في سياق التحولات الوطنية المتسارعة نحو الرقمنة، احتضنت ولاية المنيعة يوما تكوينيا خصص لتأمين البوابة الإلكترونية "تنسيق"، المنصة المعنية بإدارة السجلات، استقبال الشكاوى، وتبادل المراسلات الرسمية بين المؤسسات.

الهوصاوي لحسن

لم تكن هذه المبادرة مجرد نشاط إداري تقني، بل محطة استراتيجية تعكس إرادة السلطات المحلية في ترسيخ ثقافة الحوكمة الرقمية وحماية البيانات الحساسة.

لاسيما أن اليوم التكويني شهد حضور المفتشية العامة للولاية، ممثلة في المفتش العام مسعود كروط، الذي وجه الدعوة إلى المدراء التنفيذيين ومديري المؤسسات تحت الوصاية، مؤكدا أن الأمن السيبراني لم يعد قضية تقنية محصورة في أقسام الإعلام الآلي، بل أصبح مسؤولية جماعية تمس جوهر الثقة بين المواطن والإدارة.
تطرقت الجلسات إلى آليات المصادقة الثنائية (2FA) باعتبارها خط الدفاع الأول ضد محاولات الاختراق والتسريب. 
من جانبه، أكد المندوب المحلي لوسيط الجمهورية، مولاي لخضر جلال، في مداخلته أن "حماية البيانات ضرورة مؤسساتية قبل أن تكون خيارا تقنيا"، مشددا على أن تعزيز الأمان الرقمي شرط أساسي لتعزيز العلاقة بين الدولة والمواطن.
كما قدم مدير المواصلات السلكية واللاسلكية، بن طراري إبراهيم، شروحا تقنية معمقة حول طرق تعزيز التشفير والرقابة الرقمية المستمرة لمواجهة التهديدات المتطورة.
واتسم اللقاء، الذي كان تحت إشراف الوالي بن مالك مختار وبمتابعة دقيقة من المفتش العام، بالطابع العملي الذي يتوافق مع التوجيهات العليا للدولة في مجال التحول الرقمي. 
ومن المتوقع أن تفتح هذه التجربة افاقا جديدة من خلال تنظيم حملات توعية وأيام مفتوحة لفائدة المواطنين، بهدف تشجيعهم على استخدام الخدمات الرقمية وفهم آليات حماية بياناتهم الشخصية.

إن ما حدث في المنيعة ليس مجرد حدث تقني عابر، بل تجسيد لرؤية أشمل تسعى إلى بناء إدارة إلكترونية ذكية، قائمة على الشفافية والفعالية، قادرة على مواكبة متطلبات العصر الرقمي، وفي الوقت نفسه صون حقوق المواطن وحماية خصوصياته.