شهدت مدينة البويرة خلال هذا الشهر الفضيل إنتشارا واسعا ومذهلا للمتسولين , فحيثما تولي وجهك تقع عيناك على اصحاب هذه المهنة , بمختلف أعمارهم وأشكالهم وحتى بمختلف الاجناس , خاصة أمام المساجد والأسواق والمخابز ومحطات النقل وحتى المقاهي والمحلات لم تسلم من ذلك مرددين عبارات يستعطفون بها القلوب الرهيفة يصطنعونها قصد الحصول على مصروف ذلك اليوم .
رشيد محمودي
جريدة " بركة نيوز" سلطت الضوء على هذه الظاهرة التي أضحت تزعج المارة , حتى باتت تشكل حديث الخاص والعام بمدينة البويرة , خاصة بعد غزوها من طرف افواج معتبرة من الافارقة فخلال جولتنا بها لاحظنا ان وجهة هؤلاء هي أماكن العبادة , بحيث لا نكاد نمر على مسجد إلا ونجدهم مصطفين أمامه بفئات عمرية مختلفة و صغارا كانوا أم كبارا ومن كلا الجنسين , حيث يفضلون الجلوس أمام أبواب المساجد حتى يستغلوا تعاطف المصلين لكسب بعض الأموال . فبعدما كانت وجهتنا الاولى نحو المساجد مررنا ببعض المحلات والمتاجر لبيع السلع وأمام الاسواق والاماكن التي تعج بالناس حتى يستغلوا هذه الفرصة للتودد باسمى عبارات الشفقة والعطف مما اصبحت هذه الظاهرة تزعج العديد من البائعين والمواطنين على حد سواء .
اقتربنا من بعض المواطنين من أجل أخذ أرائهم والتطلع على أفكارهم تجاه هذه الفئة تحديدا , فبمجرد ذكر يوميات المتسولين حتى فاجأنا كهل ببرودة قائلا " إن بعضهم محتالين في هيئة متسولين يتخذون التسول مهنة لهم قصد جني أموال طائلة بدون تعب او اجتهاد " ليقاطعه مواطن اخر يقول " ان هؤلاء المتسولين أصبحوا يعيقون يومياتهم بهذه الظاهرة المشينة , فحتى أكثرهم عناء وفقرا لا يمدون يدهم للمارة , بل ان البعض منهم يزاحمون حتى المتسولين الحقيقيين . فبعد أن كانت المرأة محتشمة وتخجل من يد يدها حتى لأقرب الناس اليها , أصبحت اليوم تتصدر قائمة المتسولين التي تضم جميع الفئات العمرية , حيث نجد انتشار متسولات قدمن بكثرة من ولايات اخرى وأصبحن لا يبالين بكلام الشارع اصلا لأنهن وبكل بساطة بعيدات عن محيطهن الأصلي , وقد أصبحن محترفات ان لم نقل مدربات اطفالهن في صياغة عبارات الاستعطاف فالمهم والهدف الرئيسي يبقى كسب المال وبأي طريقة كانت كون كل الطرق تؤدي كما تقول إحداهن الى جيوب المحسنين , حتى باتوا يستخدمون أطفالا صغارا وحتى الرضع على انهم مرضى تجدهم في حالة غفوة دائمة وطويلة ما يستدعي الشك في استعمالهم لمنومات لهؤلاء الاطفال ودورانهم في درجة حرارة مرتفعة تحت اشعة الشمس الحارقة , التي تفشلهم وتفقدهم وعيهم ناهيك عن الألبسة الممزقة والتي لا تستر إلا جزءا من اجسادهم فتجدها بالية مهلهلة تثير الشفقة . جبنا معظم شوارع وأحياء مدينة البويرة فإكتشفنا ان تدفق الرعايا الافارقة على المدينة لممارسة التسول راجع لأسباب مختلفة علها الأوضاع الأمنية التي ألت إليها دولهم فضاقت بهم السبل ولم يجدوا سوى الرحيل من موطنهم الاصلي.
هذا ويرى بعض المواطنين ان هناك متسولون بحاجة ماسة الى مساعدات نظرا لظروفهم الاجتماعية المزرية وأشار اخرون إلى أن هناك من ليسو في حاجة غير انهم اعتادوا التسول وهم يعتمدون تقنيات معروفة في مجال الخداع والاحتيال , كما أشار عدد اخر منهم إلى انه في ظل العدد الهائل من المتسولين أصبح من الصعب التمييز بين المتسول الحقيقي والمتسول المحتال والمزيف مما يدفع بالعديد من المواطنين إلى الإمتناع عن دفع الصدقة .