271
0
والدة الأسير ضرغام حسني : رغم حكم المؤبد.. ما زال صامداً وبطلاً يخوض معركة الحرية لكسر القيد ..
تقرير: علي سمودي – جنين
لحبه لوطنه وشعبه ،والانتماء الصادق للقضية،إختار الشاب ضرغام حسني سليمان شواهنة،طريق النضال والمقاومة ،ولم يتأخر عن حمل الراية رغم مسؤولياته كرب أسرة لديه ثلاثة أطفال ، فتقدم الصفوف لمواجهة الاحتلال خلال انتفاضة الاقصى ، تمرد ورفض تسليم نفسه رغم الكمائن والتهديدات ، ف"حبه للوطن وعشقه لفلسطين "، كما تقول والدته الستينية أم فارس " شكل هدفه الأول والأخير ،تمتع بروح وطنية ونضالية عالية ، ولم يتأخر يوماُ عن تأدية واجبه ، تميز بالشجاعة والاقدام دون خوف رغم الاحتلال خلال مطاردته "، وتضيف " كل لحظة نفتقده ونتحسر على فراقه خاصة بعدما كبر أطفاله الثلاثة وهو خلف القضبان ،حرمهم الاحتلال حضنه ،لكنه صابر وصامد ، وما زال رغم الحكم القاسي بطلاً يواصل مع اخوانه معركة الحرية ..ونسأل رب العالمين،أن يكرمه وكل الأسيرات والأسرى بالحرية واجتماع الشمل قريبة ..
عائلة مناضلة ..
من عائلة مناضلة ينحدر الأسير ضرغام ، فخاله سامي سليمان ابراهيم جرادات يعتبر من قادة سرايا القدس ويقضي خلف القضبان ،حكماً بالسجن المؤبد 35 مرة أضافة ل35 عاماً ، وخاله الثاني ،صالح قائد سرايا القدس، استشهد في عملية خاصة في 12/6/2003، وابنة خاله الشهيدة هنادي جرادات ،ولم يسلم غالبية افراد العائلة من الاستهداف الاسرائيلي .. فكان منها الشهداء والجرحى والاسرى وبينهم ضرعام الذي يحظى بتقدير ومكانة كبيرة بين أهالي بلدته وعشيرته والأسرى ، وتقول والدته " في ريعان الشباب انتمى لحركة "فتح "، وشارك في كافة النشاطات الوطنية،كرس حياته لوطنه وشعبه وعندما كنا نسأله ما هو طموحك ؟، كان يقول بقوة وعزيمة " رؤية فلسطين حرة "،وتضيف "دوما تقدم المسيرات والمواجهات والمهرجانات التي تتخصص بالشهداء والاسرى،كما كان حريص على زيارة ومساعدة عوائلهم ".
محطات من حياته ..
في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين ، أبصر ضرعام النور في 24/7/1978، ليكون الثاني في العائلة المكونة من 9 أنفار ، وتقول والدته "تمتع بروح الطيبة والحنان وبر لوالدين ، امتلك قلباً وسمات العطف والرقة ومحبة العائلة والناس ، علاقتي معه كانت وطيدة، وكان شيئاً ما يجذبني اليه دوناُ عن إخوانه الاخرين "، وتضيف " تعلم في مدارس السيلة ، وتميز بنشاطه الطلابي والوطني وقيادته للمسيرات والفعاليات الوطنية ، لكنه لم يكمل دراسته بعد الصف الحادي عشر،واختار طريق النضال والمقاومة ".
انتفاضة الاقصى ..
فور اندلاع انتفاضة الاقصى ،ورغم زواجه ومسؤولياته الاسرية، إنتسب ضرغام بشكل سري لكتائب شهداء الاقصى،وتقول والدته " لم نكن نعلم بنشاطه ودوره البارز في التصدي ومقاومة الاحتلال حتى اقتحموا منزلنا ، فتشوه وكسروا محتوياته وعندما لم يجدوه هددونا بتصفيته،لكنه رفض الاستسلام "، وتضيف " اشتدت ملاحقته، وبسبب الكمائن اصبح يتنقل في كل ساحات وميادين المواجهة في كافة محافظات الوطن ،فانقطعت اخباره ولم نعد نراه، فالاحتلال لم يكن يترك منزلنا وسط العقوبات بالتدمير والتخريب ، فكان رد ضرغام بمواصلة مسيرته الكفاحية ".
الكمين والتحقيق ..
أدرج اسم ضرغام على رأس قائمة المطلوبين ، لكنه تمسك بحقه المشروع في المقاومة كما تقول والدته " لم يكان يخاف أو يخشى تهديدات الاحتلال الذي طارده من منطقة لاخرى حتى حوصر واعتقل بكمين ببلدة عانين في تاريخ 31/5/2006 ، لتبدأ رحلة الخوف والقلق على مصيره وحياته في ظل انقطاع اخباره "،وتضيف " على مدار 100 يوم ، عانى خلال فترة احتجازه في زنازين سجن الجلمة وسط التعذيب والعزل والضغوط النفسية والجسدية حتى نقل لسجن مجدو وتمكنا من زيارته والاطمئنان عليه بعد محطة العقاب القاسية والطويلة ".
الحكم والمرض..
تروي أم فارس،أن ضرغام وقف بشموخ وتحدي في قاعة محكمة الاحتلال العسكرية في جلسته الاخيرة ، وعندما نطق القضاة بالحكم القاضي بسجنه 38 عاماً ، سخر منهم ورفض ابداء الندم والتراجع عن موقفه،وبقي صامداً وثابتاً وقوي الارادة ، معبراً عن فخره واعتزازه بدوره النضالي ومقاومته في سبيل تحرير وطنه وشعبه ،وتضيف"عاقبنا الاحتلال بنقل ضرغام بين السجون واحتجازه في ظروف صعبة اثرت على صحته وأصبح يعاني من تقرحات في معدته وأسنانه التي تعرضت للتكسير خلال التحقيق، ورفض الاحتلال علاجه حتى اليوم ".
الحرمان والطفولة ..
عندما اعتقل ضرغام ، ترك 3 أطفال كبروا في غيابه ، ياقوت 19عاماً ، عرين 18 عاماً وصالح 17 عاماً ، وتقول جدتهم " كبر أحفادي على بوابات سجون الاحتلال الذي حرمهم والدهم ،عانوا مثلنا الكثير بغيابه خاصة في المناسبات والاعياد ،وما زالت حفيدتي ياقوت تبكي على والدها الذي لم يشاركها فرحة نجاحها في الثانوية العامة "،وتضيف " انتسبت لجامعة القدس المفتوحة بدعم وتشجيع والدها ، أما عرين وصالح ، فدوماً يشعران بحزن لانهم بحاجة ماسة لوالدهم الذي لا يعوضهم عنه احد"،وتكمل " أحفادي .. يتمنون ان يشاركهم فرحة الاعياد ليعشوا بكنفه واحضانه ورعايته ومحبته التي ما زالوا محرومين منها ويعيشون الالم بعكس كل اطفال العالم ".
الصبر والأمل ..
منذ جائحة " كورونا ".. لم تحظى والدته وزوجته وأبناءه بزيارته التي كانت تخفف معاناتهم ، فمنذ اعتقال ضرغام ، لم تفرح والدته بكافة المناسبات بما فيها زواج بعض الأبناء والبنات ، وتقول " معنوياتنا عالية ونعتز بصمود إبني ، لكن من أين يأتي الفرح ونحن نفتقد ضرغام كل لحظة وجلسة وفي المناسبات التي تحولت لالم وحزن "،وتضيف " المؤلم انه حتى قبل كورونا ، عاقب الاحتلال حتى أحفادي ، فضرعام أصبح عماً وخالاً ل30 حفيدا لا يسمح لهم بزيارته ولا يعرفهم إلا عن طريق الصورة " ، وتكمل " نتابع أخبارهم بخوف وقلق ، لكننا فوضناهم لرب العالمين ليحميهم ويستجيب لدعواتي باجتماع شملنا قريباً .. فاحتضنه واقبله حتى ينتهي الالم .. ووجع حياتي الكبير فراقه ".
مؤسسات الأسرى : تخوفات من تنفيذ الاحتلال إعدامات ميدانية بحق معتقلي غزة
قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، إن هناك تخوفات كبيرة من نية إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ إعدامات ميدانية بحق المعتقلين من قطاع غزة. وأضافت المؤسسات في بيان صدر، اليوم الخميس، إلى أن هذه التخوفات تأتي مع استمرار رفض الاحتلال الإفصاح عن مصيرهم، من حيث أعدادهم، أو أماكن احتجازهم، أو حالتهم الصحية، رغم كل النداءات والرسائل التي وُجهت إلى المؤسسات المعنية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ولفتت، إلى أن هناك معطيات أفاد بها معتقلون أُفرج عنهم مؤخرا تحديدا من معتقل "عوفر"، وكانوا متواجدين في أقسام قريبة للأقسام التي يقبع فيها معتقلو غزة، تؤكد أن جرائم مروعة وفظيعة تُرتكب بحقهم بالخفاء. وأوضحت، أن أبرز هذه المعطيات تضمنت احتجاز ما لا يقل عن (320) معتقلا في قسمي (23) و(25) وفقًا للتقديرات، إذ يتسع كل قسم لـ120 معتقلا، ومع الأعداد التي تصل في ضوء حالة الاكتظاظ الراهنة، فإن العدد مرشح كتقدير لـ(320) معتقلا، وإلى جانب أعدادهم فإنّ عددا من المحررين أفادوا، بأن السجانين ينفذون جرائم مروعة بحقهم، منها: مطالبة المعتقلين بالنباح قبل إعطائهم وجبات الطعام، كما يطلبون منهم ترديد أغانٍ خاصة بإسرائيل وبصوت عال، ويسمع المعتقلون بوضوح صراخهم على مدار الساعة نتيجة عمليات التعذيب والتنكيل التي تتم بحقهم. وأشارت إلى أنه بموجب الإحصائيات التي نشرتها إدارة معتقلات الاحتلال مع نهاية تشرين الثاني الماضي، فإن عدد المعتقلين من قطاع غزة الذين صُنفوا كـ "مقاتلين غير شرعيين" بلغ (260) معتقلا ومعتقلة، في حين أنه منذ بداية العدوان تقوم حكومة الاحتلال بإجراء تعديلات على تعليمات التنفيذ لقانون المقاتل غير الشرعي، وكان آخرها يوم 5 كانون أول، الذي يتيح احتجاز المعتقل لـ42 يوما قبل إصدار أمر الاعتقال، وتجري عملية المراجعة القضائية للأمر بعد 45 يوما من توقيعه، كما يُمنع المعتقل من لقاء محاميه حتى 80 يوما، وهذا الإخفاء القسري للمعتقلين يشكل مخالفة صارخة للقانون الدولي. وبينت المؤسسات، أن معتقلي غزة ينقسمون إلى ثلاث فئات، وهم: الذين جرى اعتقالهم في السابع من أكتوبر، إلى جانب آلاف العمال الذين جرى اعتقالهم من عدة مناطق، إضافة إلى المدنيين الذين اعتُقلوا من غزة في الآونة الأخيرة خلال عملية الاجتياح البري، ومن بين المعتقلين أطفال ونساء. وبحسب المعطيات، فإن (16) معتقلة على الأقل من غزة يقبعن في معتقل (الدامون)، إلى جانب معطيات تشير إلى أن معتقلي غزة محتجزون في معتقلات (بيتح تكفا، وعسقلان، والجلمة، وعوفر). وأشارت إلى أن الاحتلال عمل على تعديل قانون الاعتقالات 1996، الذي يطبق على المعتقلين من قطاع غزة الذين يخضعون للتحقيق في مراكز التحقيق، حيث يتم تمديد توقيف المعتقل لمدة 45 يوما للتحقيق، وتمدد لـ45 يوما إضافيا، ويُمنع من لقاء محاميه طوال هذه الفترة، دون أي رقابة فعلية من المحكمة على ظروف احتجازه وهل يتعرض للتعذيب أو لا. وأكدت مؤسسات الأسرى، أن استمرار تكتم الاحتلال على مصير معتقلي غزة هو بمثابة غطاء على الجرائم التي تنفذ بحقهم، فالاحتلال الذي يواصل تنفيذ الإبادة في غزة، أمام مرأى من العالم، فلن يجد من يردعه لتنفيذ إعدامات بحق المعتقلين في الخفاء. وجددت، دعواتها للمنظمة الدولية للصليب الأحمر، إلى التدخل العاجل والفوري لزيارة معتقلي غزة، والضغط على الاحتلال للكشف عن مصيرهم.
مرور 36 عاما على الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"
يصادف يوم التاسع من كانون أول، الذكرى الـــ36 لاندلاع الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"، التي فجرها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، لتكون بسنواتها السبع (1987-1994)، من أهم مراحل تاريخ نضالنا. من جباليا انطلقت انتفاضة الحجارة، عقب استشهاد أربعة عمال على حاجز بيت حانون "ايريز" الاحتلالي عام 1987، بعد أن أقدم مستعمر على دعسهم بشاحنته، وهم: الشهيد طالب أبو زيد (46 عاما) من المغازي، والشهيد عصام حمودة (29 عاما) من جباليا البلد، والشهيد شعبان نبهان (26 عاما) من جباليا البلد، والشهيد علي اسماعيل (25 عاما) من المغازي. وفي صباح اليوم التالي، عم الغضب مخيم جباليا، وانطلقت المظاهرات العفوية الغاضبة، التي تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، أدت إلى استشهاد الشاب حاتم السيسي، ليكون أول شهيد في الانتفاضة المباركة. متدحرجة من مخيم جباليا، إلى مخيم بلاطة، ونابلس، سارت الانتفاضة إلى مجدها وعلوها، فاستشهد في 10 كانون أول 1987، الطفل إبراهيم العكليك (17 عاما)، ولحقه في 11-12-1987 الشابة سهيلة الكعبي (19 عاما)، والطفل علي مساعد (12 عاما) من مخيم بلاطة، ثم قامت الانتفاضة، واشتعلت وازدهرت بمئات الشهداء، وعشرات آلاف الجرحى والأسرى. واستمرت الانتفاضة سبع سنوات وهي تدور، في كل بيت، وعائلة، وقلم، ومنبر، وجدار، وشارع، وحارة، وحي، ومدينة، ومخيم، وقرية في الضفة، وغزة، والقدس المحتلة، وأراضي عام 1948، كما تقول الأغنية الثورية: "في كل قرية وبيت وحارة، انتفاضتنا تظل دوارة".
وتشير معطيات مؤسسة رعاية أسر الشهداء والأسرى إلى استشهاد 1550 فلسطينيا خلال الانتفاضة، واعتقال 100-200 ألف فلسطيني خلالها، كما تشير معطيات مؤسسة الجريح الفلسطيني إلى أن عدد جرحى الانتفاضة يزيد عن 70 ألف جريح، يعاني نحو 40% منهم من إعاقات دائمة، و65% يعانون من شلل دماغي أو نصفي أو علوي أو شلل في أحد الأطراف، بما في ذلك بتر أو قطع لأطراف هامة. كما كشفت إحصائية أعدتها مؤسسة التضامن الدولي، أن 40 فلسطينيا استشهدوا خلال الانتفاضة داخل السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، بعد أن استخدم المحققون معهم أساليب التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات. وكان مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيلم) قد أصدر في الذكرى العاشرة للانتفاضة إحصائية بهذا الخصوص على النحو التالي: قتل 256 مستعمرا إسرائيليا، و127 عسكريا من قوات الاحتلال، وتم ترحيل 481 فلسطينيا من الأراضي المحتلة، وتعذيب عشرات الألوف من الفلسطينيين خلال استجوابهم، وإصدار 18000 أمر اعتقال إداري ضد فلسطينيين، وهدم 447 منزلا فلسطينيا (على الأقل) هدما كاملا كعقوبة، وإغلاق 294 منزلا (على الأقل) إغلاقا تاما كعقاب، كما جرى هدم 81 منزلا فلسطينيا (على الأقل) هدما كاملا خلال قيام جنود الاحتلال الإسرائيلي بعمليات البحث عن المطلوبين، وهدم 1800 منزل فلسطيني (على الأقل)، بحجة قيام أصحابها بالبناء دون ترخيص.
الأسير الطفل أيهم عناية يعاني إهمالا طبيا متعمدا
أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن المعتقل الطفل أيهم بلال عناية (15 عاما) من بلدة عزون شرق قلقيلية بوضع صحي صعب، وبحاجة إلى عناية طبية عاجلة، في ظل إهمال متعمد من إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي. ولفتت الهيئة في بيان صدر، اليوم الخميس، إلى أن أيهم يعاني إعاقة في جزء من أصابع يديه، ولا يشعر بها بسبب تضرر الأعصاب نتيجة إصابته، وهو بحاجة إلى إكمال علاج كليته. وأشارت إلى أن أيهم كان برفقة صديقه في الثاني عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي داخل مركبة حوالي الساعة العاشرة ليلا، إذ قام عدد من الجنود بإحاطتهما، وبدأوا بإطلاق الرصاص نحوهما، ما أدى إلى إصابة أيهم برصاصة في خاصرته، والكلية اليمنى، ورصاصة أخرى في يده اليمنى، وثالثة في ساقه اليسرى، أما صديقه سامر رضوان فأصيب بعدة رصاصات قاتلة واستُشهد على الفور، وبقيا داخل المركبة حوالي نصف ساعة والجنود حولهما، حتى وصل الإسعاف ونقلهما إلى مستشفى درويش نزال في مدينة قلقيلية. وتابعت: بقي أيهم 15 يوما في المستشفى، وأجرى معظم العمليات اللازمة، لكنه بقي مع كيس بول بجانبه بسبب إصابة الكلية وعدم شفائها بعد، وبعد أن عاد إلى البيت بأقل من يوم، اعتقله الاحتلال من منزله بعد منتصف الليل، وقيدوا يديه إلى الخلف وعصبوا عينيه وأخرجوه من البيت، وتعرض للضرب في مكان إصابته طوال الطريق، وصولا إلى الجيب العسكري، ونُقل بعدها إلى مستعمرة "كرمي شومرون"، وبقي هناك قرابة عشر ساعات راكعا على ركبتيه مقيد اليدين ومعصوب العينين، وممنوعا من الحركة بالرغم من وضعه الصحي المعقد. وأردفت الهيئة: في ساعات الظهر أدخلوه إلى معسكر وأجروا له فحصا سريعا، ومن هناك نُقل مباشرة إلى مستشفى "مئير" في كفار سابا، وبقي 5 أيام في المستشفى، وهو مقيد اليدين والقدمين، ولا يتم فكها إلا عند دخوله الحمام. وقالت: نُقل إلى سجن مجدو في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، وبعدها بأربعة أيام أُرسل إلى معسكر سالم، وتم التحقيق معه، وعند إعادته إلى سجن مجدو اعتدى الجنود عليه بالضرب. وأكد المعتقل عناية حسب شهادته للمحامي: عندما تم اعتقالي من البيت خرجت وأنا أرتدي 3 بلايز وبنطالين، لكن الجنود أجبروني على خلعها، وبقيت في بنطال وبلوزة صيفية، ولا يوجد معي ولا مع باقي المعتقلين أي قطعة من الملابس غير التي نرتديها، وملابسنا صيفية خفيفة والجو بارد جدا، نتعذب يوميا من البرد، ولا يوجد معنا غير بطانية واحدة، وجميع الأشبال يعانون البرد ولا يستطيعون النوم، أما بالنسبة إلى الأكل، فهو سيئ جدا كما ونوعا، والماء طعمه سيئ، ورائحته كريهة، ونضطر إلى شربه من الصنبور الموجود في المرحاض، كما أننا مقطوعون تماما عن العالم الخارجي، ولا نعرف الليل من النهار.
صرخة
بقلم تغريد أبو مويس
جئتكم على عجل بلا وجل
أقدم لكم عرفاني
على كفن يلف جسدي الممزق اشلاءأ
على حلم كان يراودني سقط بين الركام
أقدم لكم عرفاني
على جديلة أمي المنتشية نصرا بين الركام
أزعجتكم براءتي فكان جام حقدكم على أنفاسي
أقدم لكم عرفاني
على كتبي ممزقة وحروفي مبعثرة بين أشلائي
أقدم لكم عرفاني على ماء ودواء عز عليكم أتياني
أخافتكم طفولتي رجولتي لا... لا... بل عنفواني
طريق مدرستي هدفا كراستي وألواني
غدا سيصبح دمي نصرا يفترش أرض فلسطين
وعظامي قيثارة تعزف لحن السلام
ودمي المسفوح مداد يكتب حقوق الإنسان
ما بين حلم وحياة انهارت الحياة وتبعثرت الأماني
تحت الركام هويتي وديانتي
وقوتي في ضعفي
سلاسل قيدي اكسرها ليعيش بحرية إخواني
من صمتكم نسجت أكفاني
تلاحقكم لعنتها
أنا أن مت يا إخوة سأعيش حياة أخرى
أبدية بلا فناء
فتذكروا بناني