10390
0
عائلة تماووست التي قدمت الشهداء وتجندت لحماية الوطن
في كل بقعة من بقاع هذا البلد الطاهر، تروي قصة بطولات شعب أبى إلا أن يكون سيد نفسه في بلاده، ويعلي كلمته بعد ذل وقهر عانه لأكثر من قرن و30 سنة من استعمار لا يعترف بالإنسانية وأقل ما يمكن وصفه أنه صورة للوحشية والإستدمارالذي لم تعرف له شعوب العالم مثيلا.
زهور بن عياد
من الشهداء الذين بقيت أسمائهم خالدة في نفوس الأجيال، محمد تماووست، الذي لا يزال إسمه يتردد على الأسماع بفضل الفوج الكشفي الذي حمل إسمه أوالمدرسة التي سميت عليه، ولا يزال من بقي حي من سكان بن طلحة بالجزائر العاصمه يتحدثون عن الشهيد ليس كرجل قدم نفسه لوطنه فداء فحسب، بل كشخصية زاوجت بين حب الوطن ومساعدة الفقراء الذين زادهم المستعبر بؤسا وفاقة.
ولد الشهيد محمد تماووست في 14 أكتوبر سنة 1908 بمنطقة الشبلي ولاية البليدة أين عاش طفولته، وهو ابن إبراهيم ومعوش باية له ثلاث إخوة وثلاثة أخوات وهوأكبرإخوته، رحلت عائلته بعد سنوات إلى منطقة الهواورة بسيدي موسى ثم انتقلوا للعيش في بن طلحة وبنوا فيها مسجدا ومخبأ للإجتماعات مع المجاهدين إذ تعتبرعائلة تماووست من أغنى العائلات بالمنطقة لإهتمامهم بالفلاحة وتربية الأغنام والأبقار.
حفظ الشهيد القرآن الكريم وكان يحسن اللغة العربية والفرنسية، ودرس القانون المدني والعسكري، وعمل رجل قانون في بلدية سيدي موسى إلى جانب عمله في الفلاحة، تزوج عام 1932 وكان له أربعة أولاد وثلاث بنات.
بدأ نظاله مع بداية الثورة وذلك بتمويل الثوار بالسلاح والمؤونة رفقة أخويه علي وقدور، ولأنهم كانوا من عائلة ميسورة بنوا مسجدا لتمويه المستعمر ومخبأ يتسع لأكثر من 60 مجاهدا تعقد فيه الإجتماعات، وبأمر من جبهة التحرير الوطني غادر الشهيد محمد تماووست رفقة “سي الوناس” البلاد متجها للحج ليتسنى له زيارة مصرحيث كان فرحات عباس متواجدا هناك لأخذ معلومات من القيادة المصرية.
في عملية تمشيط واسعة من طرف المستعمر،تم اكتشاف المخبأ وألقي القبض على الأخوين قدور وعلي،واقتيدا إلى السجن، وبعد سماع الخبر ذهب الشهيد محمد تماووست لمنزله لأخذ أمه وأخواته، فألقي القبض عليه هو الآخر، وعذب أشد التعذيب وقد استشهد في الثامن سبتمبر 1956 ،وفي نفس اليوم استشهد أخوه قدوربعد أن سلطت عليه كلاب دخل قفص، فيما تم رمي الشهيد الثالث من عائلة تماووست في البحر من الهيليكوبتر، وهكذا كانت نهاية الأبطال الشجعان ،ليضافوا إلى قوائم شهداء الثورة المباركة.
على خطي الشهيد يستمر الإبن اسماعين
استشهد الشهيد محمد تماووست مخلفا ورائه سبعة أولاد منهم إسماعين وهومن مواليد 1951 ، وكان ممن تغذى بالروح الوطنية وتشبع بقيم الثورة المباركة فكان أكثر إخوته ممن ورث على والده حب الوطن وقرر مواصلة المسيرة فالتحق بصفوف الشرطة عام 1977، واستمر في مهنة حاول من خلالها تقديم أحسن ما يمكن أن يقدمه الإبن البار لأمه الجزائرإلى غاية 1992، أين دخلت البلاد مرحلة العشرية السوداء، والتي أبانت عن معدن الرجال فكان اسماعين تماووست ابن الشهيد محمد من الأوائل الذين تجندوا لمحاربة الإرهاب، وبين الأخطار التي هددت حياة الجزائريين عموما ورجال الأمن والشرطة بشكل خاص، تحدى الخوف بداخله ليكمل مسيرة والده، وكل من عرف هذا الشرطي الذي تجاوز اليوم عقده السابع،يتحدث عن ما فعله للحفاظ على الأرواح ومدى شجاعته في مجابهة الإرهاب الأعمى الذي كان لا يفرق بين الجزائريين على حد سواء، فسخرحياته ليواجه عدو من نوع خاص، وعمل مع كل الجهات الأمنية سواءالدرك الوطني أو الجيش الشعبي أو الشرطة ليكون رجل ميدان بإمتيازويؤكد مقولة “شبل من ذاك الأسد”.