24

0

ترامب بين الكنيست وشرم الشيخ: صهيونيٌّ بلسانٍ أمريكي!

 

بقلم: المستشار د. أحمد يوسف

من يستمع إلى خطاب دونالد ترامب في الكنيست الإسرائيلي، لا يملك إلا أن يشعر بأن من يتحدث ليس رئيسًا أمريكيًا، بل صهيونيًّا متعصبًا في هيئة رئيس دولة عظمى! فالرجل لم يُخفِ إعجابه المفرط ببنيامين نتنياهو، ولم يتردد في إغراقه بفيضٍ من الإطراء والمديح، مقرونًا بضماناتٍ أمنيةٍ غير مسبوقة لدولة الاحتلال. لقد بدا ترامب – في خطابه – وكأنه يقرأ من نصٍّ أعدّه له مستشاروه في جماعات الضغط الصهيوني، لا من روحٍ سياسيةٍ تسعى لتحقيق العدالة أو التوازن في منطقةٍ تغلي بالصراع والدماء.

 

أما خطابه في مؤتمر شرم الشيخ للسلام، فقد جاء على النقيض تمامًا؛ إذ بدا أشبه بمهرجانٍ إعلاميٍّ مفتوح، أو حملة علاقات عامة هدفها الترويج لصورة “ترامب صانع السلام”. تحدّث كثيرًا عن نفسه، وعن عبقريته في إدارة الأزمات ووقف الحروب، وخصّ بالذكر ما وصفه بـ“وقف حرب غزة”، وكأنّ التاريخ توقف عند إشاراته وتغريداته!

 

لم يحمل اللقاء في شرم الشيخ أي جديدٍ سياسيٍّ يمكن البناء عليه. لا التزام واضح بحل الدولتين، ولا ضغط أمريكي على إسرائيل لوقف الاستيطان أو رفع الحصار عن غزة. بل بدا المشهد برمّته محاولة لتلميع صورة واشنطن بعد سنواتٍ من الانحياز الفاضح، واستعادة بعض النفوذ في الشرق الأوسط من خلال وعودٍ فضفاضة وشعاراتٍ خالية من المضمون.

 

لقد كانت كلمات ترامب في الكنيست إعلانًا صريحًا لانحيازه الكامل لإسرائيل، بينما مثّل ظهوره في شرم الشيخ عرضًا استعراضيًا يهدف إلى تسويق وهم “الرجل الذي يوقف الحروب”. وبين الخطابين، لم يكن هناك سوى تأكيدٍ جديد على أن السلام – في قاموس ترامب – لا يعني العدالة للفلسطينيين، بل مزيدًا من الرضا لإسرائيل وضمانًا لتفوّقها وهيمنتها في المنطقة.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services