بقلم الحاج بن معمر
الجزائر ليست بحاجة إلى دروس في الديمقراطية أو حقوق الإنسان من دولة استعمارية سابقة، الجزائر دفعت ثمنًا باهظًا لنيل استقلالها، ودفعت ملايين الشهداء في سبيل حريتها، وعلى ماكرون أن يبحث في أرشيف التاريخ الفرنسي ليقف على مدى الألم والمأسي التي خلفها أسلافه في الجزائر فهو مليء بالجرائم والانتهاكات التي لا يمكن نسيانها.
ولا ولن تسقط بالتقادم ومن أبرز هذه الجرائم للذكر وليس للحصر مجزرة سطيف وقالمة وخراطة في مايو 1945، حيث قامت القوات الفرنسية بقتل عشرات الآلاف من الجزائريين الذين خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بالاستقلال.
هذه المجازر تعكس الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي الذي لم يتوانَ عن استخدام العنف والقمع لإسكات صوت الحرية، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن نسيان سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها فرنسا خلال حرب التحرير الجزائرية (1954-1962)، حيث قامت القوات الفرنسية بتدمير القرى والمزارع وقتل المدنيين الأبرياء في محاولة لإخماد الثورة الجزائرية. هذه السياسة الوحشية أدت إلى تشريد مئات الآلاف من الجزائريين وتدمير بنيتهم التحتية، تصريحات ماكرون ليست سوى محاولة يائسة للتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر وزعزعة استقرارها.
الجزائر بلد ذو سيادة واستقلالية، ولن تقبل بأي شكل من الأشكال المساس بكرامتها وسيادتها، الشعب الجزائري واعٍ تمامًا لهذه المحاولات البائسة ولن يسمح لأي جهة خارجية بالتدخل في شؤونه الداخلية.
الجزائر ليست بحاجة إلى وصاية من أحد، فهي قادرة على إدارة شؤونها بنفسها، تحت أي ظرف كان وتحت أي مسمى تصريحات ماكرون تعكس حالة من الفشل والإحباط في السياسة الخارجية الفرنسية، ومحاولة لتصدير الأزمات الداخلية إلى الخارج.
الجزائر ستظل دائمًا بلد الأحرار والثوار، وستواصل الدفاع عن سيادتها وكرامتها بكل قوة وإصرار، الشعب الجزائري لن ينسى أبدًا الجرائم التي ارتكبتها فرنسا خلال فترة الاستعمار، ولن يقبل بأي محاولات لتبييض هذه الجرائم أو التقليل من شأنها.
الجزائر ستظل دائمًا رمزًا للصمود والتحدي في وجه الاستعمار وأي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، تصريحات ماكرون ليست سوى محاولة يائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن الجزائر وشعبها ماضون بثبات نحو المستقبل، ولن يسمحوا لأي جهة بإعاقتهم.
الجزائر ستظل دائمًا بلد الأحرار والثوار، وستواصل الدفاع عن سيادتها وكرامتها بكل قوة وإصرار،كما كانت على الدوام وستظل، فعلى ساكن الإليزي ومن وراءه اليمين المتطرف على أن يقلب دفاتير الأرشيف الإجرامي الملطخ بالدم قبل أن يتحدث عن أي ديمقراطية أو عن حرية وحقوق الإنسان.....
وعليه في ذات السياق، على النخب الجزائرية في الداخل والخارج أن تلعب دورًا هامًا في التصدي لهذه المغالطات والابتزاز، يجب أن يكونوا صوتًا قويًا يعبر عن الحقيقة ويدافع عن كرامة وسيادة الجزائر وأن تعي هذه النخب الجزائرية، سواء كانوا أكاديميين، مثقفين، أو سياسيين، أن المرحلة حساسة ومفصلية خاصة في ضوء التكالب المحموم من طرف العديد من الجهات التي عملت وستعمل على إستنزاف خيرات الشعوب وحنينها إلى الماضي الإستعماري من أجل إعادة رسم خريطة جيو سياسية تتماشى مع الغطرسة والهيمنة العالمية تحت رعاية صهيونية ماسونية ..
فالقضية بإختصار قضية وجود ..ودين وعقيدة وقد صدق الشيخ الإبراهيمي حين قال رسخوا في إذهان أبنائنا أن قضيتنا مع فرنسا قضية هوية ووجود وليست قضية حدود.
فعلى الجميع وعلى جميع المستويات أن نعمل على تقوية الجبهة الداخلية ورص الصفوف والسعي معًا لفضح هذه المحاولات البائسة والتصدي لها بكل قوة وحسم وعزم.... وتكريس مفهوم الدولة والإنتماء كما يجب على الإعلام الوطني والدولي أن يلعب دورًا حيويًا في فضح هذا المخطط.
فالإعلام يجب أن يكون وسيلة لنقل الحقيقة وكشف الأكاذيب والمغالطات، يجب أن يكون هناك تغطية شاملة وموضوعية للأحداث، وأن يتم تسليط الضوء على الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها فرنسا خلال فترة الاستعمار.
وعلى القائمين على الإعلام أن يتحلوا بالرزانة وإعمال الفكر وعدم الإنسياق وراء محاولات التشويش من طرف أذناب الإستدمار في الداخل و الخارج يجب أن يكون الإعلام صوتًا للحق والعدالة،واعيا بمقتظيات المرحلة وأن يعمل على توعية الرأي المحلي وحتى الرأي العام الدولي بالحجة والإقناع وتفعيل الزخم التاريخي والحضاري والثقافي وحتى الدبلوماسي من اجل فضح المخططات الدنيئة التي تهدف إلى ضرب الوطن في كرامته وسيادته من أجل حلم زائف.
الجزائر ستظل دائمًا بلد الأحرار وقبلة الثوار والحصن الحصين من أجل الدفاع عن كرامة الإنسان في كل مكان وزمان ولها من الشهداء و الشواهد ما يحير الأذهان ويثلج الوجدان ....على مرأى ومسمع ...القاسي والدان .... إنتهى الدرس ياماكرون ....ففي ثورتنا فصل خطاب وجواب يغني على كل خطاب وجواب.