341

0

يوم القدس العالمي طريق النصر والتحرير وبداية نهاية الكيان الصهيوني

بقلم الأستاذ محمد بوكريطة الحسني

 

لا يختلف اثنان من أمة الإسلام على أن القدس الشريف هي البوصلة الحقيقية للأمة، وهي مسؤولية جميع المسلمين عربهم وعجمهم، كما أنها قضية العرب الجامعة والموحدة.

القدس الشريف هي هويةٌ يحملها كل مسلم في هذا الأرض، وهي بكل تأكيد أمانة يتعهدها كل مؤمن بهذه القضية ذات الأولية الأولى، إن القدس لا تعرف جغرافيا رسمها طغيان، وهي البوصلةُ الوحيدة التي تشير نحو الأمةِ وقلبها، تدلّكُ على موضع الضعف في الشعوبِ وآثارها......

كلما غفت الأمة ارتطم رأسها بأسوار القدس العتيقة، وكلما تاهت الذاكرة قدحها منظر المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وكلما ذهب الاحتلال بعيدا في سياسته القمعية وجد من يقف في وجهه، وكلما تعمق الشقاق والفرقة برزت القدس كعنوان للتوحد وكبوصلة للتجميع، وكهدف يلتف على تحقيقه الفرقاء.....

 

إن ما يجري حاليا في أكناف القدس الشريف يوميا تُوجه العصابات الصهيونية رسائل اختبار لجس نبض الرأي العام الفلسطيني، فتُعلن عن اقتحامات وعربدة لساحات الاقصى، لكنها تصطدم بعزيمة الرجال وبحماسة أهل الحق، فيرابطوا، ويعتصموا، ويصدحوا بصوتهم العال، ويخاطروا بحياتهم وبحريتهم من أجل الحفاظ على عروبة واسلامية القدس الشريف حيث نجح النفير العام في وجه الاقتحامات، فكسروا القيد، والحصار، وأبطلوا محاولات هذه الجولة.....

صحيح أن القدس الشريف يتعرض لمحاولات متكررة تراكمية لمسح الهوية، وتغيب ملامحها وأصولها، وسكانها يتعرضون للتضييق من أجل الترحيل، وبالتالي التغير الديمغرافي لصالح الوجود اليهودي في المدينة، ومناهج تربية الناشئة والأجيال تتعرض للتزوير وللتحوير وللشطب، إنها القدس التي تُشكل باعث الثورة، ودافع الحراك والانتفاض، وبوصلة الصراع، ومحط انظار كل احرار العالم، إنها مكان الإشغال والتثوير نحو الحملة الفاصلة الحازمة لتطهيرها من دنس الصهاينة.... 

لله در الإمام الراحل الخميني الذي ألهمه الله تعالى لهذه المبادرة الربانية المتمثلة في إعلانه عن يوم القدس العالمي وذلك مباشرة بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وتحديدا يوم 07 أغسطس –آب سنة 1979 للميلاد أن يكون يوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان الكريم، وقد جاء في ندائه: 

"فبدون أدنى شك أن يوم القدس العالمي كشف حقيقة أن لا هدف للمسلمين حاليا إلا القدس، وما عدا هذا الهدف، هو انحراف ودجل وكذب ورياء وخداع، فلن تقوم للمسلمين قائمة، وقدسهم ترزح تحت الاحتلال، والصهيونية تستنزف قواهم وثرواتهم وخيراتهم، فيوم القدس يوم لرفض أهداف الحكومات والأحزاب والتنظيمات والجماعات المسلحة والشخصيات والأفراد، التي لا مكان فيها للقدس، فمثل هذه الأهداف لا ناقة للمسلمين فيها ولا جملا، فهي تصب من الألف إلى الياء في صالح الصهيونية" ....... 

إن يوم القدس العالمي ، هو يوم الفصل بين رجال الله من المقاومين المجاهدين الصادقين ، الذين لم تنحرف بوصلتهم قيد أنملة عن العدو الحقيقي للأمة ، رغم كل رياح الفتن الطائفية العاتية ، فلا يرون من عدو أمامهم إلا العدو الصهيوني المغتصب للقدس والمقدسات ، وبين رجال الشيطان من التكفيريين والطائفيين ، و أعراب  دول الخليج الفارسي الذين يهرولون "للتطبيع" و الذين لا عدو لهم إلا المسلمين والمسيحيين الآمنين ، ولا هدف لهم إلا زرع الفتن والفوضى والاضطرابات والدمار والخراب ، أما العدو الصهيوني فلا اثر له في تفكيرهم وممارساتهم........

 

و للأسف الشديد سيحل علينا  يوم القدس العالمي هذا العام  والأمة الإسلامية لازالت في نوم سبات والعدوان الصهيوني الإجرامي الوحشي  لازال يعتدي على أرض فلسطين  وكذا  سوريا و كذلك أحداث بقية أراضي الأمة من إيران و العراق  و اليمن و التواجد العسكري الأمريكي في هذه المنطقة  و ما يجري من استنزاف لقدرات الأمة من طرف عصابة جهلة تكفيريين، إن هذه الأحداث وتزامنها مع يوم القدس العالمي  يدفع كل إنسان حر إلى المقارنة بين  ما يجري في العراق وسوريا  و في أفغانستان على يد الخوارج الجدد أو "المجاهدين المزيفين" ، من إجرام وهمجية وعبثية ودمار ، حيث العدو هناك مسلمون ومسيحيون تحولوا بفتاوى التكفير إلى "كفار" و"مرتدين"  و"مشركين"  وبين ما يجري في جنين و  غزة حيث يسطر المجاهدون الحقيقيون من تنظيم " عرين الأسود" ملاحم كبرى من الفداء للدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يتصدون لأشرس عدو عرفته الأمة الإسلامية منذ قرون.....

 ويبقى يوم القدس العالمي يوما تبلى فيه سرائر الجميع، من يؤمن بالقدس إيمانا صادقا ويناصر المقاومين، ومن لا يؤمن بالقدس ويناصر التكفيريين، فلا يمكن إن تكون ضد الصهيونية وتناصر التكفيريين، كما لا يمكن إن تكون مع القدس وتناصب المقاومين العداء، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمو

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services