيئة، وضمن الجهود المتواصلة لتوسيع المساحات الخضراء في ولايات الجنوب، شهدت كل من بلدية حاسي الفحل وبلدية حاسي غانم اليوم حملة تشجير واسعة شاركت فيها محافظة الغابات والديوان الوطني للتطهير – فرع حاسي الفحل وجمعية شباب المنيعة لحماية البيئة.

لحسن الهوصاوي

وقد وجّه المنظمون شكرهم لجميع الأطقم الإدارية والتلاميذ الذين ساهموا بفعالية في دعم ثقافة حماية البيئة والمحافظة على المحيط.

وفي مبادرة تعكس عمق الالتزام البيئي وروح العمل التطوعي، شدّت جمعية شباب المنيعة لحماية البيئة والتراث الرحال نحو بلدية حاسي لفحل، الواقعة على بُعد حوالي 160 كلم من مقر الولاية، متحدّين مشقة الطريق المعروف محليًا بـ "طريق الموت" لما يطرحه من صعوبات على مستعمليه.

 

 

وجاءت هذه الحملة ضمن تنظيم مشترك بين الجمعية ومديرية البيئة ومحافظة الغابات، امتدادًا للحملة الوطنية للتشجير التي تهدف إلى إعادة إحياء الغطاء النباتي وتعزيز التوازن البيئي في المناطق الصحراوية. وقد شهدت العملية غرس عدد معتبر من الأشجار المتنوعة، اختيرت بعناية لتلائم طبيعة المنطقة الجافة وتتمتع بقدرة أكبر على النمو والصمود في مواجهة الظروف المناخية القاسية.

 

ولم يقتصر الحدث على الجانب التقني لعملية الغرس، بل حمل رسالة تربوية ومجتمعية مهمة، تمثلت في ترسيخ قيم المواطنة البيئية والمسؤولية الجماعية لدى المشاركين، وتعزيز الوعي المحلي بأهمية حماية المحيط والحد من التصحر. وأكد القائمون على المبادرة أن هذه الأنشطة تمثل خطوة أساسية نحو توريث الثقافة البيئية للأجيال القادمة، وتحويل حماية الطبيعة إلى ممارسة يومية تشترك فيها كل أطياف المجتمع.

 

وقد عكس المتطوعون إرادة قوية في إنجاح هذه المبادرة، مؤكدين أن حماية البيئة ليست فعلاً مناسباتيًا، بل مسارًا طويلًا نحو مستقبل أكثر استدامة ونظافة، يعكس وعيًا متزايدًا بضرورة الحفاظ على الواحات والمجالات الطبيعية في عمق الصحراء الجزائرية.