403
0
متنفَّس عبرَ القضبان (102)
الجزائر تضيءُ الزنازينَ في فلسطين
الجزائر صوت أسرانا الى العالم وبكل اللغات
بقلم : حسن عبادي/ حيفا
بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزة و/أو مؤسسّة)؛ تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛
عقّبت ولاء صوالحة (أخت الأسيرة إخلاص): "جنين يا اسماً على مسمى طبتِ وطاب أصلك يا بنت الأكابر. الله يفك أسرك أنت وإخلاص وآية وجميع الأسيرات الحرّات الشريفات. يجب علينا شكرك أستاذنا القدير حسن عبادي لاطمئنانك الدائم لنا ولهنّ، فالأسيرات جميعهن أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا دمت بخير".
وعقّبت أم رامي السلايمة (والدة الأسير الجريح محمد محمود السلايمة): "حسبنا الله ونعم الوكيل، يا ريت العالم العربي الأعمى الأصم، يرى كيف تُعرّى الحرائر في كل وقت وحين من قبل عصابات أحقر البشر. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وفرج عن أسيراتنا وأسرانا بالقريب العاجل".وعقّبت الأسيرة المحرّرة لمى خاطر: "ربنا يفرجها على جنين الجدعة وعلى كل الأسيرات والأسرى. والشكر دائم لك أستاذ حسن على جهودك وعلى إدامتك لهذه النافذة التي يطلّ عبرها الأهل والناس على الأسرى والأسيرات، في ظل هذه العزلة التي تعيشها السجون".
وعقّب الصديق إبراهيم الخطيب أبو وسيم من الشتات: "لك التحية ولابنة شعبها عبير قواسمي... انت ابنتي تدفعين ثمن أنك فلسطينية وثمن ثاني لان جدك عزيز الدويك... المجاهد الفلسطيني العنيد... لك ولكل أسرانا الحرية". وعقبّت أم جميل (والدة الأسيرة براءة): "الحرية لجميع الأسيرات، يوم عن يوم بناتنا يثبتون أنهم أقوياء، بوركت جهودك أستاذ حسن لن تتخلى عن أسرانا في زمن تخلى عنهم الكثير".
وعقّبت رهف العبد الله: "عرينة يا حبيبة قلبي قديش اشتقتلك يا روحي. تركت جواتي أثر وعمق كبير قبل ما يعتقلوك بس بساعة بالزبط كنّا نحكي، قديش كنّا نخطط تفتح الجامعة ونروح نغيّر جو، حكينا كتير ضحكنا كتير، بس ما كنت أعرف حتغيبي عني وحشتاقلك كتير. لو كنت بعرف ما تركتك لحظة، لو كنت بعرف كان ضليت معك 24 ساعة لو كنت بعرف لخبيتك جواتي، كنت تضلي تحكي للكل بالجامعة هاي غزاوية، تحكيلي معجوقة أكتر منك عشانك غزاوية كنت تكوني مبسوطة أكتر مني اني غزاوية واني صاحبتك، قديش كنت ارتاح لما نحكي وننبسط قديش خططنا بس تخف الحرب شو نعمل، قديش اشتقتلك يا عرين، قديش فقدت كل لحظة معك يا حبيبة روحي، كلماتك وجعت قلبي تخيلتك قدامي، بس بعرف انك رغم انك عيوطة قوية كتير، في حفظ الله وفي دعائنا دايمًا يا حبيبة قلبي، الله يهونها عليك وع جميع الأسيرات والأسرى ويقر أعيننا بشوفتكم... وجعت قلبي كتير، اشتقتلك كتير كتير، الله يقر عينيّ بشوفتك يا حبيبتي" نشرت يوم 29.11.2023 خاطرة بعنوان "صفّرنا الدامون"... وخاب أملي. عُدت لزيارة الدامون لأسمع عن الانتهاكات المستمرّة بحق حرائرنا؛
عدت لأسمع حكايات جامعيّات تمّ اختطافهن من مقاعد الدراسة؛ عدت لأسمع حكايات الترهيب داخل غياهب السجون فبات الإنشاد جريمة؛ وصور مشهد الاعتقال والتحقيق والتعذيب في الساعات الأولى لفقدان الحريّة؛ وطقوس التفتيش العاري، الفردي والجماعي، وقلقهن إذا كان المشهد مصوّراً؛ وساديّة المحقّقين وحِقد المجنّدات؛ والألفة والمحبّة بين الأسيرات وطقوس استقبال أسيرة جديدة؛
وسعادتهن لتعلّم شيء جديد في الأسر؛ وتوق الأسيرات لأخبار الأهل وغزة وما يجري في الخارج؛ وشوقهن لرسالة طمأنة من الأهل وأنهن غير منسيّات؛ وقساوة الاعتقال وظروفه السوداوية. ولبسة الترويحة من ساعة الاعتقال الأولى؛ كلّ ذلك رغم مأساويّة المشهد، ومن الألم والمعاناة يولد الأمل بغدٍ مشرق وأفضل لبلادنا.
بكّرتِ الرحيل يا أنهار
التقيت بأنهار الديك في سجن الدامون يوم 11 آب 2021 فصُعقت حين وجدتها حامل في شهرها الثامن، متوتّرة جدًا من فكرة الولادة في الأسر، "علاء مش رايح يتحمّل!"، إدارة السجن أعلمتها أنّهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأمر، وهي خائفة أن يأخذوا علاء/المولود منها وتظّل سجينة وهو بعيد عنها، وتقول بحرقة: "بدّي أخلّف برّا ويرجّعوني بعدها قدّيش بدهم!"، وتأمل أن تتحرّر قبل الولادة. "الأسيرات حابّات بيبي صغير في السجن ولكن رغم هيك بدعولي أطلع". كم حنّت لاحتضان ابنتها جوليا، وأرادت مكالمة فيديو لمشاهدتها، وهذا أضعف الإيمان. طلبت صورًا لجوليا، صغار العائلة والأهل، وأصرّت على جلسة محكمة وجاهيّة لتصرخ في وجه النيابة والقاضي العسكري: خلاص، تعبنا وبدنا نطلع!! قمنا بحملة دوليّة لإطلاق سراحها، بدأتها صحيفة "المدينة" الحيفاوية، والتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، ومن ثم مؤسسات محليّة ودولية.
كتبت أنهار على صفحتها يوم 14.11.2021: "أروع شخص قابلته داخل الأسر المحامي الأستاذ حسن عبادي".صُعقت ثانية حين أخبرني أخوها مطيع صباح السبت 10.02.2024 أنها فارقتنا وبكّرت الرحيل. لروحك أنهار الرحمة والسكينة والسلام.
مروّحين، يعني مروّحين
بعد لقائي ظهر اليوم في سجن "الجلبوع" بالأسير محمد حمدان، وجمال أبو الهيجاء، أطلّ الصديق الأسير أحمد تيسير خليل عارضة عابساً ومتوتّراً، على غير عادته، كما لم أعهده في اللقاءات السابقة على مرّ السنين. حدّثني عن ظروف السجن ما بعد 7 أكتوبر؛ التنكيل والتضييقات، العزل التام عن العالم الخارجي، مفصولين عن العالم، والأخبار المتضاربة التي تصل عن طريق محامٍ زار أسيرـ أو بواسطة أسير جديد، فالأسرى باتوا متعطّشين لأيّة قصقوصة خبر. طمأنته على العائلة؛ وأوصلت سلامات الوالدة وإخوته إبراهيم ومحمد ورسالة أخته ريم: "سلاماتي لأخي العزيز أحمد وسديل بنتي بتسلم عليك كتير هي وأخوها عمر وما بدي شي من الدنيا إلا أنه أسمع عنك أخبار منيحة ونطمن عليك واحنا كلنا بألف خير"، وجيفارا. حدّثني عن رفاق الزنزانة؛ حكمت عبد الجليل، يزن خباص، نحمد أبو رواش، إياد مراحله، محمد الجعبري، عامر الطويل. فجأة سألني: "وحياتك كيف فريال؟"، استوعبت أنّها الوالدة وأخبرته بتواصلي الدائم معها وكلّ الوقت قلقانة عليه وبتدعيله، فطلب أن أخبّرها: "أحمد حالِق، جهّزي جواز سفر!".
طلب إيصال سلاماته للجميع، وأخيه قاسم، وجيفارا البديري، كما طلب إيصال سلامات وطمأنات العزيز نادر صدقة لوالدته ولجيفارا. افترقنا قائلاً مودّعاً: "مروّحين، يعني مروّحين" لك عزيزي أحمد أحلى التحيّات، على أمل أن نلتقي قريبًا في حضن فريال.)حيفا 11 شباط 2024 .
ريحانة القلب
نشرت يوم 29.11.2023 خاطرة بعنوان "صفّرنا الدامون"... وخاب أملي. التقيت صباح اليوم في سجن الدامون الكرمليّ بالأسيرة جراح عمر عثمان دلاشي (مواليد 21.03.1983)، من مخيم الجلزون. بعد تبادل التحايا مباشرة استفسرت عن ترويحة ملاك النتشة فصدمتني "مدّدولها شهرين". قرأت لها رسالة ابنتها سالي فأخذت تبكي بكاءً مريراً، وحين قرأنا رسالة ريتال صار البكاء نحيباً، ولمّا وصلنا رسالة زوجها أيمن تروحنت وقالت: "هيّاتني لابسة جاكيتّه وهي اللّي مصبّرتني"، وكم كانت سعيدة حين اكتشفت أنها نور عينه وريحانة قلبه، ورسائل أبنائها أيوب وعمر، ووالدتها وأختها/ سلفتها ابتهال، وأنّ أخيها عليّ إجته بنّوته زي القمر وسمّوها إيلاف. حدّثتني عن زميلات الزنزانة؛ خالدة، فاطمة، نفيسة، إخلاص، أنوار، سندس، حنين، مي، فلسطين، وعن العزل التام، (اليوم بقسّمونا لخمسات، الأكل سيئ، البق منتشر وفي بنات جسمهن كلّه أحمر من البق، ساعة برّا و23 ساعة جوّا، ممنوع نمَرحِب بالفورة، "خنقَة" وبدّي أموت، عمري ما توقّعت هذا الإشي).
حدّثتني عن الاعتقال؛ ع الخمسة الصبح ورحلة العذاب من مخيم الجلزون إلى بيت إيل إلى أريئيل إلى الشارون إلى الدامون. أوصلت عبرها رسائل أهالي زهرة وإخلاص، وطلبت إيصال سلاماتها وطمأنتها للأهل وللجميع. لك عزيزتي جراح التحيّات، والحريّة لك ولجميع أسرى الحريّة.( حيفا 12 شباط 2024)
أحِنّ إلى خبز أبي
زرت صباح يوم الأربعاء 17 كانون الثاني 2024 سجن الدامون في أعالي الكرمل السليب لألتقي بالأسيرة جنين محمد طه عمرو من دورا/ الخليل (مواليد 27.04.2002)، أطلّت مبتسمة يرافقها 3 سجّانين، ومباشرة قرأت على مسامعها رسالة والدها (وعلاماتها الجامعيّة، طالبة هندسة زراعية، سنة رابعة، جامعة الخليل) فدمعت عيناها فرحة وصاحت: "هذا بفشّ القلب".
وظهر الخميس، 18 كانون الثاني، إلتقيت بأسيرة خليليّة أخرى؛ عرين مروان عبد الرؤوف القواسمي (مواليد 09.09.2003)، جامعيّة، سنة ثالثة، مولتيميديا، جامعة الخليل. حدّثتني جنين عن زميلات الزنزانة (شهد، أنغام، عرين، براءة، ملاك، أميمة، تمارا، آية، نوال، حليمة)، وصوّرت لي وضع زميلات الأسر؛ الاكتظاظ الكبير وخمس أسيرات في زنزانتها يفترشن الأرض، كميات الأكل القليلة (بسّ بسكّت جوع)، تجويع وتبريد متعمّد، وهناك أسيرات كثيرات بدون غيار "بغسلن الملابس الداخليّة وبلبسنها مبلولة"، أو يغسلنها قطعة/ قطعة وبتظّل بدون تا ينشف، لابسة جاكيت آية، بيجاما إجت معها من البيت، بابوج أميمة، المنديل من الصبايا، زوّدتها آية حين وصولها بغيار داخلي إضافي وتنازلت عنه للأسيرات الجدد، طقم صلاة واحد لكلّ الغرفة وبتناوبن عليه، ووضع الكانتينا "إجوا مبارح وعرضوا على آية تدخّل إلها أغراض ناقصة فرفضت قائلة: بدّي للبنات!"... وأخبرتني أنّ إدارة السجن زوّدتهن ببخّاخات ضد القمل.
حدّثتني جنين عن ساعة الاعتقال؛ تسكير الغرفة على الأهل واقتحام الجنود لغرفة البنات، مع أضواء البواريد، سحبتها مجنّدة لغرف أخرى وتم تعريتها وتفتيشها، اقتيادها بالجيب لثكنة "المجنونة" العسكريّة، وهناك تم وضعها في كرفان مع ماتورات صاخبة، معصّبة العينين ومكلبشة للوراء، وثاني يوم إلى عوفر البغيض، "المجنّد صرخ بي: نزّلي راسك، وحاول يركّعني، رفضت، مسكني من رقبتي ونزّل راسي بالقوّة، ظلّ ماسكني من رقبتي، مسكة كمّاشِة، وأنا مكلبشة، ووجهي مغطّى، بِمشي بسرعة، وأنا مش شايفة، مرّة بخبطني بالحيط، ومرّة بتعرقَل بالدرج، ضرب كلّ الوقت، أنت "خماس وإرهاب"، مسبّات قذرة، دخّلني زنزانة وخبطني بالحيط بقوّة، ولما أدخلوا الصبايا تروحنِتْ، الغرفة "ثلّاجة" والسقعة من الجدران".
وصلنا الشارون وتم تفتيشنا عارياً وبالكامل، وبعد تعريتي تم ضربي وتخبيطي بجهاز كشف المعادن، وخاصة السجّانة "السمراء العقربة"، كنا 6 بنات بالغرفة، 4 فرشات و4 بطانيات، برد كثير وحاضنات بعض. صباحية اليوم الثاني تفتيش عاري بالكامل، جماعي، 6 أسيرات، وغضّينا الطرف! وحين وصول الدامون تم تفتيشها العاري مرّة أخرى. أوصلت عبر جنين رسائل الأهل لبناتهم، وأملت عليّ رسائل الصبايا لأهاليهن. أوصلت عبر عرين رسائل الأهل لبناتهم، وعبطات وبوسات ولاء لأختها إخلاص بمناسبة عيد ميلادها هي، وأملت عليّ رسائل الصبايا لأهلهن. فجأة قالت عرين: "من أول ما وصلت الدامون اخترت لبسة الترويحة"! طلبت جنين إيصال سلاماتها للعائلة، حلمت أن والدها طعماها خبز طابون من صنع يداه، ورسالتها لوالدتها "البنات عندي بالغرفة كثير مناح، بقولي عنّي حنونة، لأنيّ بواسيهن لمّا يعيّطوا".وطلبت عرين إيصال سلاماتها للعائلة، فرداً فرداً، وطلبت مرّة ثالثة قراءة رسالة والدتها.
وحين ودّعتها قالت: "بالله عليك، طمنوني على سيدي عزيز" وتبيّن لي أنّ جدّها عزيز دويك أسير!!! لكن عزيزاتي جنين وعرين أحلى التحيّات، والحريّة لكن ولجميع أسرى الحريّة. حيفا كانون ثاني 2024.
هيئة الأسرى: تضييق الخناق على أسرى نفحة بوتيرة متصاعدة
نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقريرها الصادر اليوم الاثنين، تفاصيل دقيقة حول وضع سجن نفحة، و العقوبات الانتقامية المفروضة عليه منذ البدء بالحرب على قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر ، والتي سارت بوتيرة متصاعدة حتى يومنا هذا. و قال محامي الهيئة بعد زيارته لعدد من الأسرى القابعين في نفحة أن الأوضاع صعبة للغاية، حيث لا يزال الأسرى معزولين عن العالم الخارجي، و محرومين من ادنى مقومات الحياة البشرية، و في هذا السياق نوضح ما يلي :
1. تتعامل ادارة السجون مع الأسرى بشكل سادي، حيث يتعرضون بشكل مستمر للتفتيشات والضرب والاهانات، كما يتم إجبارهم على الركوع عند العدد ووجهم الى الحائط.
2. يتواجد بكل غرفة 14 اسير كحد أدنى، ينام نصفهم على الارض، حيث لا تتوفر أسرة و حرامات كافية .
3. الفورة ممنوعة، ووقت الاستحمام قصير و بمياه باردة، ومن يتأخر يعاقب.
4. تم سحب كافة الاجهزة الكهربائية و الاغراض الخاصة بالأسرى.
5. الكانتين مغلق.
6. الطعام سيء كما و نوعا، غالبا ما يكون بارد و رائحته كريهة، مما أدى الى إصابة معظم الأسرى بالإمساك والتلبكات المعوية. الى جانب هبوط أوزان الاسرى بشكل مخيف، فكثيرا منهم فقدوا من 20-30 كيلو من أوزانهم.
7. شبابيك الغرف تبقى مفتوحة بشكل دائم، فهي عبارة عن شبك حديدي، مما يجعل الجو شديد البرودة، كما تغرق الغرف بالمياه في حال سقطت الأمطار.
8. يتم فرض غرامات باهظة على الأسرى و خصم قيمتها من أموال الكانتين الخاصة بهم.
9. هناك نقص حاد بالملابس، فلا يسمح للأسير الا باللباس الذي يرتديه، و غيار واحد إضافي فقط يرتديه عندما يغسل ملابسه.
10. حرمان الاسرى من زيارات الأهل أو التواصل معهم عبر الهاتف.
11. يتعرض الأسرى للتنكيل والضرب من قبل قبل قوات " النحشون"، عند نقلهم من سجن لآخر.
و بالرغم من كل ما سبق، إلا أن معنويات الأسرى مرتفعة، و الأوضاع الداخلية بينهم في السجون ممتازة، فالعلاقات مبنية على الاحترام و التكاتف و الحس الوطني.
وزارة الخارجية الفلسطينية : حماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الغائب الثابت عن خطط نتنياهو وحلفائه المتطرفين
يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملاته التضليلية لامتصاص الضغوط الدولية والأمريكية لحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، ولكسب المزيد من الوقت لاستكمال حرب الإبادة والتهجير وتدمير كامل قطاع غزة، وعند البدء باجتياح محافظة جديدة في القطاع يلجأ لتسويق مبررات كاذبة وواهية تتمحور أغلبها حول قربه من إنجاز ما يسميه(الانتصار)،
هذا ما حدث عند البدء بتدمير خانيونس ويكرره نتنياهو حالياً كذريعة لاجتياح رفح ومنطقتها لتدميرها، ذلك في ظل حديث الإعلام العبري عن خطة قدمها جيش الاحتلال للمستوى السياسي لاخلاء المدنيين في دليل اكيد على نوايا نتنياهو باجتياح رفح، علماً بأن تلك الخطة لم تعلن، وأنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة، ومن الصعوبة بمكان نقل وترحيل اكثر من 1.5 مليون فلسطيني متواجدين في رفح.
ترى الوزارة أن التصعيد الحاصل في قصف قوات الاحتلال لرفح ومنطقتها وازدياد اعداد الشهداء والمصابين من المدنيين يكذب أية ادعاءات إسرائيلية بشأن خطط تهتم بالمدنيين، ويؤكد في احسن الاحوال على أن نقلهم إلى أمكنة أخرى لا يعني بالضرورة توفير الحماية لهم أو تأمين احتياجاتهم الأساسية. تؤكد الوزارة أن جميع ممارسات الاحتلال وجرائمه المتواصلة في قطاع غزة تثبت أن الاستهداف الاسرائيلي يتركز على المدنيين وجميع مقومات صمودهم الإنساني في قطاع غزة، وان الحكومة الإسرائيلية تمعن ليس فقط في قتلهم بالجملة سواء بالقصف أو التجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية، وإنما أيضاً تخلق جميع مقومات ومناخات تهجيرهم من قطاع غزة، فحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الغائب الثابت عن خطط وبرامج نتنياهو وحلفائه من اليمين المتطرف، وهذا ما يتفاخرون بقوله بشكل معلن ومفضوح.