نظمت اللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري بتوقرت، مساء أمس مجموعة من الأنشطة التحسيسية والطبية والتطوعية، التي احتضنتها ساحة بلدية توقرت، وسط تفاعل كبير من المواطنين، ومشاركة فعالة للمتطوعين.

محمد الحسان رمون

وتأتي هذه التظاهرة السنوية تحت شعار يرسخ قيم الإنسانية والتضامن، حيث تشكل مناسبة لإبراز الدور الحيوي الذي تلعبه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وللتعريف بمهامها في ميادين الإغاثة، الصحة، ونشر ثقافة التطوع والعمل الإنساني، خصوصا في أوقات الأزمات والكوارث.

جاء في مقدمة الأنشطة حملة تبرع بالدم، نظمت بالتنسيق مع المركز الولائي لنقل الدم، حيث شهدت إقبالا لافتا من المواطنين، خصوصًا الشباب، الذين لبّوا نداء الإنسانية، في صورة تعكس وعيا متزايدًا بأهمية هذه المبادرات في إنقاذ الأرواح، وتعزيز ثقافة التضامن داخل المجتمع المحلي.

كما نظمت ورشات تطبيقية في الإسعافات الأولية، قدم فيها متطوعو الهلال الأحمر شروحات ميدانية للمارة، تضمنت كيفية التعامل مع الحوادث المنزلية، وإنعاش القلب، ووقف النزيف، إضافة إلى توزيع مطويات توعوية حول أهمية التصرف الصحيح في الحالات الحرجة.

وشكلت هذه الورشات فرصة لتحفيز الشباب على الانخراط في العمل التطوعي، واكتساب مهارات تدخل أولي، قد تحدث الفارق في إنقاذ حياة إنسان. وفي بعد صحي وقائي، تم تنظيم ركن للفحوصات الطبية المجانية، شمل قياس ضغط الدم، فحص السكري، وتقديم نصائح طبية حول نمط الحياة الصحية، والتغذية، والوقاية من الأمراض المزمنة، وذلك بإشراف طاقم طبي متطوع.

وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا واسعا من طرف المواطنين، خاصة كبار السن، الذين استفادوا من هذه الخدمات في جو من التنظيم والاحترافية. ومن بين أبرز محاور هذه التظاهرة، إقامة خيمة إعلامية لتعريف الزوار بالحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، من حيث النشأة، المبادئ، والمهام الإنسانية، مع تسليط الضوء على جهود المنظمة في مناطق النزاع، والكوارث الطبيعية، والأزمات الصحية.

كما تم عرض ملصقات ومجسمات توضيحية، وتقديم شروحات من طرف المتطوعين حول تاريخ الهلال الأحمر الجزائري، ودوره في مرافقة الدولة خلال مختلف الأزمات، على غرار جائحة كورونا، والفيضانات، وحرائق الغابات.

تأتي هذه الأنشطة لتكرس روح التطوع بمدينة توقرت، التي تشهد حركية متزايدة في المبادرات الشبابية والإنسانية، بدعم من المجتمع المدني والسلطات المحلية .

وقد عبر المشاركون، متطوعين ومواطنين، عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعاليات، مؤكدين على ضرورة تعزيز مثل هذه المبادرات، وتوسيع رقعة التكوين والتحسيس، خاصة في المناطق الريفية والنائية.

من جهته ، أكد " عبد الصمد سويد " عضو باللجنة الولائية أن هذه الفعاليات تندرج ضمن استراتيجية الهلال الأحمر الجزائري لتعزيز حضوره الميداني، وترسيخ ثقافة العمل الإنساني والتطوعي، مشيرة إلى أهمية مواصلة الجهود لمد جسور التواصل مع مختلف شرائح المجتمع.