تشهد ولاية توقرت منذ بداية سنة 2025 حركية صحية متصاعدة، بفضل برنامج التوأمة الطبية الذي يربط مؤسساتها الاستشفائية بعدد من المستشفيات والمراكز الجامعية المتخصصة عبر الوطن. وقد ساهم هذا البرنامج في تحسين التكفل الصحي بالمواطنين، وتوفير خدمات طبية متخصصة دون الحاجة للتنقل إلى ولايات أخرى.

محمد الحسان رمون

وحسب الحصيلة المسجلة منذ مطلع السنة، تم إجراء أزيد من 520 فحصًا طبيًا في مختلف التخصصات، إلى جانب 26 عملية جراحية عبر المؤسسات الصحية للولاية. وتشمل هذه الفحوصات 181 فحصًا في طب الأعصاب، وأكثر من 170 فحصًا في طب الغدد والاستقلاب، بالإضافة إلى 135 فحصًا في طب الأطفال. كما استفاد المرضى من 33 فحصًا طبيًا و26 عملية جراحية في مجالات طب الكلى والمسالك البولية وأمراض المعدة.

 

وجاء تنفيذ هذا البرنامج في إطار شراكات فعّالة مع مؤسسات صحية وطنية مرجعية، على غرار المركز الاستشفائي الجامعي "محمد لمين دباغين" بباب الوادي، والمؤسسة العمومية الاستشفائية "حسين بادي – بلفور" بالعاصمة، إضافة إلى المؤسسة الاستشفائية المتخصصة للأم والطفل بسطيف. وقد مكّنت هذه الشراكات من استقدام فرق طبية متخصصة لإجراء الفحوصات والعمليات على مستوى الولاية.

 

وتساهم هذه المبادرة الصحية في تقريب الخدمات الطبية المتخصصة من سكان الولاية، والتخفيف من الأعباء المرتبطة بالتنقل إلى ولايات أخرى للعلاج، خاصة بالنسبة للحالات التي تتطلب متابعة دقيقة أو تدخلًا جراحيًا نوعيًا. كما سمحت بتحسين سرعة التكفل، وتقليص آجال المواعيد الطبية في عدد من التخصصات.

 

ولا يقتصر أثر التوأمة على الجانب العلاجي فقط، بل يشمل أيضًا دعم قدرات الأطقم الطبية وشبه الطبية من خلال برامج تكوينية ومرافقة ميدانية يقدمها الأطباء القادمون من المؤسسات الشريكة. ويسهم هذا التكوين المستمر في رفع مستوى الأداء داخل مصالح الصحة بالولاية، وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع مختلف الحالات المرضية.

 

ومع استمرار هذه الجهود، تعمل مديرية الصحة على توسيع التخصصات المعنية بالتوأمة خلال السنة على أمل استقطاب المزيد من الكفاءات الطبية، وتعزيز الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يتماشى مع متطلبات الرعاية الصحية الحديثة وتطلعات سكان الولاية.