156
0
باتنة: وفاة طفل ببومڨر يثير جدل إصابته ب"داء الكلب"
الصحة ترد وتكشف الحقائق

أثار مؤخراً خبر وفاة الطفل "عباوي عبد الغفور"، البالغ من العمر أربع سنوات، في بلدية بومڨر بولاية باتنة، موجة من الحزن والجدل على حد سواء، بعد تداول أنباء تشير إلى وفاته بسبب إصابته بداء الكلب.
ضياء الدين سعداوي
هذه المعطيات، التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية، دفعت مديرية الصحة والسكان من خلال المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بنقاوس، إلى إصدار بيان رسمي توضح فيه ملابسات الحادثة، وتفند بشكل قاطع فرضية الإصابة بداء الكلب.
وجاء في البيان، الذي تحصّلت جريدة "بركة نيوز" على نسخة منه، أن الطفل توفي" نتيجة المضاعفات الناتجة عن تعرضه لعضة كلب متشرد " يضيف البيان بأن الأسباب المحتملة متعددة أولها الإنتانات الجرثومية لقرب مكان الإصابة من الدماغ" مؤكدة في ذات السياق بأن الضحية خضع للرعاية الطبية اللازمة، وتم التكفل به في إطار بروتوكول وطني معتمد صدر بتاريخ 15 جويلية 2024، ما يستبعد فرضية وفاته بداء الكلب.
الصحة تفنّد الإشاعات وتحذر من التصريحات العشوائية
البيان ذاته عبّر عن أسف المؤسسة الصحية وأسرتها المهنية لما وصفه بـ"التصريحات المغلوطة وغير المسؤولة"، التي راجت عقب وفاة الطفل، معتبرًا أن مثل هذه الأخبار الكاذبة من شأنها خلق حالة من الهلع في أوساط المواطنين، وزعزعة الثقة في الجهاز الصحي.
وقد حرصت مصالح الصحة على تقديم جملة من التوضيحات العلمية حول داء الكلب، موضحة بأن المرض لا ينتقل من إنسان إلى آخر بأي شكل من الأشكال ،كما أنه لا ينتقل عبر أدوات الأكل أو المعيشة المشتركة، و لا ينتقل عن طريق الاحتكاك المباشر أو غير المباشر بالمصاب ، بل ينتقل فقط من الحيوان المصاب إلى الإنسان عن طريق العض أو الخدش.
المعلومة الطبية بين مسؤولية الإعلام ومصداقية المؤسسات ودعت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية نڨاوس ، في ختام بيانها، إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات، مشددة على أن "مصلحة الوقاية تبقى المرجع الوحيد للمعلومة الصحيحة في الصحة العامة"، مع تأكيدها على ضرورة التريث والتثبت قبل تداول أية معلومات ذات طابع طبي.
كما تقدمت المؤسسة بتعازيها القلبية لعائلة الطفل الفقيد، في وقت ثمّنت فيه المهنية الإعلامية التي تعتمد على المصادر الرسمية، خاصة في القضايا التي تمس الصحة العمومية.
قضية تتجاوز الحادثة... وتدعو إلى تعزيز التوعية الصحية
وتعيد هذه الواقعة إلى الواجهة أهمية التحسيس والتثقيف الصحي في المجتمع، لا سيما ما يتعلق بالأمراض المعدية وطرق انتقالها، وضرورة التفاعل المسؤول من قبل الإعلام والمواطنين على حد سواء، مع الأحداث التي قد تحمل طابعًا صحيًا أو إنسانيًا.
ويبقى التحدي، كما ترى مصادر "بركة نيوز"، في ترسيخ ثقافة التحقق من المعلومة، والاحتكام إلى المرجعيات العلمية في تفسير الظواهر الصحية، بما يخدم الصالح العام ويعزز ثقة المواطن في مؤسسات بلاده.