ألقى وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية أحمد عطاف، كلمة، اليوم الثلاثاء خلال أشغال القمة الإفريقية - الأوروبية المنعقدة بأنغولا حول موضوع السلم والأمن والحوكمة في القارة الإفريقية.
كريمة بندو
وقال عطاف أن هذه القمة تلتئم في سياق دولي بالغ التعقيد والاضطراب والتأزم وهو السياق الذي لم تَسلم قارتنا من تداعياته ومخلفاته مسار يدعو فعلا لدق ناقوس الخطر.
حيث دق وزير الخارجية، ناقوس الخطر أولا بشأن عودة ظاهرة التغييرات غير الدستورية للحكومات إلى الواجهة في إفريقيا وهي التغييرات التي لم تعد تمثل مجرد ارتدادات ظرفية لمعطيات عابرة أو عرضية بقدر ما أضحت واقعا يتمدد ويتَجذر في ظل انسداد آفاق العودة إلى النظم الدستورية المنشودة
كما دق ناقوس الخطر ثانيا بسبب تفاقم آفة الإرهاب في إفريقيا بعد انحسارها من بقية أرجاء العالم، حتى صارت منطقة الساحل الصحراوي اليوم تمثل البؤرة العالمية أو المرتكز الدولي لهذه الآفة التي عاثت فسادا وجرما في الدول والشعوب الإفريقية وسط صمت دولي يصعب فهمه وتفسيره.
دق ناقوس الخطر رابعاً وأخيراً أمام انكفاء الدور الدبلوماسي القاري وتلاشي الاهتمام الدولي بالأولويات الأمنية والسياسية الإفريقية التي لم تعد تحظى بالأهمية المطلوبة على أجندة العمل الدولي متعدد الأطراف
وقال عطاف، "أمام وضعٍ كهذا، فإن الجزائر تدعو إلى إعادة ترتيب أولويات الشراكة الإفريقية-الأوروبية في مجال السلم والأمن".
كما أكد وزير الشؤون الخارجية، أن الأولوية الأولى يجب أن تتوجه نحو وضع حدٍّ لحالة الفتور الدولي التي تُكابدُها قضايا السلم والأمن في إفريقيا، لأن التحديات التي تواجهها قارتنا ليست صعوبات محلية الطبع أو محدودة النطاق، بقدر ما هي أخطارٌ عابرة للحدود والأوطان والقارات، سواءٌ بذاتِها أو بتداعياتِها
وأضاف عطاف أن الأولوية الثانية ينبغي أن تُكرَّس لإعادة الاعتبار للدور الدبلوماسي الإفريقي ولإعلاء مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، لأن منظمتَنا القارية قد سَبِق لها وأن أثبتت قدرتَها على الاضطلاع بالدورِ المنوط بها كُلَّمَا أُتيحت لها المساحة اللازمة للتحرك، وكُلَّمَا حظيت بالدعم الدولي المطلوب
وتابع الوزير عطاف، أن الأولوية الثالثة يجدر أن تعود للإستثمار الفعلي والفعال في التنمية كأفضل سبيل للوقاية من الأزمات والتكفل بأسبابها الجذرية وأبعادها التنموية، ونحن نتطلع في هذا الإطار إلى تجسيد الوعود الاستثمارية التي التزمت بها أوروبا تجاه إفريقيا في إطار مبادرة "البوابة العالمية
وبخصوص الأولوية الرابعة والأخيرة، فهي حسب عطاف، أولويةٌ هيكلية بامتياز وتتعلق بحتمية إنهاء تهميش إفريقيا في كافة مَوَاطِنِ صُنْعِ القرار الدولي، السياسي والأمني والاقتصادي، لأن هذا التهميش يظل في حد ذاته أحد أبرز العوامل البنيوية التي تقوض مسيرة إفريقيا نحو تجسيد تطلعاتها وأهدافها المكرسة في الأجندة القارية 2063.