208
0
والدة جميل العموري بذكرى استشهاده فرحتنا يوم حرية واستعادة جثمانه
تقرير على سمودي - جنين القدس
حرمت الأفراح وقاطعت كل المناسبات وتوقفت عن إحياء الأعياد ... وفرحتنا يوم حرية واستعادة جثمان ابني الشهيد جميل باسم إبراهيم العموري المؤسس القائد في كتيبة جنين والذي تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمانه للعام الثاني على التوالي.
ويوميا، تجلس الوالدة لبنى العموري، على بوابة منزلها في مخيم جنين النتظر بأمل عودة جثمان بكرها الذي ارتقى شهيداً برصاص الاحتلال، الذي ما زال يرفض تسليم جثمانه، بل وأرسل للعائلة عدة مرات، أنه لن يعيده لها أبدأ، بينما والدته الصابرة، ما زالت تفاضل في سبيل استعادة جثمانه، وتتذكر كلما تحدثت عنه كلماته فلطالما كرر على مسامعها عبارة "أتمنى من رب العالمين أن أكون شهيداً للأقصى والشيخ جراح وفلسطين ".
تقول الوالدة أم جميل: "إنني أنا وجميل روح واحدة لا تفرقها إلا الموت ولكن تفاجأت وصدمت من ذهابه باكراً ولكني أحمد الله دائما أن ابني حصل على الشهادة التي تمناها دائما وكان يحلم بها ويقول لي أتمنى أن يأخذني الله شهيداً"، وتضيف "ليل نهار أتضرع لرب العالمين ليصبرني ...
لأن الفراق صعب ومؤلم، ولكن وجعي وعذابي الأكبر عقاب الاحتلال له ولنا باحتجاز جثمانه الذي يعتبر جريمة وانتهاك لكافة الأعراف والقوانين الدولية"، وتكمل "لا يوجد أي مبرر الاستمرار احتجاز جثمانه، وقد شهد المخيم فعاليات ومسيرات تطالب مؤسسات حقوق الإنسان الضغط على الاحتلال لتحرير جثمان ابني لرؤيته و عناقه ووداعه ودقته كباقي الشهداء " .
رغم وجعها وحزنها، تعبر الوالدة عن اعتزازها باستشهاد جميل الذي يعتبر مؤسس كتيبة جنين التابع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وبشكل دائم تزور ضريحه لتخاطبه وتتلو ما يتيسر من القرآن الكريم، وتقول "مبروك عليه هذه المكانة العظيمة ... تعنى الشهادة ونالها، لكن قلبي حزين بسبب استمرار الاحتلال باحتجاز جثمانه فريد استعادته و دفن جثمانه في مقابر الشهداء " .
في مخيم جنين، أبصر جميل النور العائلة مناضلة، ويعتبر باكورة الأبناء لأسرته المكونة من 5 أنفار، والذي يحظى بشعبية كبيرة في صفوف أهالي المخيم عامة ورفاقه وجيل الشباب بشكل خاص، وتقول والدته "لا تفارقني لحظه صوره وذكرياته، فقد كان أول فرحة في حياتنا. وعمت السعادة وسط عائلتنا يوم ميلاده الذي احتفلنا به كثيراً، وكانت حياته وشخصيته وروحه كإسمه جميلة في كل شيء". وتضيف "في طفولته كان هادئاً ومميزاً وامتلك محبة كبيرة في قلب كل من عرفه، لخلقه العالي وطيبة قلبه.
ومنذ صغره من مرحلة الروضة وخلال فترة تعليمه في مدارس الوكالة وجنين تميز بالتفوق، ودوما كنت أحظى بالتكريم وشهادات الشكر والتقدير على تفوقه وسلوكه وتربيته وأخلاقه"، وتكمل "لم يكن جميل مجرد ايني، فكانت علاقتي به مميزة كاخ وصديق وروحي وحياتي في هذه الدنيا، لكن كان كتوم ولا يبوح بسره لأحد خاصة في القضايا التي تثير قلقي وخوفي حتى بدأ الاحتلال بمطاردته، فكانت كلماته الأخيرة، أنه مهدد بالاعتقال لأن الاحتلال أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين" الطموحه العالي في التعليم والدراسة.
أكمل جميل مسيرته التعليمة حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح، لكن بسبب الظروف لم يتمكن من دخول الجامعة، كما قضى فترة دون الحصول على وظيفة كما تفيد والدته في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها جيل الشباب حتى أصبح عاملا في بلدية جنين، وتقول "وقف الجانب والده الذي أحبه كثيراً وتحمل المسؤولية بوفاء وايثار وعمل بشكل منتظم لتأمين مستقبله وحياة أفضل لنا، حتى بدأت معركة سيف القدس"، وتضيف "لم أكن أعلم بدور جميل في المقاومة، فقد كان سره غامض ولا يبلغني بما يقوم به وانخراطه في سرايا القدس، حتى بدأت مطاردته، فترك عمله ولم يعد يستقر في المنزل في ظل تهديدات الاحتلال باغتياله".
وتكمل "أصبح القلق يزداد على بكري ومهجة قلبي الذي لم تعد تراه سوى القدرة قليلة عندما يحضر مسرعاً للمنزل التغيير ملابسه ثم يغيب لعدة أيام ونحن نعيش كوابيس رعب على حياته، ولم يكن أمامي وسيلة للاطمئنان عليه سوى الاتصال الهاتفي وقلبي يدعوا لرب العالمين ليحميه لنا" يروي رفاق جميل في سرايا القدس أنه تمتع بروح قتالية عالية وامتلك الشجاعة والبطولة والأقدام، ولسانه يردد دوماً الدعاء للشهادة في معركة مع الاحتلال، وطوال معركة سيف القدس، لم يكن يفارقه سلاحه، وبشكل مستمر يهاجم جنود الاحتلال على حاجز الجلمة ويشتبك معهم.
فلم يكن يعرف النوم والراحة ليل نهار وهو يتحدى وينتظر الاحتلال المقاومته خلال معركة القدس، ألقى بياناً وسط المخيم أكد فيه أن سرايا القدس جاهزة للتصدي للاحتلال، وأعلن عن استمرار العمل المقاوم حتى النصر والشهادة التي نالها بتاريخ 2021/06/11 فقد استشهد على أرض جنين في عملية للوحدات الخاصة أصيب خلالها رفيقه وسام أبو زيد الذي اعتقله الاحتلال بعد إصابته، كما استشهد الضابطان في الاستخبارات العسكرية أدهم عليوي وتيسير العيسة في لحظات استعادة الصور.
تقول أم جميل كانت آخر مرة شاهدته فيها بعد الظهر، حضر للمنزل طلبا للاستراحه، وأبلغني أنه منذ أيام لم يغمض له
جفن بسبب تهديدات الاحتلال واستهدالله له ولرفاقه المجاهدين، وعندما نهض من استراحته غادر المنزل ولم أراه، لكن شعرت بخوف وقلق لم يكن مسبوقاً"، وتضيف "كنت أطلب منه الحذر والموافقة على زفافه، فكان يبتسم ويقول لي عربي قريب وستفرحين به وحول ظروف استشهاد جمیل روى شهود العيان أنه عندما وصل بمركبته التي كان يستقلها مع صديقه وسام قرب دور جسر خروبة الذي يبعد 200 عن مقر جهاز الاستخبارات العسكرية في مدخل جنين الشمالي.
تعرض لإطلاق نار مفاجئ وسريع من الوحدات الخاصة التي كانت تنصب له كميناً داخل مركبات تحمل لوحة ترخيص فلسطينية.
وذكر الشهود أنه رغم إطلاق النار وانتشار تعزيزات من جيش الاحتلال داعمة للوحدات الخاصة، قفر جميل من المركبة وحاول الهرب، لكنه تعرض الإطلاق النار بشكل مباشر مما أدى لاستشهاده على الفور، وقد اختطف جنود الاحتلال جثمانه مع الجريح وسام بعدما أطلقوا النار على مقر الاستخبارات، فاستشهد العيسة وعليوي وأصيب ضابط ثالث بجروح خطيرة. كل هذه الأحداث وقعت ولم تعلم بها الأسرة والوالدة أم جميل التي تتواجد بمنزلها في مخيم جنين، وتقول حوالي الساعة الواحدة والنصف، وصلني خير وقوع اشتباكات مسلحة في جنين، وعندما بدأت أشعر بخوف لأن جميل لا يرد على هاتفه، فوجئت بالأهالي والنساء يتجمعون بمنزلنا دون معرفة حقيقة ما جرى " .
وتضيف "أخفى الجميع على خبر استشهاده حتى لا أصاب بصدمة، وأبلغوني أنه أصيب واعتقل لكن قلبي كان يبلغني أن العكس صحيح حتى علمت من أختي نبأ استشهاده فقلت لها : جميل حي لعدم قدرتي على احتمال حقيقة . فراقه"، وتكمل اتصلت برفاقه للاطمئنان عليه، لكن دون جدوى حتى استمعت المكبرات الصوت تنعيه شهيداً وشاهدت رفاقه بيكون يغضب وسخط شعرت في البداية بصدمة كبيرة لأنه رجل وفارقني مبكرا، فقد كنت واياه روح واحدة لا يفرقها الموت لكني صبرت وحمدت الله لأنه حصل على الشهادة التي تمناها دوما ما زالت الجموع وخاصة رفاق جميل يتضامنون مع أسرته بمنزلها في صور تعبر عن المكانة الكبيرة والمحبة التي يحظى بها، خاصة في حديثهم عن صور بطولاته، فهم يعتبرون جميل مقاتل صلب وشجاع وجريء ولم يكن يخشى الاحتلال، ودوماً كان يردد القدس وفلسطين والمخيم روحي وعاش حتى آخر رمق يقاوم"، وتقول والدته أشعر بفخر واعتزاز بما سمعته من قصص وحكايات عن بطولة جميل وجهاده طلباً للشهادة التي تمناها، وأحمد الله الذي اصطفاء شهيداً، لكن المؤلم احتجاز جثمانه".
كتب : أحمد بشير العيلة / فلسطين
( قصة قصيرة )
عيادة في السماء
خيط الحرير المتدلي من أعلى نقطة تجهلها في السماء، والمربوط بحجر تقيل قرب مخيم الشاطئ في غزة، هو الرابط الوحيد بين ما هو إنسان، وما هو إلهي الرابط الذي تتجمع عليه أرواح الضحايا على طول يبلغ ملايين الأوجاع، وكأنهم مصابيح أو مشروع نجوم لبناء مجرة الأسى حديث متداخل لا ينتهي بين الأرواح المعلقة على الخيط، يتذكرون. ويبكون، لكن دموعهم تساقط على أرض غزة في ملحمة التواصل الأبدي دمعة من شاب كان يحب الحياة ويجيد التعامل معها كغزال هارب من فكرة تنزل على حريق في مبنى قرب مستشفى الشفاء كانت تسكن فيه حبيبته.
ودمعة أخرى سقطت من ولد لا زال صراحه يقلق الكائنات الدائمة في الأعلى، سقطت هي الأخرى على قطعة فوسفور مشتعلة في لحم زميل له في صف دراسة لم تكتمل، ودمعة أراها تتردد بين أن تسقط وأن تبقى معلقة بين السماء والأرض الرجل يعز عليه أن يبكي وهو الاستاذ الجامعي الرصين الذي فهم جيداً كيف يمكن أن تحقن الجغرافيا بالألم، وأن تحقتها نحن بالإصرار على الحياة...
دمعات ودمعات ودمعات لكل دمعة قصة، ولكل قصة وجع روحان وجدا نفسيهما معلقين بجانب. بعضهما في الخيط الحريري الطويل، تعارفا، ماتا وعمرهما قريب من بعضهما، لم يخرجا من قطاع غزة إلا إلى الموت. الأول يعمل عثالاً في الأونوروا في معسكر جباليا، والثاني طبيب في مستشفى يوسف النجار في رفح اسمه علاء جبران شكا العتال ظهره للطبيب، فضحك الطبيب كثيراً في تلك السماء الخالية، ثم قال: - "أعالجك يا رفيقي حين ترجع إلى الوطن" ألح العمال الذي نسي ظهرء في الأرض على الطبيب أن يعالجه، لأن الألم ارتقى معه، ويضايقه كثيراً في اللاهناك. لكن الطبيب أصر على أن يعالجه في مشفاه في رفح روحان آخران تجاورا اثر موت متزامن من طائرة مسيرة.
سمعا الحديث بين العمال والطبيب الأول شات صحافي كان يصور بكاميرته إسقاط المساعدات على رؤوس الجوعي من الطائرات الأمريكية لتقتلهم وتريح وسائل التواصل الاجتماعي من صرخات أمعائهم، إلا أنهما سقطا في نفس اللحظة فوق بعضهما، وقررا أن يذهبا إلى الطبيب علاء، فالصحافي الترت يده وجاء الطبيب حاملاً إياها وهي القبض على آلة التصوير بقوة، راجيا الطبيب علاء أن يعيدها إليه لأن هناك مناظر كثيرة جميلة في السماء تستحق التصوير، وكذلك قرر قرينه الجائع أن يرى الطبيب علاء ويروي له كيف كان الموت محتاراً بين أن يسلب روحه جوعاً أو من صندوق مساعدات يسقط على رأسه.
فاختار الموت أن يموت الرجل وصندوق المساعدات يهوي عليه ليسد جوعه إلى الأبد، ثم يطلب الرجل من الطبيب أن يعالج له رأسه المهشم، ليستوعب ما جرى له بالضبط، وما كان من الطبيب الفلسطيني الشهيد إلا أن يواعده أيضاً بعيادته في مستشفى أبو يوسف النجار عندما يرجع إلى الوطن ذاع صيت الطبيب الشهيد علاء جبران بين الأرواح الفلسطينية المعلقة على خيط الحرير، فتزاحموا عليه هذه تطلب أن يعيدوا إليها جنينها الذي بقرته القذيفة.
وهذا يطلب منه أن يخفف من الله الذي لم يهدأ رغم التخلص من جسده، وذاك يطلب أن يعيد إليه بصره الذي تضرر من الفجار بيته، فضلت عيناه تنزف حتى مات، وهو كله أمل أن يرى العالم الآخر الموعود، لكنه لم يجد لا عينيه ولا يصرم فظل أعمى ازداد الضغط على الطبيب علاء جبران، فنصحه أحد زملاءه الشهداء العاملين معه في المستشفى، أن يبني عبادة في السماء ليعالج تلك الأرواح المعذبة، والتي لم تنس ألمها أبداً. قبل دكتور علاء نصيحة زميله الذي تبرع
بمساعدته، وأنشأ عيادة في السماء إلى أن يرجع للوطن، ويستأنف عمله في ذاك المستشفى الصغير في رفح توسعت عيادة علاء وكبرت إلى أن صارت مستشفى في السماء فالشهداء المتألمون يزدادون يوماً بعد يوم بالمنات بل بالآلاف عمل معه في المستشفى السماوي العشرات من الشهداء الأطباء من تخصصات عدة، صار المستشفى السماوي مركزاً
للأرواح الشهيدة المنتظرة دورها في العلاج من ألمها الأرضي، وكلما شفيت روح صارت نجمة حول المستشفى، حتى صار المستشفى مركزاً لمجرة جديدة، أمكن أن يرصدها علماء الفلك كانت تشبه القطاع الطولي للموت سمع الاحتلال الصهيوني على الأرض أن هناك مستشفى فلسطينياً في السماء، اجتمع مجلس الحرب الصهيوني (الكبينيت) على عجل معتبرا المستشفى السماوي إعادة إحياء للمستشفيات التي يدمرونها في غزة، فقرر (الكبينيت) قصف المستشفى السماوي بأسلحة نووية منصوبة على الأقمار الصناعية الأمريكية التي أعدتها إيان مشروع حرب النجوم تم الاتفاق مع أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا على وضع خطة محكمة لتدمير المجرة الفلسطينية التي هي في الحقيقة مجرد مستشفى في الهناك، وكانت الساعة صفر..
أطلق صاروخ نووي باتجاه المجرة، سقطت المستشفى من على تاركة وراءها أطيافاً في السماء، وتنظث حين لامست الغلاف الجوي للأرض، تهاوت خلفها الأرواح، وبمصادفة لم تكن في الحسبان، سقط المستشفى السماوي برفق فوق مدينة رفح، تساقطت الأرواح من المجرة تماماً في أجسادها على الأرض، فالله وحده هو من أراد أن يفي الطبيب علاء جبران بوعده ويكمل علاج مرضاه في مستشفى أبو يوسف النجار، وكان وعداً مفعولاً.
الأقصى في عين فتى الأردن الحز
كتب : وليد الهودلي
( القصة باختصار بمناسبة اقتحام ابن غفير للاقصى البارحة) كان الفني الاردني سلطان العجلوني عام 1990 في صفه
الحادي عشر عندما تناهى إلى سمعه مجزرة الاقصى الفعل هذه الشريمة فينا ما تفعل وفي سلطان عرق ينبض لا والله
اتسفك الدماء البريئة في ساحة هذا المسجد العظيم وتقف هنا في أردن العزة والإباء مكتوفي الأيدي لا والله، أتعريد حدالة البشر على ساحة مسجدنا وينعق متطرفهم شارون من هناك تعقه الحقير وفي أرواحنا نفس جز لا والله، هجم سلطان على حضالته فيجها بسكينه الذي ضربها بيمينه الصغيرة بما تحمل من إرادة كبيرة، أخرج ما في أحشائها من فروش وبريزات وشلالين كان قد جمعها من سنوات حملها وانطلق ليشتري بها مسدس الحرية والانتقام أودع حقيبته المدرسية صباح اليوم التالي بعد أن استبدلها بحقيبة عقيدة وايمان وهذة رجال ومسدس، فالانتصار للاقصى أمر لا ينتظر ونحوة الايطال أمر في صدره لا يعرف التسويف أو التبرير يقم وجهه بدل مدرسته قطر غربي النهر فهناك مدرسة الحرية والاباء عرف كيف يتجاوز حواجز الطريق بعد أن تجاوز حواجز التناقل إلى الأرض في نفسه، قطع النهر سباحة بعد أن وصل عصرا.
وأخذ موقع الاسد المتراص بفريسته ساعة ساعتين ثلاثة فعليه النعاس أمنة من الله، مات الدورية المؤللة بالحديد المصفح من بين يدي الاسد الصغير المتحفز للتصها بمسدسه الصغير بسلام. نهض بعد أن ستره الليل بستائره الروح الثائرة تلتهب وتزداد اشتعالا الطلق يبحث من بين الاضواء البعيدة على معسكر يشفي به غليله وجد ضالته تسأل وساعده على التسأل جسده النحيف بادئ ذي بدء بدأ برموزهم الكاذية فاعتلى السارية وأنزل عليهم.
نفس عليه بأقدامه الصغيرة، وراح يبحث بعيني صفر عن فريسته وجد جنديين يحرسان في خندق فلهم الأول رصاصة في رأسه فأرداه قتيلا، أراد أن يرمي الثاني فلم يطعه المسدس هجم عليه فنزع منه سلاحه، أراد أن يطلق نيرانه فلم يطعه فحوله إلى عصا و هشم رأسه بضربات متتالية أوقعته صريعا .
تنادى عليه معسكر الشر وأحاطوا به، عاش بعد ذلك حياة الأسر قرابة عشرين عاما ليتخرج منه مفكرا سياسيا أديبا رائدا من رواد الفكر والمعرفة وليدخل معترك الحياة مصارعا عنيدا في عالم يحاول فيه الظلام بسط نفوذه ولكن الى له ذلك وسلطان وأمثاله لهم بالمرصاد، سلطان لو كان له السلطان التغير الحال ولما وصلت دول الطوق إلى ما وصلت إليه.
إدارة سجن النقب الصهيوني ... تعاقب كل أسير يخرج للزيارة بالضرب و العزل
تفاجأ محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين خلال زيارته الأخيرة لسجن النقب أن معظم الأسرى المنوي زيارتهم قد امتنعوا عن الخروج للقائه، و بعد تمكنه من الحديث مع أحد الأسرى، تبين له أن السجانين قاموا يتهديد الأسرى الذين يخرجون للزيارة، بأنه سوف يتم ضربهم ومعاقبتهم بوضعهم بقفص حديدي ( كاوبه) من الصباح حتى المساء وهم مقيدي الأيدي والأرجل ورأسهم على الأرض في حال خرجوا للزيارة ، و هذا قد يمتد ليوم أو عدة أيام حسب مزاج السجان وخلال هذه الفترة يمنع الأسير من الذهاب الى الحمام، أو تناول الطعام و الشراب.
و في حال اشتكى الأسير من أمر معين أو طلب أمر بسيط يتم ضربه و تعذيبه بشدة. و هذا بالفعل ما أكده الأسير الذي تمكنا من لقائه بالرغم من تخوفه لما سوف يتعرض له بعد الزيارة، حيث نقل لنا الكثير من الشهادات الأسرى تعرضوا للعقاب بعد لقاء المحامي مما دفعهم للامتناع عن الخروج، والتنازل عن حلقة الوصل الوحيدة بينهم و بين عائلاتهم والعالم الخارجي وعلاوة على ما سبق، فأوضاع الأسرى داخل السجن تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، فهم يواجهون خطر الموت بشكل يومي، نتيجة لما يتعرضون له من تعذيب جسدي و نفسي منذ السابع من أكتوبر الماضي، يتمثل بما يلي :
1 تعمد ضرب الأسرى بين الممرات و في الأماكن التي لا تتواجد فيها كاميرات مراقبة، والتركيز على المناطق الحساسة
2 تقييد الأسير بالأصفاد و شدها بشكل كبير اثناء نقله من سجن إلى الآخر، مما يترك علامات واضحة على يديه لعدة أيام إلى جانب الأوجاع الشديدة.
3 الأسرى يرتدون نفس الملابس منذ أكثر من 8 أشهر، ومعظمها مليء بالدماء نتيجة اصابتهم بمرض الجرب. و ما يسببه من حكة شديدة وتقرحات.
4 قطع الكهرباء عن الأسرى، حيث تعاد فقط لمدة 3 ساعات من السابعة حتى الساعة العاشرة ليلا. 5 الطعام سيء جدا كما ونوعا، مما أدى إلى نزول أوزان الأسرى بشكل ملفت كما أن معظمهم يتعرضون للدوخة والاغماء نظرا لنقص السكر في أجسادهم.
6 تعرض الأسرى للعزل والضرب و العقاب بدون أسباب
7 يقوم السجانين بإذلال الاسرى كل يوم أثناء العد، حيث كان بالسابق يجري 3 مرات باليوم والأسرى واقفين
أما الآن يجبر الاسرى على أن يجنوا على ركبهم ويضعون أيديهم خلف رؤوسهم.
8 تعمد اهمال الأسرى طبيبا، فالعلاج متوقف للمصابين والمرضى، والدواء ممنوع.
و لا يسمح للأسرى بتقديم الشكاوي و تم سحب الاوراق و الاقلام للتأكيد على ذلك. 10 أصبح معظم الأسرى يمتنعون عن الخروج للفورة لما يلاقونه من اذلال ، حيث يتم رسم خطوط على الأرض يمنع تجاوزها، كما يمنع الجلوس أو الوقوف بأماكن معينة.
11. يعاني الأسرى من رائحة الفرق الكريهة وانتشار الأمراض، قدرجات الحرارة عالية جدا يسبب تواجد سجن النقب بمنطقة صحراوية وبالوقت ذاته تم سحب كافة المراوح و مواد التنظيف من الغرف و منع الأسرى من الاستحمام و تبديل ملابسهم، مما جعل الوضع كارثي.