1211
0
هل العيش مع أهل الزوج يؤثر على الصحة النفسية للزوجة؟
بقلم النفسانية:زهور رباب قرابصي
العيش مع أهل الزوج هو واقع يواجهه العديد من الأزواج في المجتمع الجزائري و المجتمعات العربية ، وله تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية للزوجة بشكل خاص. هذا المقال يستعرض التأثيرات النفسية المحتملة لهذه الحالة ويقدم بعض الاستراتيجيات للتعامل معها.
اولا : العوامل المؤثرة في الصحة النفسية:
1. الخصوصية:
العيش في منزل يضم أهل الزوج قد يعني نقصاً في الخصوصية، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور بعدم الراحة والتوتر، قد تشعر الزوجة أنها مراقبة دائماً وأنها تحت الأنظار، مما يزيد من الضغط النفسي.
2. الصراعات العائلية:
العيش في بيئة مشتركة يمكن أن يؤدي إلى حدوث صراعات بين الزوجة وأهل الزوج بسبب اختلاف العادات والتقاليد أو آراء مختلفة حول تربية الأطفال وإدارة المنزل، هذه الصراعات المستمرة يمكن أن تؤدي إلى شعور بالإحباط والاكتئاب.
3. التوقعات والضغوط:
قد تتعرض الزوجة لضغوط من أهل الزوج لتلبية توقعات معينة تتعلق بالواجبات المنزلية أو العائلية، هذه الضغوط يمكن أن تزيد من مستويات القلق والتوتر.
4. العزلة الاجتماعية:
في بعض الأحيان، قد تشعر الزوجة بالعزلة الاجتماعية إذا لم يكن لديها دعم اجتماعي خارجي قوي أو إذا كانت تشعر بأنها غير مرحب بها من قبل أهل الزوج، هذه العزلة يمكن أن تزيد من مشاعر الحزن والاكتئاب.
ثانيا : تأثيرات الصحة النفسية المحتملة:
1. القلق والتوتر:
يمكن أن يؤدي العيش مع أهل الزوج إلى زيادة مستويات القلق والتوتر نتيجة للضغوط اليومية والصراعات العائلية.
2. الاكتئاب:
العزلة الاجتماعية ونقص الخصوصية والصراعات المستمرة يمكن أن تؤدي إلى شعور بالاكتئاب وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تستمتع بها الزوجة سابقًا.
3. انخفاض تقدير الذات:
يمكن أن تؤدي الضغوط المستمرة والنقد من قبل أهل الزوج إلى انخفاض تقدير الذات والشعور بعدم الكفاءة.
4. الاضطرابات الجسدية:
الضغوط النفسية المستمرة يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة او المعدة العصبية و القولون العصبي واضطرابات النوم.
ثالثا : استراتيجيات التعامل:
1. التواصل الفعّال:
من المهم تطوير مهارات التواصل الفعّال مع الزوج وأهل الزوج، يمكن أن يساعد الحوار المفتوح والصريح في تقليل الصراعات وفهم التوقعات المتبادلة.
2. تحديد الحدود:
يجب على الزوجة تحديد حدود واضحة تحمي خصوصيتها وتساعدها في الحفاظ على صحتها النفسية و يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع قواعد واتفاقيات مع الزوج وأهل الزوج.
3. البحث عن الدعم:
من المهم أن تبحث الزوجة عن دعم خارجي سواء من الأصدقاء أو الأسرة أو من خلال المجموعات الداعمة، هذا يمكن أن يوفر لها مكانًا للتعبير عن مشاعرها والحصول على نصائح ومساندة.
4. الرعاية الذاتية:
يجب على الزوجة الاهتمام بصحتها النفسية من خلال ممارسة الأنشطة التي تحبها والاسترخاء والاهتمام بصحتها الجسدية والعقلية.
5. الاستشارة النفسية:
في الحالات التي تشعر فيها الزوجة بأنها غير قادرة على التعامل مع الضغوط بمفردها، قد يكون من المفيد اللجوء إلى الاستشارة النفسية للحصول على دعم مهني.
في ختام المقال نستنتج ان العيش مع أهل الزوج يمكن أن يكون تجربة مليئة بالتحديات التي تؤثر على الصحة النفسية. من خلال تبني استراتيجيات فعّالة للتعامل مع هذه التحديات والبحث عن الدعم اللازم، يمكن تحقيق توازن أفضل بين الواجبات العائلية والحفاظ على الصحة النفسية الفردية.