في يوم يحمل رمزية عظيمة بتاريخ الجزائر، ولدت الفنانة والمقدمة نوال عيوج في العاصمة الجزائرية، أول نوفمبر، لتخطّ مسيرة حافلة بالإبداع والتحديات.
الحاج شريفي
تحمل شهادة الماستر في الترجمة الكتابية من الجامعة المركزية، إلا أن شغفها بالفن كان هو البوصلة التي وجهتها نحو الأضواء.
البداية:
من إعلان إلى شاشة التلفزيون بدأت نوال رحلتها الفنية عام 2017، حين شاركت في إعلان لإحدى الشركات الوطنية، كانت هذه المشاركة بوابتها نحو عالم التمثيل، إذ استغلت الفرصة للبحث عن أدوار وكاستينغات تلفزيونية.
وبالفعل، شاركت في كاستينغ السلسلة الفكاهية الشهيرة "دارنا شو"، التي حققت نجاحا باهرا وشكلت انطلاقتها الأولى في التلفزيون الجزائري.
من هنا، توالت مشاركاتها في أعمال متنوعة مثل "سيت كوم" و"سبع حجرات" للمخرج مهدي تسبات، حيث أثبتت حضورها في مجال الكوميديا والدراما، وبرز اسمها أيضا في برنامج "طولك شو" مع الإعلامي سفيان داني على قناة الشروق، مما عزز مكانتها كمقدمة برامج موهوبة.
التحديات والتحولات:
من الكوميديا إلى الدراما رغم نجاحها في الكوميديا، لطالما حلمت نوال بالتحدي في أدوار درامية مركبة، ترى أن الدراما تحمل عمقا وتتيح للفنان إظهار إمكانياته الحقيقية، وهو ما استطاعت تحقيقه عبر عدة أدوار بارزة أثبتت فيها قدراتها التمثيلية، ومع ذلك، لم تكن الطريق ممهدة، "لم أتلق دعما من أحد، بل كانت أعمالي هي الداعم الأكبر لي"، تقول نوال، مؤكدةً أن احترافيتها وتفانيها في العمل هما ما مكناها من فرض وجودها في الساحة الفنية.
أحلام وطموحات:
أدوار مركبة ومسيرة ممتدة تحلم نوال بأداء أدوار مركبة تعكس عمق الشخصية وتعقيداتها، وتعد دور المجاهدة أحد أحلامها الكبرى، معتبرة إياه شرفا كبيرا يعبّر عن ارتباطها بوطنها وتاريخها، كما تطمح لتجسيد أدوار المرأة الحزينة أو المتشردة، مؤكدة أن هذا النوع من الأدوار يتطلب مهارات استثنائية.
في الوقت نفسه، تتمنى أن تتغير الذهنية السائدة في مجال الإنتاج الفني الجزائري، وأن يتمكن الفنانون من العمل طوال العام، وليس فقط خلال شهر رمضان.
رسالة إلى المبتدئين:
الفن مسؤولية قبل كل شيء ترى نوال أن التمثيل ليس مجرد مهنة، بل هو رسالة ثقافية ومسؤولية اجتماعية، وتنصح المبتدئين بالتكوين المستمر والاحتكاك بالمحترفين لتطوير مهاراتهم، مشددة على أهمية الابتعاد عن السطحية.
الفن والمجتمع: دور الفنان في نقل صورة الجزائر تعبر نوال عن إيمانها العميق بدور الفنان في تعزيز الهوية الوطنية، قائلة: "الفنان هو بوابة بلده، وهو من يسوّق صورة الجزائر إلى العالم".
قصص خلف الكواليس:
تعب وضحكات لا تنسى وراء الكاميرا، تحمل نوال ذكريات عديدة من التعب والمواقف الطريفة، تذكر كيف كانت تبكي من الإرهاق في بداياتها، لكنها سرعان ما تأقلمت وأصبحت تنظر لهذه اللحظات كتجارب تصقلها وتزيد من إصرارها. نظرة إلى المستقبل
تؤمن نوال بقدرتها على تحقيق المزيد في عالم الفن، متطلعة للعمل مع مخرجين كبار مثل جعفر قاسم ومزاحم يحيى. تعد جمهورها بمفاجآت جديدة في رمضان القادم، حيث ستظهر في عمل جديد على قناة الشروق.
نوال عيوج ليست مجرد ممثلة ومقدمة برامج، بل هي نموذج للفنانة التي تسعى للتطور باستمرار، متسلحةً بالشغف والطموح والالتزام برسالتها الفنية.