677
0
يوسف الخطيب ...القائد المحنك والمجاهد الصنديد ينتقل إلى جوار ربه
مسيرة حافلة بالنظال والمواقف الوطنية
يوسف الخطيب المدعو سي حسان ولد في 19 نوفمبر 1932 بولاية الشلف، سياسي وعسكري، قائد الولاية التاريخية الرابعة الجزائرية في الثورة التحريرية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي،بدأ دراسته الابتدائية بمسقط رأسه، وانتقل إلى ثانوية الأمير عبد القادر بالجزائر العاصمة، ثم تابع دراسته الجامعية بكلية الطب.
زهور بن عياد
بعد إضراب الطلبة الجزائريين في 19 ماي 1956، التحق بمعاقل الثورة في الجبال بنواحي المدية بالولاية التاريخية الرابعة،لكن نشاطه السياسي واقتناعه بالعمل الثوري وإيمانه بحتمية الكفاح المسلح ضد الاحتلال الفرنسي جعله يلتحق بجبهة التحرير الوطني سنة 1955.
بعد التحاقه بمعاقل الثورة التحريرية في الجبال بنواحي المدية بالولاية التاريخية الرابعة، كان مسؤولا عن الصحة في عدة مناطق منها منطقة “الأخضرية وتنس ومليانة وثنية الحد..”وتولى قيادة العسكرية بالمنطقة الثالثة من الولاية الرابعة “الونشريس” سنة 1957، حيث قام بمبادرة تكوين كتائب للقيام بجلب الأسلحة من الحدود التونسية.
سي حسان يخلف الجيلالي بونعامة
في سنة 1959 تم ترقيته إلى رتبة نقيب، ثم إلى رتبة رائد عضو بمجلس الولاية سنة 1960، وبعد استشهاد “سي الجيلالي بونعامة” عام 1961 خلفه على رأس الولاية الرابعة.
وقاد العمليات العسكرية في جبال “الونشريس” و”الظهرة” ومناطق متفرقة، وبقي في منصبه كقائد للولاية إلى غاية الاستقلال عام 1962.
وبعد استقلال الجزائر تولى الفقيد العديد من المهام والمسؤوليات منها عضو بالمكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني سنة 1964، وعين رئيسا للجنة الحوار الوطني في أكتوبر 1993 وفي سنة 1994 كما عين رئيسا لندوة الوفاق الوطني،كما ترأس الفقيد مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية الى غاية رحيله، وكان يلح على الجانب المتعلق بكتابة التاريخ للمساهمة في الحفاظ على الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.
شهادات في حق الرجل
وفي رسالة التعزية التي توجه بها رئيس الجمهورية اليوم بعد سماع خبر وفاة المجاهد يوسف الخطيب قال:
"مجاهدًا من الرعيل الأول، ووطنيًا خالصًا أًكْرَمَهُ الله تعالى بتواضع الرِّجال، وأَعَزَّه بالمواقف الوطنية الصِّرْفَة، وحَبَاه بالمحبة والتكريم، وهو الذي نشأ على النضال والجهاد ونُكران الذات منذ أن التحق بجبهة التحرير الوطني سنة 1955، وبمعاقل الثورة في جبال نواحي المدية بالولاية التاريخية الرابعة، التي اضطلع لاحقا بقيادتها تقديرًا لحنكته السياسية والعسكرية وأشرف بها على العمليات العسكرية في جبال الونشريس والظهرة، فأبلى مع رفاقه بلاءً مشهودًا".
أما رئيس مجلس الأمة الصالح قوجيل قال" سي حسان كان من الرعيل الأول الذي استبسل في محاربة الإستعمار وكن له الفضل في الإسهام في محاربة المستعمرولم يتخلف عن منازلة جحافل المحتل الغاشم الى غاية تحقيق النصر”، مضيفا أن الراحل كان له “فضل الاسهام في بناء صرح الدولة الحديثة، كما كان واحدا من الرعيل الذي فرض بشمائله شرف الاقتداء وحق العرفان بالتضحيات العظام”.