شهدت الحرب الدائرة بين إيران و الكيان الصهيوني، اليوم الاثنين، تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق اليوم، مع تبادل مكثف للضربات الجوية والصاروخية أسفر عن مئات الضحايا من الجانبين، وسط تحذيرات دولية من اتساع رقعة النزاع إقليميًا.

ماريا لعجال

أطلقت إيران فجر اليوم دفعة جديدة من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ضمن ما سمّته بعملية "الوعد الصادق 3"، استهدفت به عدة مناطق من فلسطين المحتلة، أبرزها تل أبيب، بني براك، بيتح تكفا، وحيفا. اسفرت عن مقتل 5 مستوطنين وإصابة أكثر من 90 آخرين، وفق بيانات رسمية تابعة للكيان، فيما تم نقل 287 جريحًا إلى المستشفيات.

وأظهرت مشاهد مباشرة حالة من الذعر في شوارع تل أبيب مع تفعيل صفارات الإنذار وسقوط شظايا في مناطق سكنية.

الكيان الإسرائيلي يرد بقصف شامل 

وفي رد مباشر وسريع، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية في إيران، شملت مراكز القيادة التابعة للحرس الثوري، منشآت تصنيع الصواريخ، ومختبرات مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.

وأكد الجيش الصهيوني أنه دمّر أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ، وأعلن سيطرة كاملة على المجال الجوي فوق العاصمة طهران.

 حصيلة ثقيلة للضحايا

ومن جهتها كشفت السلطات الإيرانية  الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 224 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 1,200 مدني، وسط استمرار عمليات البحث تحت الأنقاض في بعض المناطق المستهدفة، لا سيما جنوب طهران وأصفهان.

وفي الجانب الإسرائيلي، ارتفع إجمالي القتلى منذ بداية الحرب إلى 24 قتيلاً، إضافة إلى مئات الجرحى.

 موجة نزوح وأزمة إنسانية داخل إيران

وتسببت الغارات الإسرائيلية على طهران ومحيطها في موجة نزوح داخلية كبيرة، حيث غادر أكثر من 100 ألف مدني العاصمة باتجاه محافظات الشمال مثل مازندران وألبُرز. كما شهدت الطرقات ومحطات الوقود ازدحاماً خانقاً وسط حالة من الفوضى والانقطاع المتكرر للاتصالات.

الهلال الأحمر الإيراني أعلن إطلاق عيادات متنقلة وإيواء عاجل في المناطق الآمنة، محذّرًا من تفاقم الوضع الصحي والإنساني خلال الأيام المقبلة.

 تحذيرات دولية وتوتر دبلوماسي

وخلال قمة مجموعة السبع الجارية في كندا، أعرب القادة عن قلق بالغ من خطورة التصعيد، داعين إلى التهدئة والعودة إلى المسار الدبلوماسي.

من جهتها، اعلنت الولايات المتحدة  دعمها للكيان الصهيوني بدريعة  الدفاع عن نفس، دون المشاركة المباشرة في العمليات. في المقابل، لمّحت إيران إلى احتمال الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، في حال استمرت الهجمات.