163

0

سفارة فلسطين بالجزائر تحيي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بمشاركة أممية

أحيت سفارة دولة فلسطين بالجزائر، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في قصر الثقافة مفدي زكريا، بحضور رسمي جزائري واسع ومشاركة أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الجزائر. 

شروق طالب 

وجاءت هذه الفعالية تأكيدا على دعم الجزائر الدائم للقضية الفلسطينية، وإبرازا لرمزية هذا اليوم الذي يوافق 29 نوفمبر من كل عام، وهو التاريخ الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977 تعبيرا عن التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.

جئتكم بغصن الزيتون...فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي 

افتتح السفير فايز أبوعيطة هذه المناسبة بكلمة أكد فيها أن هذا اليوم يجسد وقوف العالم إلى جانب حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، مستحضرا قرار الأمم المتحدة الذي جاء بعد ثلاث سنوات من الزيارة التاريخية للرئيس الشهيد ياسر عرفات للجمعية العامة عام 1974، حين خاطب العالم بعبارته الشهيرة: "جئتكم بغصن الزيتون في يد وبالبندقية في يد، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي."

هذا وأشار السفير إلى الدور المركزي الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية آنذاك من خلال ترؤسها الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة، ما ساهم في تعزيز مكانة القضية الفلسطينية دوليًا.

الشعب الفلسطيني صامد رغم الاحتلال والتهجير منذ النكبة

واستعرض أبوعيطة واقع الشعب الفلسطيني الذي يعيش منذ أكثر من 77 عاما تحت وطأة النكبة والاحتلال والتهجير، مؤكدا أن الفلسطينيين، رغم محاولات طمس هويتهم وتهجيرهم، ظلوا متمسكين بحقوقهم الوطنية غير القابلة للتصرف. 

وأدان السفير الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، موضحا أن القطاع يتعرض منذ أكثر من عامين لحصار وقتل ودمار وصفته جهات دولية بأنه يصل حد الإبادة الجماعية، حيث بلغ عدد الشهداء خلال هذه الفترة أكثر من 70 ألفا، إضافة إلى 160 ألف جريح.

وأوضح السفير أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين يشهد اتساعا متزايدا، حيث بلغ عدد الدول المعترفة 160 دولة، بينها مؤخرا فرنسا وإسبانيا والنرويج وأستراليا وكندا والبرتغال وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وأندورا وسان مارينو وبريطانيا. 

موجهًا شكره للدول التي أعلنت اعترافها، وللشعوب التي خرجت لدعم الفلسطينيين، مجددا الامتنان للجزائر التي كانت أول دولة تعترف بدولة فلسطين عام 1988 خلال الدورة الـ19 للمجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في العاصمة الجزائرية.

وتطرق أبوعيطة إلى مسار السلام، مذكرا بأن الفلسطينيين التزموا بخيار السلام ووافقوا على مبادرة السلام العربية عام 2002 ووقعوا اتفاق أوسلو عام 1993 مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، غير أن القوى المتطرفة في إسرائيل – بحسب قوله – اغتالت رابين ونسفت الاتفاق، ثم حاصرت واغتالت الرئيس الراحل ياسر عرفات، لتنتج بعدها حكومات يمينية متطرفة لا تؤمن بالسلام وعلى رأسها حكومة نتنياهو. 

ودعا المجتمع الدولي إلى إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

دعوة عاجلة لاحترام وقف إطلاق النار ودعم المدنيين في غزة

من جهتها، نقلت المنسقة المقيمة لمنظومة الأمم المتحدة في الجزائر أسافينا أماسري رسالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي أكد أن هذا اليوم يأتي بعد عامين من معاناة "مروعة" في قطاع غزة، حيث يعيش السكان حالة حداد على عشرات الآلاف من الضحايا، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف الجرحى في ظل انتشار الجوع والمرض وانهيار البنى الأساسية للمستشفيات والمدارس والمنازل. 

وأشارت إلى أن الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، تشهد بدورها انتهاكات متواصلة تشمل العمليات العسكرية وعنف المستوطنين والتوسع الاستيطاني والتهديدات بالضم.

كما لفتت إلى أن عدد العاملين الإنسانيين الذين قتلوا في غزة – معظمهم من موظفي الأمم المتحدة – هو الأكبر في تاريخ المنظمة، إضافة إلى مقتل عدد غير مسبوق من الصحفيين مقارنة بأي صراع منذ الحرب العالمية الثانية. 

وشددت على أن ما يجري يشكل اختبارا خطيرا للمعايير الدولية، مؤكدة أنه لا يجوز تحت أي ظرف القبول بقتل هذا العدد الكبير من المدنيين أو تهجير السكان وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

واعتبرت المتحدثة أن وقف إطلاق النار الأخير يمثل بارقة أمل يجب الحفاظ عليها، داعية جميع الأطراف إلى احترامه والعمل بجدية للوصول إلى حلول تعيد الالتزام بالقانون الدولي، بما في ذلك إعادة رفات رهائن هجمات 7 أكتوبر بطريقة كريمة لعائلاتهم. 

مؤكدة ضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ودعم وكالة الأونروا باعتبارها شريان حياة لا غنى عنه لملايين الفلسطينيين.

صمود الشعب الفلسطيني يفشل روايات الاحتلال الإسرائيلي 

ومن جانبه، توقف الدكتور صبري صيدم، نائب الأمين العام للجنة المركزية لحركة فتح، عند صمود الشعب الفلسطيني ومساره النضالي المتواصل، مؤكدا أنّ وجود هذا الشعب الأبي هو ما يفشل روايات الاحتلال ومحاولاته لطمس الهوية الوطنية.

وأشار صيدم إلى أن قادة حكومة الاحتلال يتباهون علنا بسياساتهم القمعية، من قطع الكهرباء والغذاء عن المستشفيات وحاضنات الأطفال وأجهزة غسيل الكلى والعناية المركزة، إلى الاعتداءات المتكررة على الأسرى من رجال ونساء، مرورا بمنع التغطية الإعلامية ومنع الصحفيين من أداء دورهم.

ورغم كل ذلك، يواصل البعض الادعاء بأنه "لا توجد إبادة جماعية"، وهو ما وصفه صيدم بأنه مفارقة تدعو للدهشة والاستنكار.

وتساءل صيدم بمرارة: "كم من الفلسطينيين يجب أن يذبحوا قبل أن يعترف العالم، أو بعضه على الأقل، بحقيقة الإبادة والظلم والقهر الذي يتعرض له شعبنا؟".

وفي السياق ذاته، ثمن صيدم الموقف الجزائري الثابت، مؤكدا أن الجزائر — التي علمت الشعوب أن الحقوق لا تسقط بالتقادم — ما زالت تشكل السند التاريخي والأخلاقي لفلسطين، مستلهما كلمات الشاعر الكبير محمود درويش عن الشعب الجزائري الذي قدم أنبل ثورة في التاريخ.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services