145
0
بالمنيعة.. مبادرة لدعم المجتمع المدني وتمكينه من الولوج إلى عالم الشغل والمشاريع

نظمت مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن بولاية المنيعة، ممثلة في الخلية الجوارية للتضامن بحاسي الڨارة، يومًا تحسيسيًا مكثفًا استضافه مركز التكوين المهني والتمهين بحي بلعيد، يهدف إلى تأطير المجتمع المدني وإشراكه بفعالية في عالم الشغل والمشاريع التنموية، مع توفير الدعم اللازم لهم.
لحسن الهواصي
وشهد اليوم التحسيسي حضورًا لافتًا من المسؤولين، على رأسهم محمد مروش، مدير النشاط الاجتماعي والتضامن بولاية المنيعة، زناني زينب، منسقة الخلية الجوارية، وايمان عبد الحاكم مساعدة اجتماعية بخلية الجوارية للتضامن حاسي لقارة، كما حضر هوصة قدور و حمزة ياسين، المكلفان بالدراسات بالمديرية، و جعرون عيسى، مسؤول العمليات التضامنية بالمديرية. وقد لاقى الحدث تجاوبًا كبيرًا وإيجابيًا من ممثلي الجمعيات الحاضرين، مما يعكس مدى اهتمامهم بالمبادرة ورغبتهم في الاستفادة من الفرص المتاحة.
وفي تصريح خاص، أكد محمد مروش، مدير النشاط الاجتماعي والتضامن بولاية المنيعة، على أهمية هذه المبادرات: "نسعى جاهدين لتعزيز دور المجتمع المدني كشريك أساسي في عملية التنمية. هذا اليوم التحسيسي هو خطوة نحو تمكين الجمعيات والأفراد من الولوج إلى فرص حقيقية تساهم في تحسين ظروفهم المعيشية وخلق دينامية اقتصادية واجتماعية في الولاية."
من جهته، أضاف السيد جعران عيسى، مسؤول العمليات التضامنية بالمديرية: "هدفنا الرئيسي هو تبسيط الإجراءات وتقديم كل الدعم اللازم للجمعيات الراغبة في إطلاق مشاريع تضامنية. نحن هنا لتوجيههم ومرافقتهم في كل مراحل إنجاز مشاريعهم، من الفكرة الأولية حتى التنفيذ والاستلام."
كما صرحت زناني زينب، منسقة الخلية الجوارية للتضامن بحاسي الڨارة: "لقد لمسنا اليوم تجاوبًا كبيرًا ورغبة حقيقية من ممثلي الجمعيات في الانخراط في هذه المبادرات. دورنا هو أن نكون حلقة وصل فعالة بين هذه الجمعيات والبرامج التنموية المتاحة، وتقديم الدعم الميداني لضمان نجاح المشاريع واستفادة أكبر شريحة ممكنة من المجتمع."
برنامج التنمية الجماعية: آفاق جديدة للمجتمع المدني
وتم خلال اللقاء تسليط الضوء على برنامج التنمية الجماعية، وهو برنامج تنموي رائد تشرف عليه وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، ممثلة في وكالة التنمية الاجتماعية (الفرع الجهوي - ورقلة). يركز هذا البرنامج على استهداف المناطق والفئات المعوزة والفقيرة من المجتمع بهدف تحسين ظروفهم المعيشية ومحاربة التهميش والعزلة والفقر.
يهدف البرنامج إلى:
بعث اليقظة الاجتماعية لدى الفئات الهشة.
تحسين الظروف المعيشية لهذه الفئات من خلال إنجاز مشاريع ذات منفعة عمومية.
تقوية الروابط الاجتماعية وخلق مناصب شغل.
تُعدّ الجمعيات المحلية وجمعيات الأحياء والمجالس الشعبية البلدية من الهيئات الرئيسية المقترحة للاستفادة من هذه المشاريع.
تنوع المشاريع وشروط التمويل
يتضمن برنامج التنمية الجماعية ثلاثة أنواع رئيسية من المشاريع:
البنية التحتية الاجتماعية: وتشمل إنجاز وتوسيع وتجهيز قاعات المطالعة، وتهيئة وتوسيع وتجهيز المدارس الابتدائية ومراكز التكوين المهني، بالإضافة إلى إنجاز وتصليح وتمديد الشبكات الثانوية للمياه الصالحة للشرب وتصريف المياه المستعملة، وشبكات الإنارة العمومية، والكهرباء الريفية، والتهيئة العمرانية، وفتح المسالك لفك العزلة.
البنية التحتية الإنتاجية: وتهدف إلى اقتناء الآلات الصغيرة (مثل آلات الخياطة) لتأطير وتأهيل وتكوين الأفراد والمجموعات، واقتناء تجهيزات الآبار وإنشاء الشبكات الخاصة بالسقي، وبناء مخازن التخزين.
المشاريع الهادفة لحماية المحيط: وتشمل تهيئة المساحات الخضراء وبناء الجدران الواقية من الوديان.
لضمان قبول تمويل المشاريع، وضع البرنامج عدة خصائص وشروط يجب الالتزام بها، أبرزها أن يغطي المشروع أكبر عدد ممكن من الفئات المستهدفة، ويلبي الاحتياجات الضرورية للفئات الهشة. كما يجب ألا يتعدى مبلغ المشروع 4,000,000 دج، مع مدة إنجاز لا تتجاوز 12 شهرًا، ويتم التحقيق في المشاريع المقدمة من طرف الخلايا الجوارية للتضامن.
تتضمن مكونات ملف المشروع الأساسية بطاقة تعريفية للمشروع، ورسالة عرض أسباب الاقتراح، وتعهد بدفع مساهمة 10% من الكلفة الإجمالية، وكشف كمي وتقديري للمشروع. وبالنسبة للجمعيات، يُطلب اعتماد ساري المفعول للجمعية، ووثيقة إثبات مقر الجمعية، ووثيقة إثبات مكان إنشاء المشروع.
مراحل إنجاز المشروع: من التحضير إلى التنفيذ
يتبع إنجاز المشاريع ثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة التحضيرية: تبدأ بعقد اجتماعات تحسيسية من طرف الخلايا الجوارية للتضامن، ثم تكوين ملف المشروع، وإجراء تحقيق ميداني للتأكد من المشاريع المقترحة، وتنتهي بوضع الملفات على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن.
المرحلة الانتقائية: تتضمن عقد اجتماع للجنة الولائية لانتقاء المشاريع بحضور ممثلين عن وكالة التنمية الاجتماعية، الخلايا الجوارية للتضامن، الهيئات المقترحة للاستفادة، والمديريات التنفيذية المعنية. يقوم الفرع الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية باستقبال الملفات وإعداد القائمة الجهوية، ثم تبليغ القوائم النهائية من المديرية العامة.
المرحلة التنفيذية: تشمل إمضاء اتفاقية تمويل المشروع، دفع المساهمة المالية للهيئة المستفيدة، إعلان عن الاستشارات لاختيار مكاتب الدراسات والمقاولين أو الممونين، ثم الإنجاز الميداني للمشروع، والاستلام المؤقت والنهائي. وأخيرًا، تقوم الخلية الجوارية للتضامن بدراسة الأثر والتغيرات التي طرأت على الفئة السكانية المستفيدة بعد إنجاز المشروع.
يُعدّ هذا اليوم التحسيسي مبادرة هامة تفتح آفاقًا واسعة أمام المجتمع المدني بولاية المنيعة للمساهمة بفعالية في التنمية المحلية وتحسين الظروف المعيشية، من خلال الولوج إلى عالم المشاريع المدعمة التي توفرها الدولة.