القسط الهندي "Saussurea costus"هو نوع من النباتات الطبية التي اشتهرت منذ قرون بفوائدها الصحية والعلاجية، ويستخدم في الطب التقليدي خاصة في الطب النبوي، ويُعرف برائحته العطرية وطعمه اللاذع.

بثينة ناصري 

ويزرع بشكل رئيسي في الهند، وله نوعان: القسط الهندي الأسود (المرّ) والقسط البحري الأبيض (الأخف طعمًا).

أنواع القسط الهندي

وينتمي كل من القسط البحري والهندي لفصيلة النباتات المعروفة بالزنجبيلات (Zingiberaceae) التي تنمو على المنحدرات الرطبة لجبال الهملايا في الهند، ويمكن التفريق بينهما على أساس اللون والمذاق.

فيما أن للقسط الهندي جذور سوداء وطعم لاذع ورائحة عطرية مميزة كما أنه يعد مطهّرًا ومنشّطًا، أما بالنسبة للقسط البحري فيمتلك جذورًا بيضاء وطعمًا أقل مرارة من القسط الهندي.

فوائد القسط الهندي 

ويستخدم كل من جذر القسط البحري والهندي إضافة إلى الزيوت لعلاج بعض المشكلات الصحية على الرغم من أن هذه الاستخدامات ما زالت بحاجة لأدلة علمية لإثباتها وتشمل الآتي:

 1-علاج الديدان الخيطية

يحتوي جذر القسط الهندي والبحري على مواد كيميائية قد تقتل الديدان الخيطية، حيث تظهر بعض الأبحاث أنه حين يتم علاج الأطفال بجذر القسط الهندي والبحري فإنّ عدد بيوض الدودة في البراز قلّ بنفس فعالية العلاج القياسيّ المستخدم وهو بيرانتيل باموات (Pyrantel pamoate).

2- التخفيف من التهابات القولون والمعدة

أثبتت دراسة أجريت على الفئران أن حبيبات جذر القسط الهندي والبحري ثبطت الالتهابات وموت الخلايا المبرمج للخلايا الظهارية التي تبطن القولون وحسنت أعراض التهاب القولون التقرحي.

الآلية المحتملة التي يعمل بها القسط الهندي والبحري قد تؤدي إلى تحسن في آلام المعدة والإسهال والتهاب الدم وزيادة الوزن، لذا تقترح هذه النتائج أن القسط الهندي قد يكون علاجًا فعالًا لمرضى التهاب القولون التقرحي. 

3- علاج الأمراض البكتيرية التي تصيب الجهاز التنفسي

في دراسة أجريت أثبتت وجود فعالية متكافئة لكل من القسط الهندي والبحري في علاج الأمراض البكتيرية التي تصيب الجهاز التنفسي مما يساهم في تقليل مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

 كما أن لهذه النبتة الفريدة فوائد أخرى أثبتتها العديد من الدراسات التي لا زالت مطلوبة لإثبات فعالية زيت القسط الهندي والبحري في علاج الآتي: "الربو، السعال،الغازات، أمراض الأمعاء الحادة مثل الزحار (Dysentery) والكوليرا، يستخدم كمنشط للهضم، آلام الدورة الشهرية، آلام المفاصل، مشكلات في الكبد،السكري".

الاستخدامات في الطب النبوي

كما ذُكر القسط الهندي في أحاديث نبوية، منها:

> عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري». [رواه البخاري].

الآثار الجانبية لاستعمال القسط الهندي

على الرغم من فوائد استعمال القسط الهندي العديدة، إلا أن استخدامه قد يتسبب في المعاناة من بعض الآثار الجانبية، مثل:

احتواء هذا النوع من الأعشاب على مادة ملوثة تُعرف باسم حمض الأرستولوكيك (Aristolochic acid)، وهي مادة قد تتسبب في إتلاف الكلى، والإصابة بالسرطان.

ينصح بعدم استخدامه للأم الحامل أو المرضع، وذلك لعدم التأكد من درجة آمانه عليها خلال هذه الفترة.

يتسبب القسط الهندي بمعاناة الفرد من بعض أنواع الحساسية، خاصةً الأفراد الذين لديهم رد فعل تحسسي اتجاه عائلة الأعشاب المعروفة باسم (Asteraceae).

طريقة استخدام القسط الهندي

وبالحديث عن كيفية استخدام القسط الهندي، أوضحت بعض المصادر أنه عادة ما تستخدم جذور النبات على شكل أعواد غير مطحونة، حيث يمكن تحضير الشاي منها، كما يمكن استخدامه في:

-النبات الجاف على شكل مسحوق أو كبسولات القسط الهندي، وعادة ما تخلط مساحيق، وسوائل النبات مع العصير أو الماء للحصول على فوائد شرب القسط الهندي مع الماء.

-زيت القسط الهندي، وهو زيت النبات العطري المصنوع من جذوره في العلاج بالروائح العطرية، ولصنع العطور، والبخور، والشموع المعطرة، ولكنه غير مخصص للاستخدام الفموي.

-وتعتمد طريقة استخدام القسط الهندي على عدة عوامل مثل العمر والحالة الصحية، أما عن جرعته الموصى بها، فهي من 50 ملغ إلى 600 ملغ/كغم يومياً، مقسمة كل 8 ساعات لمدة 3 أيام إلى أسبوع، أو إلى 21 يوم أو الى 3 أشهر، حسب نوع المرض وحدته، لأن العلاج يعتمد على الوزن، و التركيز.

-ويمكن أن يتم خلط القسط الهندي كما هو مع عسل نحل طبيعي بنسبة 1 غم/ 4 غم من عسل النحل.

وفي الأخير يعد القسط الهندي نبتة غنية بالفوائد الصحية، وقد استخدمها القدماء لعلاج العديد من الأمراض، وما زالت محطّ اهتمام الطب البديل الحديث، ومع ذلك، يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي، خاصة مع وجود بعض المحاذير.