تشهد مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً فيسبوك، في الآونة الأخيرة حملة اختراق منظمة وواسعة النطاق تستهدف الحسابات الشخصية والصفحات الكبرى على حد سواء.

الهوصاوي لحسن

إنها موجة عدائية لا تكتفي باختراق حسابات الضحايا فحسب، بل تتجاوز ذلك لتصل إلى دائرتهم الاجتماعية، مهددةً بذلك أمنهم المالي.

كيف يتم الاختراق؟

تعتمد هذه الحملة على أساليب احتيالية متطورة لخداع المستخدمين. يبدأ الأمر غالباً بوصول رسالة وهمية إلى بريدك الإلكتروني أو إلى صندوق الوارد الخاص بك على فيسبوك، تدعي أنها من "إدارة فيسبوك" أو جهة رسمية مشابهة. قد تطلب منك هذه الرسالة التحقق من حسابك، أو تحديث معلوماتك، أو حتى تخبرك بوجود مشكلة تتطلب حلاً فورياً.
تحتوي هذه الرسالة على رابط وهمي. وبمجرد أن تقوم بالضغط على هذا الرابط، يتم توجيهك إلى صفحة مزيفة تبدو مطابقة تماماً للصفحة الرسمية لتسجيل الدخول إلى فيسبوك. في هذه المرحلة، إذا قمت بملء معلوماتك الشخصية مثل اسم المستخدم وكلمة المرور، فأنت بذلك تسلم مفاتيح حسابك للمخترقين.

ما هي العواقب؟

لا يقتصر ضرر الاختراق على فقدان السيطرة على حسابك فحسب. فبمجرد أن يتمكن المخترقون من الوصول إلى حسابك، يبدأون في تنفيذ المرحلة الثانية من مخططهم: الاحتيال على أصدقائك.
يتم التواصل مع أصدقائك المقربين من حسابك المخترق، مستغلين ثقتهم بك. يزعمون أنك في ورطة مالية أو أنك بحاجة ماسة للمساعدة. يطلبون منهم تحويل أموال عبر البطاقات البريدية أو البنكية، مستخدمين اسمك كغطاء لهذه العملية الاحتيالية. وبذلك، تتحول أنت إلى أداة للاحتيال على أحبائك، وتصبح دائرتك الاجتماعية ضحية لهذا المخطط.

كيف تحمي نفسك؟

 * لا تضغط على الروابط المشبوهة: كن حذراً من أي رسالة تطلب منك معلومات شخصية، حتى لو بدت وكأنها من جهة موثوقة. الأفضل دائماً هو فتح المتصفح والدخول إلى فيسبوك مباشرة من خلال الرابط الرسمي.
 * تفعيل المصادقة الثنائية (Two-Factor Authentication): هذه الخطوة ضرورية. عند تفعيلها، سيطلب منك فيسبوك إدخال رمز يتم إرساله إلى هاتفك كلما حاولت تسجيل الدخول من جهاز جديد. هذا يجعل مهمة المخترقين شبه مستحيلة حتى لو حصلوا على كلمة المرور الخاصة بك.
 * تحقق من هوية المرسل: قبل أن تتفاعل مع أي رسالة، تأكد من هوية المرسل. إدارة فيسبوك لا تتواصل معك بهذه الطريقة لطلب معلوماتك.
 * توعية الأصدقاء: إذا تعرض حسابك للاختراق، قم بإبلاغ أصدقائك على الفور عبر وسائل اتصال أخرى (مثل الهاتف) حتى لا يقعوا ضحية للاحتيال باسمك.
كن يقظاً وحذراً.

أمنك على الإنترنت هو مسؤوليتك.