153
0
شلال الدم النازف فى غزة

كتب / يسرى الغول
صبيحة يوم أمس، خرجت نضال معين الغول (ابنة خالتي) برفقة ابنتها البِكر صفا محمد الغول وابنها الأصغر زين إلى مخيم جباليا، من أجل استلام كفالة للأيتام، فزوجها الشه.يد محمد الغول (أبو السعيد) الذي قضى وهو يحاول انقاذ ابن خاله ماهر عمران الغول، فاستش.هد قبل الهدنة الأولى بأيام.
ذهبت نضال ولم تعد، جاء المساء ولم تعد نضال، حاولنا الاتصال بها وبابنتها صفا دون أي رد، سوى رد الأسطوانة المعروف "جوال مرحبا، لا يمكن الوصول للرقم المطلوب حاليا."
بعد المغرب استبد الخوف بنا، فقمنا بالتواصل مع أكثر من جهة حتى جاءنا رد أحد الأصدقاء من أن هناك ثلاث جثث لامرأتان وطفل بلا ملامح؛ بسبب شدة القصف. وعند تفحص الملابس تبين أنها تعود لهم، وقد تواجدوا أثناء قصف عيادة التوبة بمخيم جباليا.
استشه.دت صفا، ابنة التوجيهي وهي تحلم أن تنتهي من امتحانها ثم تدرس الهندسة، لتعيد ترتيب البيوت كأجمل مما كانت، استشهد زين الذي لا يعرف معنى الموت، وقد كان جائعًا.
هكذا انتهت حياة نضال، كنضال كامل في حياة غارقة في الوجع، تبحث عن الطعام والشراب والأمن لأبنائها، قضت وقد تركت خلفها خمسة أطفال آخرين بلا أب أو أم.
هذا هو نموذج غ.ز.ة المكرر في كل بيت وشارع، وكل مدينة ومخيم، بينما ينام العالم ولا يأبه لشلال الدم النازف هنا.
وإلى الله المشتكى.