في حادثة حبست الأنفاس، شرعت مساء أمس مصالح الحماية المدنية ببلدية عين التوتة، ولاية باتنة، مدعومة بعناصر من الدرك الوطني ومتطوعين من المواطنين، في عملية بحث واسعة عن راعٍ للأغنام يبلغ من العمر 47 سنة، فُقدت آثاره بجبل "رأس الماء"، أحد المناطق الوعرة بالجهة.

 

ضياء الدين سعداوي

 

وبحسب المعلومات الواردة، فإن الراعي المفقود (م.ع)، وهو في العقد الرابع من عمره، اختفى في ظروف غامضة أثناء مزاولته لمهنته التقليدية في الجبل، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من مختلف الأجهزة المعنية، التي سارعت إلى إطلاق عملية تمشيط شاملة امتدت طيلة ليلة البارحة، رغم صعوبة التضاريس وظروف الطقس.

وقد أسفرت هذه الجهود المشتركة عن العثور عليه صباح اليوم في منطقة "كاف لحمر" بتفرنت، التابعة لنفس البلدية، حيث وُجد في حالة إرهاق شديد وعياء واضح نتيجة المكوث لساعات طويلة في الجبل دون مأوى أو مؤونة.

فور العثور عليه، قدّمت له مصالح الحماية المدنية الإسعافات الأولية بعين المكان، ليتم بعدها تحويله على وجه السرعة إلى المؤسسة الاستشفائية بعين التوتة لمتابعة حالته الصحية، والتي وصفت بأنها مستقرة.

وقد لقيت هذه العملية استحسانًا كبيرًا في أوساط سكان المنطقة، الذين أثنوا على سرعة استجابة الفرق المتدخلة وتعاون المواطنين، وهو ما ساهم بشكل فعّال في إنقاذ حياة الراعي التائه.

وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة أهمية توخي الحيطة والحذر في المناطق الجبلية، خصوصًا مع تكرار حالات الضياع أو العزلة بسبب تضاريس الولاية الوعرة، وهو ما يستدعي التفكير في تعزيز وسائل الاتصال والإنذار المبكر، خاصة لدى فئة الرعاة والمزارعين الذين يقضون ساعات طويلة في الطبيعة.