شقت الجزائر طريقها نحو تحقيق الأمن الغذائي أشواطًا كبيرة فما كان لها إلا أن تنفذ استراتيجية واضحة رسمتها الحكومة الجزائرية لتحقيق الفارق في مؤشرات التنمية الإقتصادية والإجتماعية، خاصة فيما يخص استقلالية القرار السياسي والاقتصادي للدولة.

بثينة ناصري

فجعلت الأمن الغذائي من بين الأولويات الملحة ضمن الرؤية الشاملة والاستشرافية التي دعا إليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وشدد على ضرورة تطبيقها من خلال جعل المواطن الجزائري واحتياجاته في صلب اهتماته لبناء القاعدة الأساسية للجزائر الجديدة.

وارتبط هذا التوجه بفتح أبواب الاستثمار وتدعيم المشاريع لتكون سانحة اقتصادية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو تصدير المنتوجات ذات علامة جزائرية محلية، للخروج من التبعية الخارجية وللمحروقات.

إستراتيجية اقتصادية تداولتها الحكومة الجزائرية والمؤسسات والهيئات الاجتماعية والاقتصادية منذ تولي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الحكم، كدافع نحو بناء اقتصاد قوي قائم بذاته خارج قطاع المحروقات، والذي جعل منه ثالث اقتصاد في إفريقيا.

فتح باب التصدير.. عائد ايجابي على الاقتصاد الوطني 

وبالحديث أكثر عن فتح باب الاستثمار والتصدير أشاد عيشون زموري المدير التجاري لشركة سوسيمي، بالسياسة الرشيدة التي تبناها رئيس الجمهورية لدفع عجلة التنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن فتح آفاق التصدير سيكون له عائد إيجابي على المؤسسات وكذا على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

وفي ذات الصدد قال عيشون "لا يخفى بأن التصدير في السوق العالمية منذ سنوات سابقة في هذا المجال لم يكن ممكنًا، ولكن الدولة الجزائرية متوجهة نحو دعم المتعاملين للتسويق، ونحن في انتظار فرصتنا للتوجه لهذا المجال لاصدار رخصة من وزارة التجارة الرخص اللازمة والملائمة لهذا المجال".

وأوضح أن المؤسسة تسجل حضورها في العديد من المعارض التي تعد فرصة الشركة للتقرب من مختلف المتعاملين عبر العالم في أوروبا أو افريقيا، مؤكدا أنه في الوقت المناسب الذي تقرر فيه الدولة الجزائرية لاعطاء فرصة التصدير للشركة لتكون في حالة استعداد، للشروع في العملية مباشرة.

عملية استيراد المادة الأولية تشرف عليها الدولة الجزائرية 

وبالحديث عن المادة الأولية المتمثلة في مادة القمح الصلب واللين، كشف المدير التجاري " أن هذه المواد تحتوي على نسبة كبيرة من المواد المستوردة وفيها كذلك منتج محلي، مبرزا أن الشركة ليس لها حاليا الإمكانيات للاستيراد حيث أن الدولة الجزائرية هي التي تقوم بتأطير هذه العملية وهذا راجع للظروف التي عاشتها البلاد الناتجة عن جائحة كورونا وغيرها، فكانت الدولة مضطرة لتأطير وضمان الأمن القومي الذي يعد من الحاجات الضرورية، في انتظار آليات آخرى، باعتبار أن مؤسسة سوسيمي تملك الخبرة في هذا المجال.

وأوضح أن هناك انفراج على السوق الدولية، وبهذا تكون المؤسسة متجهةً نحو استيراد المادة الأولية من دول العالم "كندا، فرنسا، " وبلدان أخرى معروفة بانتاج هذه المحاصيل الزراعية، مشيداً بمساهمة الشركة في الأمن القومي من خلال حرصها على تقديم منتوج ذو جودة عالية، كمنتوج العجائن الذي يعد 100٪منتوج قمح صلب بجودة عالية وبسعر تنافسي.

ولفت إلى أن شبكة التوزيع الخاصة بالشركة حاضرة عبر 58 ولاية وتوفر منتوجاتها دون انقطاع، متحدثًا بذلك عن آفاق المؤسسة المستقبلية للتصدير، قائلاً "نحن في انتظار الرخص من وزارة التجارة، وعندما ترى الدولة بأن الوقت المناسب والظروف تسمح، فنحن متأكدين بأن الشركة ستكون من بين الأوائل التي ستحصل على الرخص للتصدير، مشيرا إلى أن سوسيمي لديها زبائن من خارج الوطن سواء من أوروبا أو افريقيا.

تصدير منتوج "الكسكس".. أولوية الدولة للترويج للتراث الجزائري

وأشار إلى أن دول الجوار غزوّ أوروبا بمنتوج الكسكس غير أن الشركة لم تحضى بفرصة التصدير لإبراز جودة المنتوج الجزائري، داعيا السلطات الجزائرية لإعطاء الأولوية لهذا المنتوج لأنه يعد تراث جزائري، فمن الواجب أن تكون الجزائر حاضرة في الأسواق الأوروبية والإفريقية لأنه بغض النظر عن الجانب التجاري فهو تراث الجزائر.

  انشأت الشركة سنة 2000 وحسب متحدثنا فإنها مختصة في عجائن القمح الصلب والقمح اللين ومختلف العجائب، تحرص في كل سنة على اغتنام الفرصة الفرصة للتواجد في الصالونات والتقرب من المستهلك وزبائنها  وكذلك توفر معلومات فيها للمتعاملين والمهتمين بهذا المجال للتعرف بالمنتجات.