وسط حرارة صيفية تتجاوز أحيانًا 45 درجة، تجد العائلات في ولاية الوادي ملاذًا طبيعيًا ومنعشًا في مشروب تقليدي يُعرف محليًا باسم "الوزوازة"، والذي لا يكاد يخلو منه بيت خلال فصل الصيف، وغالبًا ما يُحفظ في آنية خزفية تقليدية تُبقيه باردًا وطازجًا لأطول فترة ممكنة.

نسرين بوزيان

 

 كما تعد "الوزوازة" خيارا صحيا واقتصاديا مقارنة بالمشروبات الغازية والصناعية، خاصة في شهر رمضان، لما يجمعه من ثراء الأعشاب الصحراوية، وفوائد صحية متعددة، وقدرة فعّالة على ترطيب الجسم ومقاومة العطش.

 

أصل التسمية

يرجع اسم "الوزوازة" إلى الإحساس الحار الذي يتركه المشروب على اللسان عند تناوله، وذلك بسبب وجود أعشاب قوية النكهة مثل " القنطس و القريطفة"، اللتين تُعتبران من التوابل الغنية بالأملاح المعدنية، مما يعزز تأثير هذا المشروب في مقاومة العطش وتجديد النشاط.

مكونات عشبة الوزوازة

تحضر الوزوازة من مزيج عشبي يضم ما لا يقل عن أربعين عشبة، قد يرتفع العدد في بعض التركيبات إلى مئة عشبة، تُجمع في كيس قماشي أبيض يُعرف محليًا بـ"الصُرّة"أو "الحُزمة"  ويتم  انتقاءها بعناية من الأسواق الشعبية بالولاية.
ومن الأعشاب المستخدمة في تحضير الوزوازة نذكر:  الإكليل، الزعتر، الريحانة، القمحة، سلك الجبير، القنطس، القريطفة، الحرمل، الشيح، القرنفل، القرفة، اللبان، الكمون الأبيض والأسود، الورد، الشندڤورة، المردكوش، الفيجل، حب الهيل، الزنجبيل، الحلبة، الشعير… وغيرها.

فوائد صحية 

تُشير دراسات طبية وتجارب محلية إلى الفوائد الصحية المتعددة لمشروب الوزوازة، حيث يساهم في التخفيف من أمراض الجهاز الهضمي والقولون، وتفتيت حصى الكلى، إضافة إلى تنشيط الكبد وتنظيف المسالك البولية.
كما يساعد على تعزيز الهضم، خاصة خلال شهر رمضان أو فترات الصيام، ويُحقق ارتواءً فعالًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب مساهمته في الوقاية من أمراض مزمنة مثل السرطان والأورام الجلدية.

ورغم فوائده المتعددة، يسجل بعض المستهلكين ظهور رائحة عرق قوية نتيجة تأثير الأعشاب، إلا أنها تختفي بعد أول استحمام أو استخدام للمواد المطهّرة، وهو أمر طبيعي، كما يؤكده مختصون، ناتج عن عملية إزالة السموم من الجسم.