94
0
"صرخة طفلة: يا ناس يا مسلمين... بطني بيوجعني!"

بقلم: سامي إبراهيم فودة
"يا ناس يا مسلمين، يا عرب، بدي آكل… بطني بيوجعني!"
صرخة صغيرة خرجت من فم طفلة نحيلة، ملامحها منقوشة بالجوع، وعينيها تقطران وجعاً لا يتحمله قلب إنسان حي…
طفلة لم تطلب ألعاباً، ولا مدرسة، ولا حرية… فقط لقمة تسد رمقها، وتسكّن أنين أمعائها الخاوية.
صرخة هزّت السماء، لكنها لم تهزّ ضمائر العرب!
أي قلب لا يهتز حين يرى طفلة تتلوى من الألم؟
أي ضمير لا ينكسر حين يسمع طفلة تصرخ جوعاً؟
أي دين هذا الذي يصمت أمام مشهدٍ لطفلة تنادي أمة "محمد" ولا تجد فيهم من يجيب؟
أين أموال النفط؟ أين موائد الملوك؟ أين فضائل رمضان؟ أين أنتم يا من تدّعون الدفاع عن القدس وفلسطين؟
طفلتنا تموت كل ساعة ألف مرة، وتعيش على أمل كاذب أن أحداً سيتذكرها…
لكن كل العالم مشغول، وكل الشاشات غافلة، وكل الأيادي مكتوفة!
هذه ليست قصة من رواية حزينة، ولا مشهدًا تمثيليًا في فيلم خيالي.
هذه غزة…
وهذه الطفلة وجهها… ودمعها… وصراخها هو صرخة شعب بأكمله يُذبح على مرأى ومسمع العالم،
صرخة لن يغفر التاريخ خذلانكم لها…
طفلتنا الصغيرة لا تعرف السياسات، لا تعرف المعابر، لا تعرف الحصارات…
تعرف فقط أن جوعها ينهشها، وأن الموت أقرب من قطعة خبز.
يا من تسمعون،
هل ماتت إنسانيتكم؟
ألا ترتجف قلوبكم؟
أما آن للكرامة أن تستيقظ؟
لأجل طفلة جائعة، قسماً بالله لا عذر لكم أمام الله ولا أمام أنفسكم!
خاتمة المقال:
طفلة تقول: "بطني بيوجعني…"
فهل من مُجيب؟
هل من مسلم؟
هل من عربيّ واحد، يملك قلبًا لم تنخره السياسة ولم تعمه المصالح؟
فإذا خذلتموها اليوم…
فغدًا ستشهد ضدكم وهي تصرخ من تحت التراب:
"بدي آكل… بس محدا سمعني!"