اختُتمت فعاليات الطبعة الرابعة من القافلة الوطنية “شاب فكرة 2025”، بحضور عدة شخصيات اقتصادية واستثمارية، خبراء، وممثلي مؤسسات داعمة للمقاولاتية، إضافة إلى شباب حاملي مشاريع مبتكرة من مختلف ولايات الوطن.

هارون الرشيد بن حليمة

 في محطة ختامية عكست الديناميكية المتزايدة التي تعرفها منظومة دعم الابتكار في الجزائر، شكّل هذا الحدث تتويجًا لمسار وطني رافق الشباب حاملي الأفكار، وفتح أمامهم فضاءات للتوجيه، التقييم، والربط مع الفاعلين الاقتصاديين، في إطار رؤية تهدف إلى تحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع حقيقية تساهم في التنمية الوطنية.
أولوية التوجيه وبناء القدرات

وفي تصريح لوسائل الإعلام، أكد أنيس بن طيب، المشرف العام على القافلة الوطنية “شاب فكرة”أن الهدف من هذه المبادرة هو الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشركات الاقتصادية المصغرة والناشئة، القادرة على استقطاب العقول الجزائرية الشابة واحتضان طاقاتها الإبداعية، بما ينسجم مع متطلبات الاقتصاد المعرفي.

وتسعى هذه الرؤية إلى خلق بيئة محفزة للابتكار، تقوم على تحويل المعرفة والأفكار الخلّاقة إلى قيمة اقتصادية حقيقية، وتعزيز دور الشباب كفاعل أساسي في بناء نموذج اقتصادي جديد قائم على التكنولوجيا، الرقمنة، والبحث والتطوير، بما يسمح باندماج هذه الطاقات في الدورة الاقتصادية الوطنية والمساهمة في تحقيق تنمية مستدامة.

وأضاف أن القافلة تسعى إلى تزويد المشاركين بالأدوات اللازمة لفهم السوق، إدارة المشاريع، والتعامل مع التحديات، مشددًا على أن “النجاح لا يُقاس فقط بعدد المشاريع الممولة، بل بمدى جاهزية أصحابها وقدرتهم على الاستمرار”.

نصائح عملية ومسار ريادي واقعي

من جهته، أكد رمضان جزايري،  مدير الشؤون المؤسساتية أوريدو الجزائر، أن برنامج المرافقة الذي أطلقته الشركة منذ شهر أفريل شمل تأطير وتكوين 20 شابًا من حاملي المشاريع عبر دورات وورشات أشرف عليها خبراء وأساتذة مختصون، ليتوج المسار في شهر ديسمبر باختيار عشرة مشاريع متميزة، من بينها أربعة مشاريع مستحقة ستستفيد من مرافقة خاصة ضمن حاضنة أوريدو خلال السنة المقبلة، بهدف تحويلها إلى مشاريع قائمة بذاتها، باعتبارها منصات رقمية مبتكرة تسهّل الخدمات المقدمة للمواطنين وتنسجم مع توجهات الاقتصاد الرقمي والمعرفي.

الاستثمار في الشباب رهان اقتصادي استراتيجي

وفي تصريح خاص لبركة نيوز، أكد الخبير الاقتصادي رشيد حاج هني، المتخصص في مجال النقل اللوجستي الدولي، أن مثل هذه المبادرات تمثل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاد الوطني، معتبرًا أن “الاستثمار في الشباب والابتكار هو استثمار في مستقبل الجزائر”.

وأوضح أن المشاريع المعروضة خلال هذه الطبعة تعكس وعيًا متزايدًا لدى الشباب بأهمية القطاعات الاستراتيجية، وعلى رأسها ا، الرقمنة، والخدمات ذات القيمة المضافة.

وأضاف أن الدولة الجزائرية، وبتوجيهات وحرص من رئيس الجمهورية، تعمل على تهيئة مناخ محفز للاستثمار، من خلال تسهيلات قانونية، دعم للمؤسسات الناشئة، وتشجيع الابتكار، داعيًا إلى تعزيز الربط بين الخبراء وحاملي المشاريع لضمان نجاعة أكبر.

تجربة مشاركة واستثمار واعدة
من جانبه، عبّر المشارك فاهم حاماداش، صاحب مؤسستين في مجال الاستثمارات القانونية والمالية بفرنسا، عن ارتياحه لمستوى تنظيم الطبعة الرابعة، مؤكدًا أن مشاركته سمحت له بالاطلاع على تطور منظومة الاستثمار في الجزائر.

وأشار إلى أن التسهيلات التي توفرها الدولة الجزائرية اليوم تشجع المستثمرين، سواء داخل الوطن أو من الجالية بالخارج، على المساهمة في دعم المشاريع الناشئة ونقل الخبرات.

التتويج كحافز للاستمرارية والتطوير

بدوره، أكد خلاصي رياض، صاحب مشروع من بين العشرة الفائزين في تحدي “شاب فكرة”، أن هذا التتويج يُعد حافزًا معنويًا كبيرًا لمواصلة العمل وتطوير المشروع.

وأضاف أن المشاركة في القافلة مكّنته من الاستفادة من التوجيه والتقييم، وفتح أمامه آفاقًا جديدة للتواصل مع مختصين وشركاء محتملين.
آفاق مستقبلية للمبادرة

واختُتمت الطبعة الرابعة من القافلة الوطنية “شاب فكرة” بتأكيد القائمين عليها مواصلة العمل على مرافقة الشباب، تعزيز الشراكات، وترسيخ ثقافة المقاولاتية، في انتظار طبعات قادمة تراهن أكثر على الابتكار كخيار استراتيجي للتنمية.