86
0
باتنة تُجدد وجهها الحضري: مشاريع بمليارات لتحسين الطرقات والحدائق والإنارة

في إطار سياسة إعادة الاعتبار للمظهر الجمالي والحضري لعاصمة الأوراس، ترأس والي باتنة، محمد بن مالك، اجتماع عمل موسّع خصص لدراسة ومتابعة مختلف جوانب مشروع إعادة التأهيل العمراني لمدينة باتنة، والذي يُرتقب أن يُحدث نقلة نوعية في البنية التحتية والخدمات الحضرية.
ضياء الدين سعداوي
96 مليار سنتيم لإنعاش وجه المدينة
وبحسب ما ورد في الاجتماع، فقد تم تخصيص غلاف مالي معتبر يفوق 96 مليار سنتيم لتجسيد هذه العملية، منها 64 مليار سنتيم من ميزانية الولاية، ما يعكس الأهمية التي توليها السلطات العمومية لتحسين الإطار المعيشي اليومي للمواطنين، ورفع جاذبية المدينة من حيث الراحة والنظافة والتنظيم.
تعبيد، إنارة، حدائق وشبكات تحت الأرض
تشمل الأشغال المبرمجة ضمن هذا المشروع الطموح عدة محاور متكاملة، من أبرزها:
إعادة تعبيد الطرقات المهترئة وتحسين السير داخل الأحياء.
تحديث شبكة الإنارة العمومية، بما يعزز الإحساس بالأمن الليلي ويحسن المشهد الليلي للمدينة.
تهيئة المساحات الخضراء والحدائق التي تُعد رئة المدينة ونقطة استراحة للمواطنين من مختلف الأعمار.
تجديد الشبكات الباطنية، كقنوات المياه والصرف، لضمان فعالية البنية التحتية وديمومتها.
حدائق وساحات تعود للحياة
وفي التفصيل، ستستفيد عدة حدائق وساحات عمومية موزعة عبر أحياء مدينة باتنة من عمليات التهيئة، ومن أبرزها:
حديقة حي كشيدة، الواقعة في قلب المدينة.
حديقة أول نوفمبر، التي تُعد من الفضاءات الرمزية.
حديقة حي 84 مسكن، التي تعرف إقبالًا من العائلات.
حديقة الحروف، المحاذية لحي سكني كثيف.
ساحة الحرية، مركز تجمع شبابي وثقافي.
حديقة المسرح الجهوي، واجهة ثقافية وسياحية بارزة.
رؤية متكاملة لتنمية مستدامة
تندرج هذه العمليات في إطار مخطط شامل لتحسين نوعية الحياة الحضرية، يأخذ بعين الاعتبار النمو السكاني والتوسع العمراني، إضافة إلى متطلبات المدينة الحديثة في مجال التسيير الذكي للمرافق والخدمات.
وقد شدد والي الولاية، خلال الاجتماع، على ضرورة احترام آجال الإنجاز ونوعية الأشغال، داعيًا مختلف المديريات والمؤسسات المتدخلة إلى التنسيق المحكم وتفادي التداخل في الأشغال، لا سيما في ما يتعلق بالشبكات الباطنية، لتفادي تكرار مشاهد الحفر العشوائي أو إصلاح الطرق بعد فترة قصيرة من تعبيدها.
ارتياح شعبي وترقّب للتنفيذ
ولقي الإعلان عن هذه المشاريع ترحيبًا أوليًا من طرف السكان، خاصة في الأحياء التي تعاني من تدهور الطرقات ونقص الإنارة أو تهميش المساحات الخضراء. ويأمل المواطنون أن تكون هذه المشاريع بداية فعلية لإعادة الروح للمدينة، لا مجرّد عملية تجميلية عابرة.
باتنة الجديدة تبدأ من وجهها الحضري
تمثل هذه العملية خطوة أولى نحو باتنة أكثر نظافة، إشراقًا، وتنظيمًا، وهي دعوة مفتوحة للفاعلين المحليين والمجتمع المدني للمساهمة في الحفاظ على هذه المكاسب بعد تجسيدها.
فالمدن ليست فقط بنايات وطرقًا، بل هي فضاءات للعيش والتفاعل، ومتى ما ازدهرت، انعكس ذلك على صورة الإنسان الذي يسكنها.