تسعى الحكومة الجزائرية لتنفيذ برنامج خاص يسمح بزيادة الإنتاج، خاصة في الشعب الاستراتيجية بما فيها القطاع الفلاحي، وهذا بالنظر لدوره الكبير في إنعاش الاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد.

 

 

ومن بين الإجراءات والتسهيلات التي أقرتها الحكومة للمنتجين والفلاحين تتضمّن الترخيص بجمركة المعدات والعتاد الفلاحي المستورد الذي لا يتجاوز عمره سبع سنوات، للوصول إلى استعمال عتاد متكامل حديث وعصري في مختلف الشعب الفلاحية وتحقيق إنتاج رفيع ذو معايير عالمية.

 

هذه القرارات لاقت استحسان المهنيين، خاصة وأنها تهدف إلى دعم القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي في البلاد، في ظلّ التحديات الكبيرة التي تواجهها الجزائر في مجال الفلاحة، بما في ذلك التغيرات المناخية ونقص الموارد المائية.

 

وللحديث عن الانتاج والتصنيع والتنمية الاقتصادية في الجانب الفلاحي كان لجريدة "بركة نيوز" لقاء مع سمير معلا، مسير شركة تيرصام لصناعة المقطورات والجرارات الفلاحية وآليات الرفع وآلات الأشغال العمومية المتواجدة بمدينة باتنة بالمنطقة الصناعية.

 

واستهل حديثه بالتعريف بالشركة، وأوضح دات المتحدث أنها تأسست سنة 2007 وكانت بدايتها الأولى في صناعة المقطورات ثم انتقلت لصناعة الجرارات الفلاحية بجميع أنواعها من 26 حصان إلى 240 حصان إلى أكبر الجرارات والمتوجهة إلى الصحراء الجزائرية من أجل خدمة المساحات الشاسعة تماشيا وتطوير الزراعة الصحراوية.

 

 

وأشار معلا، إلى أن الشركة تعكف في كل مرة على تطوير معداتها، وهذا تماشيا مع الوضعيات التكنولوجية السائدة في العالم، منوها بأن آلات الشركة متواجدة في السوق منذ عدة سنوات باعتبار الزبون مقتنع بالصناعة والعلامة الجزائرية وكذا بالسعر الجزائري الذي يوفر العديد من الخيارات ويسهل القيام بالمشاريع سواء الفلاحية أو غيرها.

وأوضح أن المؤسسة تشارك في مختلف المعارض الجزائرية الدولية وخاصة معرض الانتاج الجزائري، معتبراً إياها فرصة للالتقاء مع المتعاملين الاقتصاديين وبناء علاقات اقتصادية مما يفتح المجال لتصدير المنتوجات للخارج وخلق الثروة الاقتصادية للبلاد.

وأكد ذات المتحدث أن تيرصام تهدف لتقريب الفلاح أو الزبون من المنتوج المصنع محليا 100%، موضحا أن هذه الصناعة جزائرية الصنع ونسبة الادماج فيها من 30% حتى 70% أو أكثر حسب نوع الآلة أو المقطورة.

وحسب معلا، فإن شركة تيرصام تغطي نسبة كبيرة من احتياجات السوق الوطنية بالإضافة إلى توافد العديد من الزبائن المهتمين بمجالات الفلاحة والأشغال العمومية، مشيدا بمجهودات الكفاءات الجزائرية التي من خلال سواعدها استطاعت تيرصام احتلال مراتب جيدة في توفير العتاد الفلاحي مما جعلها اليوم تنافس كبرى الشركات للوصول إلى الصدارة والنهوض بهذا المجال ودفع حركة التنمية حسب ما أقر به رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.

 

 

من جهة أخرى تطرق ذات المسؤول إلى التخفيضات التي مست مختلف الآلات المصنعة بالشركة وهذا خلال معرض الانتاج الوطني، الذي انعقد في قصر المعارض بالجزائر العاصمة، مشيرا إلى  الجرارات الفلاحية وآلات الرفع، آلات الحفر بحوالي 200,000 دينار جزائري (20 مليون سنتيم) تخفيض، مؤكدا أن الشركة تفتح الفرصة وتقدم عروض في كل مرة تشارك فيها ضمن هذا المعرض ليتسنى للمتعاملين اقتناء العتاد بسعر مغري.

 

 

ويرى مسير شركة تيرصام أن الترخيص باستيراد العتاد الفلاحي الأقل من 5 سنوات و7 سنوات، يرمي إلى تقليص فاتورة الاستيراد والحد من العبث بالعملة الصعبة، لأن استيراد العتاد الحديث من المصانع، مكلف جدا من ناحية العملة الصعبة، كاشفا أن أسعار الآلات المحلية منخفضة عن المستوردة.

وأوضح ذات المتحدث أن قرار الاستيراد يندرج ضمن اهتمام الدولة الجزائرية بقطاع الفلاحة، وسعيها إلى القضاء على صعوبات توفير العتاد الفلاحي لممارسة النشاط بكل أريحية، من خلال السماح للفلاح باستيراد العتاد المستعمل بأقل التكاليف، وبالتالي تمكينه من مكننة نشاطه، الأمر الذي يرفع من الانتاجية تحقيقا لأهداف الأمن الغذائي.

 وفي الأخير، نوه بردود الأفعال التي تزداد ايجابية يوما بعد يوم حول منتجات تيرصام، موضحا أن النجاح في أي عمل لا يأتي بسهولة، مضيرا إلى الصعوبات التي واجهة الشركة في بداية مشروعها والتي تمكنت من التصدي لها مع تشديد رئيس الجمهورية على إبراز المنتوج المحلي بدل المنتوج المستورد.