تضمن العدد رقم 736 من مجلة الجيش، اصدار خاص بسبعينية اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، وجاء في الافتتاحية تحت عنوان "على خطى الأبطال": "نحن نحث الخطى على نهج الجزائر السيدة والمنتصرة المدافعة عن القضايا العادلة في العالم والشعوب المقهورة".
كريمة بندو
وأضافت الافتتاحية: "تواصل بلادنا بكل عزيمة وإصرار استكمال مشاريع استراتيجية كبرى في مجالات متعددة".
وأشارت الافتتاحية إلى أنّ أهمّ المشاريع تكمن في "تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتعزيز المشاريع الاستثمارية".
وتطرقت إلى تعميق مسارات المؤسسات الناشئة التي ستتيح خلق مئات الآلاف من مناصب الشغل، فضلاً عن الحفاظ على نفس وتيرة النمو المحققة والرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات، مع تركيز الاهتمام على ملف السكن بمختلف صيغه، إلى جانب الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وطي ملف مناطق الظل، وتعزيز الفلاحة وإعطاء الصناعة الوطنية المكانة التي تستحق ضمن الاقتصاد الوطني، بما في ذلك الصناعة العسكرية التي يتم تطويرها، لتلبية احتياجاتنا الوطنية والتوجه للتصدير في مرحلة قادمة.
وأكدت أنّه وعلى هذا النهج ومن باب الوفاء بالوعد وصون العهد، فإنّ بلادنا تسير بخطى ثابتة على درب التطور والازدهار، ولاحظت أنّ المقومات التي تمكّننا من ذلك، أضحت متوفرة الآن أكثر من أي وقت مضى في ظل الإنجازات الملموسة المحققة.
وأكدت: "أصبحت الطريق معبدة لرفع كل التحديات الراهنة والمستقبلية في مـختلف المجالات، وتعزيز رصيد المكاسب، للمضي ببلادنا قُدُما نحو النهضة والنماء في كنف الأمن والاستقرار، مثلما تطلع إليها شهداؤنا الأبرار ومجاهدونا الأخيار".
وذكرت الافتتاحية على لسان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تأكيده أنّه في جزائر شامـخة بشعبها الأبي وشبابها الطموح الحامل لشعلة استكمال المسيرة الوطنية، نتجّه نحو جزائر جديدة، قوية بمقدراتها، مؤزرة بسواعد وعبقرية بناتها وأبنائها.. وفية لتاريخها الوطني.. جزائر جديدة عازمة على تحقيق أفضل المستويات في معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عبر تسخير الإمكانيات، وتجنيد الطاقات ومـحاربة التقاعس والتحرر من العراقيل والذهنيات البيروقراطية".
وأضافت: "حبا الله بلادنا بأيام خالدة مجيدة، زاخرة بمحطات وأحداث فارقة دُونت في صفحات التاريخ الحديث بأحرف من ذهب"، وركّزت على ثـورة أول نوفمبر المجيدة، التي طبعت الإنسانية بمُثلها العليا ومبادئها السامية.
وجاء في الافتتاحية: "نحتفي هذا الشهر بالذكرى الـ 70 لاندلاع الثـورة التحريرية المجيدة التي فجّرها ثلة من شباب الجزائر البررة"، وقالت إنّ هؤلاء الشباب أيقنوا منذ الوهلة الأولى أن النصر سيكون لا محالة حليفهم.
وأضافت أنّ "شعبنا خاض في جبالنا الشاهقة وصحرائنا الشاسعة وقُرانا ومدننا طيلة سبع سنوات ونصف ونيف، كــفاحاً مسـلحاً مريراً، وكان ذلك ضدّ أعتى قوة استعمارية وقتذاك".
واستحضرت الافتتاحية بكل فخر واعتزاز البطولات العظيمة والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا الأبيّ في مواجهة قوى الظلم والطغيان.
وافتخرت افتتاحية مجلة الجيش بما بلغه الجيش الوطني الشعبي اليوم، من تطور واحترافية، تتجلى من خلال النتائج المعتبرة التي يحققها وهو ينفذ مهامه على جميع المستويات، سواء في مجال التكوين أو التجهيز أو التحضير القتالي، ولا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وحماية حدودنا الوطنية، وهي مهام يستبسل جيشنا العتيد أيَّما استبسال في أدائها، مواصلا سعيه الحثيث لامتلاك كل عوامل القوة التي تمكنه من كسب مـختلف الرهانات ومواجهة كافة التهديدات التي تفرضها البيئة الإقليمية المتقلبة والأوضاع الدولية المضطربة.
وأحالت على أكده الفريق أول السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي: "إنّ المحطات التاريخية الخالدة لبلادنا إذ تذكرنا على الدوام بتضحيات أسلافنا في جيش التحرير الوطني، الذي تحمل وأوفى تماما بمسؤولية استرجاع استقلال الجزائر وسيادتها الوطنية من براثن المستعمر الغاشم، فإنها تؤشر على حجم مسؤولية الجيش الوطني الشعبي حيال المحافظة على هذا المكسب الغالي والعض عليه بالنواجذ.. لقد استطاع جيشنا العتيد، بالفعل وليس بالقول، أن يفي بقسمه المقطوع وأن يبرهن بأنه سليل حقيقي وراشد لأسلافه، وما النتائج المحققة في السنوات القليلة الماضية، في كافة المجالات، إلا دليلا على الوعي بالتاريخ الوطني والاستشراف الصائب لآفاق المستقبل ومتطلباته الملحة في مجالي الدفاع والأمن الوطنيين".