18
0
الذكرى الثامنة لوفاة شهيد الواجب الوطني بكاي هشام

ثماني سنوات مرّت على الرحيل المفجع لأحد أبناء الجزائر الأوفياء، شهيد الواجب الوطني بكاي هشام، الذي ارتقى إلى الرفيق الأعلى في 27 يونيو 2017، ثالث أيام عيد الفطر المبارك، أثناء أدائه لمهمة وطنية نبيلة.
الهوصاوي لحسن
يومها، ودّعت الجزائر بطلاً، وودّعت عائلته سنداً، لكن ذكراه بقيت حية في وجدان كل من عرفه، وفي قلوب أفراد أسرته الذين ما زالوا يستلهمون من تضحياته القدوة والعزيمة.
ولد الشهيد بكاي هشام في السادس عشر من فبراير عام 1979، وكان شابًا طموحًا وشجاعًا اختار خدمة وطنه بانضمامه لسلك الأمن الوطني في نوفمبر 2010.
كرّس حياته لضمان أمن الجزائر واستقرارها، ولم يتوانَ يومًا عن أداء واجبه بكل إخلاص وتفانٍ، حتى فاضت روحه الطاهرة وهو على رأس عمله.
ترك الشهيد هشام وراءه إرثًا غاليًا، ليس فقط في سجّل الوطن وتاريخه، بل في أسرة فقدت أعزّ ما تملك.
فابنته عائشة، التي لم تتجاوز الأربع سنوات حينها، ما زالت تحمل في عينيها ملامح براءتها التي حُرمت من حنان والدها مبكرًا، أما ابنه هشام عبد الرحمن، فكان قدره ألا يرى والده، إذ وُلد بعد استشهاده بخمسة وأربعين يومًا فقط، ليحمل اسمه ويُخلّد ذكراه، وليكبر على قصص البطولة والفداء التي سطرها والده بدمائه الزكية.
إن ذكرى استشهاد بكاي هشام ليست مجرد تاريخ يمرّ، بل هي محطة للتوقف والتأمل في تضحيات رجال عاهدوا الله والوطن على حمايته وصون كرامته.
هي دعوة لنا جميعًا لنتذكر أن الأمن الذي نعيش فيه هو ثمرة جهود وتضحيات جسام، وأن كل شهيد يرحل يترك خلفه قصة بطولة وإلهام.
رحم الله شهيد الواجب بكاي هشام وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، ستبقى ذكراه خالدة، ومنارًا يهتدي به الأجيال، شاهداً على أن الجزائر لا تنسى أبناءها البررة الذين ضحوا بأغلى ما يملكون فداءً لها.