تقع مدينة بريزينة في الجنوب الشرقي لولاية البيض، تبعد عن مقر الولاية ب 85 كم وعن الجزائر العاصمة ب580 كم، تبلغ مساحتها 157028 كيلومتر وعدد سكانها حوالي 20,000 نسمة.

 

عبد العزيز عمران                      

   

تسخر بريزينة بعدة مناطق أثرية جعلت منها قُطبا سياحيا بامتياز، ومن أهم هاته المناطق لدينا في الجهة الشرقية "المغارة" التي تم اكتشافها سنة 2003 وما تحتويه من صواعد ونوازل ، و كذلك منطقة "الضيّ" المعروفة بأشجار" البطم " و المتميزة بثمرتها النفيسة "الڨظيم " حيث يتم طحنها ومزجها بالتمر المحلي، إضافة إلى ذلك يوجد في هذه الجهة قصر سيدي حمزة  والواحة الشهيرة التي تُطل فجأةً على زائريها بين ثنايا الجبال حيث تحتوي على أكثر من 18 ألف نخلة ومنتجة لأزيد من 33 نوعا من التمور الممتازة ،  بعد أن يكون زائر هذه المدينة الساحرة قد مرّ على سد " لروية " الكبير (123مليون متر مكعب).

 

 

المنطقة الشمالية تحتوي على آثار الديناصورات، الرسومات الصخرية الاثرية، أشهرها رسومات "الشريعة"،  حجر البرّاك، الڨارة القديمة وجبل غزالة.

أما المنطقة الوسطى فيتربع عليها جبال الڨور الخلابة وقصر بنت الخص التاريخي، في حين نجد في المنطقة الغربية المحمية الطبيعية للغزال ، وزاوية سيد الحاج الدين التي يعود تاريخ تأسيسها الى 3 قرون ماضية وهي لحد الساعة تفتح ابوابها لإطعام وإيواء عابري السبيل. .                               

 

قصر بنت الخس يعود إلى القرن 14 ميلادي       

في تقريرنا هذا أردنا تسليط الضوء على قصر بنت الخس في منطقة عين العمارة وهو يبعد عن بريزينة بحوالي 10 كم، يتخذ هذا القصر الذي بُني في القرن الرابع عشر ميلادي شكلا هندسيا غير منتظم وتقدر مساحته ب40 آر، أي حوالي 0،4 هكتار وقد تم ترميمه سنة 2003 ميلادي.

لقد تم اختيار مكان هذا القصر بدقة واستراتيجية امنية  لاحتوائه على منبع مائي و إحاطته بواحة النخيل، كما انه يتوسط خندقا للدفاع عنه، فمن هي بنت الخص " الأسطورة " ؟     

 انها أميرة هلالية من بني عامر الذين قدموا من شبه الجزيرة العربية ، ويعود نسبهم إلى عامر بن هلال بن صعصعة بن بكر بن هوازن ، عاشت هذه الأميرة ما بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر ميلادي في بريزينة وكان أبُوها أميرا شهما ومطاعا في قومه.

 جُبلت هذه الفتاة الصحراوية منذ صغرها على شؤون الحكم حيث لازمت والدها طيلة حياته فتعلمت منه الحكمة والفطنة والدهاء، وبذلك أصبحت الأميرة الجميلة الذكية التي يتنافس الملوك على الزواج بها.

 

فتاة "حكيمة" واستثناء صحراوي جزائري

 

 لم يكن لفتاة في محيط قبلي بدوي أن تحكم إمارة تمتد حدودها من منطقة أربوات

( الابيض سيد الشيخ )  شمالا إلى منطقة المنيعة جنوبا وشرقا الى منطقة العمور وغربا إلى حدود الوادي الغربي من إقليم توات ، خطبها السلطان لكحل أبو الحسن المَريني – 1331/1351- ولم تقبل لقاءه وأرادت أن تُظهر له أنها ترفضه لأنها كانت تعلم  بأطماعه في المنطقة، فحاصر قلعتها في منطقة الڨور، لكن بنت الخص كانت تُخزن أكلا وشربا يكفي أهل المدينة لمدة عامين، وعندما شعرت بأن المَؤونة بدأت في النفاذ أعطت كل مخزون القمح للماشية وغسلت الصوف بكل الماء المتبقي ثم تركت الماشية ترعى أمام السلطان ونشرت الصوف على مرأى منه ومن جنده .

 

ذبح الملك الماشية ووجد في أمعائها القمح ، عندها أدرك أنه أضاع أكثر من عام في حصارٍ لا فائدة منه عاد يجر أذيال الهزيمة إلى بلاده .

 وقد قُتل السلطان لكحل فيما بعد في إحدى المعارك على يد أحد أبناء الوالي الصالح سيدي معمر بالعالية .

 أثّر الحصار أيّمَ تأثير على بنت الخص وقومها الذين غادروا بعدها بريزينة إلى المنيعة حسب ما رواه الرواة ، اين أسّسوا قصرا جديدا لا يزال ماثلا للعيان ليروي سيرة الاميرة البدوية الحكيمة .

 

الوكالة المحلية للسياحة تسعى للتعريف والترويج للمنطقة

 

الزائر لمنطقة بريزينة يجد ترحيبا لا مثيل له من طرف سكانها الكرماء ، و على رأسهم السيد لخذاري مصطفى مدير الوكالة المحلية للسياحة الذي اتخذ من مبنى بيت الشباب بمنطقة الڨور مقرا رسميا لمؤسسته ، فنصب فيها خيمة وبرية تقليدية لاستقبال ضيوفه ، كما أعدّ لهم برنامجا ثريا لا يمكنهم بلوغه في رحلة واحدة مما يجعل السائح يغادر هذه المنطقة الجذابة وهو يأمل في العودة إليها مع مزيد من الاهل والاحبة.

 

مدير الوكالة يعد قائدا ميدانيا  محاطا بمجموعة من المرشدين السياحيين  الذين يتقنون اللغات الاجنبية ، منهم الاستاذ يحياوي محمد..                                 

للإشارة فان ناحية بريزينة لاتزال منطقة خصبة تنتظر استثمارات واعدة في مجال السياحة، لاسيما بعد فتح الطريق الجنوبي للربط بينها وبين مدينة متليلي على مسافة 380 كم، والذي بقيّ من أشغاله 30كلم فقط ( المشروع الان في مرحلة الإشهار ) ، خاصة وأن هذه المنطقة أصبحت قبلة للسائحين ابتداءا من شهر سبتمبر إلى نهاية ماي  حيث تشهد ذروة المنحنى مع نهاية كل سنة ميلادية..        

   

  و دعما لهذا المنتوج السياحي الخدماتي وجب علينا الإشادة بالتطبيق الإلكتروني "ديسكوفرالصحراء " والذي يعتبر دليلا سياحيا بامتياز حيث يستطيع مستعمله برمجة رحلته من أي مكان في العالم بكل محطاتها وتفاصيلها و حتى الولوج إلى مختلف هذه الأماكن السياحية بطريقة افتراضية مما يجعله يعقد النية دون تردد لزيارتها والتمتع بسحرها المنقطع النظير.